أكد شخص مقرّب من حزب الله في لبنان -رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية- أن بيئة حزب الله الحاضنة تعيش أسوأ أيامها بعد الانفراجة الكبرى التي شعرت بها إثر رفع العقوبات عن إيران من قبل الرئيس الأميركي السابق أوباما في العام 2015، الأمر الذي أدى إلى تدفق 1.7 مليار دولار إلى الداخل الإيراني. وأضاف المصدر بأن معاملة المقاتلين من الناحية المادية تغيّرت بشكل جذري عن أولى سنوات التدخل في سورية، حيث كانت مكافأة الدورة التدريبية للمقاتل في سورية لمدة شهر تصل إلى 1500 دولار، بينما يقضي اليوم المقاتل ثلاثة أشهر في سورية مقابل مبلغ لا يصل في أحسن الأحوال إلى 500 دولار. كما تغيرت معاملة الحزب لمن تصفهم بعائلات "المجاهدين الشهداء"، حيث كانت عائلة القتيل تحصل على بيت وفرص عمل لإخوة القتيل، البرنامج الذي تم إلغاؤه بشكل كامل، وبالإضافة إلى سوء العائدات المالية للقتال تحت راية إيران، خلقت الحرب في سورية أزمة حقيقية في مناطق البيئة الحاضنة لحزب الله، حيث تشكلت طبقة جديدة وهي طبقة "مصابي الحرب" وهم شباب معظمهم في العشرينات أصيبوا إصابات دائمة أدت إلى إعاقتهم عن القتال أو القيام بأي عمل آخر يؤمن لهم ولذويهم دخل ثابت، حيث اقتطع الحزب نصف راتب هؤلاء بدلاً من تكريمهم لفقدان أعضاء من أجسادهم في سبيل إيران. ويقول مصدر "الرياض" في لبنان أن النظام المصرفي اللبناني، لا يلتزم فقط بالعقوبات الأميركية، بل يزاود عليها أيضاً خوفاً من أن تصبح مصارف لبنان العريقة والموثوقة على قوائم العقوبات بسبب "حزب الله" في ظل إدارة الرئيس الأميركي ترمب الجدية بعزل إيران ووكلائها عن النظام المصرفي العالمي، حيث ترتبط معظم مصارف لبنان مع منظومة BOA (بنك أميركا)، الذي تمر عبره معظم التحويلات التي تصل للمصارف اللبنانية. وقامت معظم مصارف لبنان بوقف التعاملات مع كل من يشتبه بأنه مقرب من حزب الله، حتى أولئك غير المعاقبين أميركياً، فعلى سبيل المثال؛ قامت بعض مصارف لبنان بوقف دفع رواتب موظفي مستشفى "الرسول الأعظم" المعروف بتبعيته لحزب الله، على الرغم من أن بعض موظفيه غير منتمين للحزب، الأمر الذي دفع الحزب لدفع الرواتب لموظفي المستشفى بعيداً عن المصارف، إلا أن هذا خلق مشكلات جديدة حيث أصبح هؤلاء الموظفون خارج المنظومة المصرفية وغير قادرين على الحصول على قروض أو تأمينات من البنوك. ويشير المصدر اللبناني إلى الدقة العالية التي تتمتع بها العقوبات الأميركية على الحزب، حيث إنها أشبه بسلسلة تبتلع كل من اقترب من وكلاء إيران، إذ طالت العقوبات أشخاصاً اشتغلوا مع مقربين من الحزب دون أن يعلموا عن ارتباطات شركائهم، كما طالت أشخاصاً آخرين عملوا مع من عمل سابقاً مع مقربين من الحزب، لمجرد أن أموالهم دخلت الدائرة المعاقبة. وأدت خطوة إخراج موظفي حزب الله من المنظومة المصرفية إلى تراكم الدفعات التي تطلبها البنوك ممن حصلوا على قروض مسبقة منهم، وفي الوقت نفسه لا تقبل البنوك تسديداتهم للدفعات لأن مصدر أموالهم غير معروف مما أدى إلى إفلاس البعض وانضمامهم إلى المنظومة المعاقبة. ووفقاً للمصدر، فإن تفجير Blom Bank العام الماضي وسط بيروت كان رسالة من حزب الله لهذا المصرف بالتحديد والقطاع المصرفي اللبناني عموماً، والذي يرفض قبول إيداعات لأي مقربين من الحزب حتى النواب الذين يرغبون بإيداع أموال لبنانية للاستخدام المحلي. كما أن القوانين المصرفية الجديدة تطالب المصارف في لبنان بطلب تحديث معلومات العملاء كل ستة أشهر، ما يؤدي باستمرار إلى حصول الجانب الأميركي على معلومات جديدة حول مقربين من الحزب. وأخيراً، فإن الخطوط الخاصة لحزب الله للحصول على الأموال عبر التجارة غير الشرعية في أميركا الجنوبية تأثرت كثيراً بالعقوبات لأن الولاياتالمتحدة باتت واعية لنشاطات الحزب في هذه المنطقة من العالم، إضافة إلى أن العقوبات الثقيلة على القطاع المصرفي جعلت التحويلات المشبوهة للبنان ضرباً من المستحيل. Your browser does not support the video tag.