مما لا شك فيه أن ازدهار واستدامة مستقبلنا الاقتصادي والتنموي مرهون بعد توفيق الله باستغلال القدرات والإمكانات الاقتصادية والطبيعية التي حبا الله بها هذه البلاد، وتنفيذ مشروعات وبرامج نوعية تعزز من الاستفادة من تلك القدرات والإمكانات واستغلالها بالشكل الأمثل، كي تكون رافداً اقتصادياً يساعد في تنويع وزيادة مصادر الدخل للتقليل من الاعتماد على النفط. لقد تأخرنا في استغلال كثير من القدرات والثروات، ومنها الطاقة الشمسية التي تعد أحد أشكال الطاقة المتجددة، وتعتبر نظيفة وآمنة، ولا يصدر عنها أي انبعاثات أو تأثيرات ضارة بالبيئة، ويسهم استخدامها في التقليل من الاعتماد على النفط الذي يستخدم في إنتاج وتوليد الكهرباء مثلاً، على الرغم من أن بلادنا من أكثر البلدان المشمسة بالعالم وتملك موارد كبيرة من الإسقاط الشمسي، إلا أن الإعلان الذي تم مؤخراً ببدء الانطلاقة الفعلية في استغلال القدرات غير المستغلة في المملكة ومنها الطاقة الشمسية يعتبر بشارة خير، حيث يأتي توقيع صندوق الاستثمارات العامة لمذكرة تفاهم مع مجموعة سوفت بنك لإنشاء أكبر محطة شمسية في العالم بقدرة 200 جيجا واط بحلول عام 2030م، وبقيمة تصل ل200 مليار دولار، لينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 للتنويع الاقتصادي واستغلال الطاقة المتجددة من خلال توليد طاقة نظيفة تلبي الطلب المتزايد على الطاقة عالمياً ومحلياً. إن الفوائد والعوائد من استغلال الطاقة الشمسية متنوعة، فعلى جوانب العمران يساعد استغلال الطاقة الشمسية في تخفيض تكلفة بناء المسكن من خلال تقديم تصاميم معمارية تعتمد على تقنيات الطاقة الشمسية، بحيث تجمع بين نظم التهوية والتدفئة والإضاءة الطبيعية بتصميم المسكن، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في توفير الإضاءة في الشوارع والأماكن العامة. أما في الجانب الصناعي سيؤدي استغلال الطاقة الشمسية إلى تعزيز القدرات التنافسية دولياً من خلال تصنيع مختلف المواد المستخدمة في تقنيات الطاقة الشمسية، بالاستفادة من المواد الخام كمادة السيليكا، التي تستخدم في صناعات الألمنيوم والزجاج، وصناعات الكهرو ضوئيات. إن انطلاقة هذا المشروع وما يتوقع له من نجاحات في المستقبل المنظور تنبئ بمكتسبات كبيرة وعوائد عالية ستتحقق، بمشيئة الله، فالمملكة بحكم موقعها ومناخها المشمس والحار تستطيع أن تكون من أهم منتجي الطاقة الشمسية النظيفة، بل ومنافسة جمهورية ألمانيا التي تتصدر دول العالم في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، وتمتلك 21 محطة شمسية، وتغطي 20 % من احتياجاتها السنوية من الكهرباء من ذلك. Your browser does not support the video tag.