حذر المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سعد الشثري من محاولات "الأعداء" إثارة الفرقة بين أبناء المملكة بمسميات طائفية وقبلية ومناطقية وغيرها من المسميات، مؤكداً أن الوقوف في وجوههم يعد تقرباً لله عز وجل. جاء ذلك في كلمة توجيهية بعنوان: "الحياة مع القرآن الكريم" ألقاها الدكتور الشثري، خلال حضوره حفل جامعة الطائف لتكريم الفائزين بمسابقة الجامعة للقرآن الكريم والحديث الشريف والمشاركين في برنامج الإقراء والإجازة. ووصف المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء أعداء المملكة بأنهم "أعداء لا يرضيهم إلا أن يقتل بعضنا بعضاً، وقد بذلوا الأسباب لذلك، وحاولوا تفريق الكلمة". كما دعا إلى رد محاولات التشكيك الكثيرة التي يثيرها الأعداء في وسائل التواصل، وقال مخاطباً الحضور: "نعدكم عدة صالحة للوقوف في وجوههم". وأكد الدكتور الشثري أن الآباء والأجداد لم يقصروا في بناء هذه الدولة، مشدداً على أنه لا ينبغي للجيل الحالي التقصير في المحافظة عليها وفي بقائها متماسكة. وقال: "يجب علينا أن نكون سداً منيعاً ضد هؤلاء الذين يريدون السوء والشر بنا، هناك محاولات عديدة مختلفة، منهم من يحاول أن يجعل الناس من أهل الشغب وإتلاف الأموال العامة، ومنهم من يريد أن يجند جنوداً ليفرق الكلمة التي جمعها الله"، داعياً إلى التقرب لله عز وجل والمحافظة على نعمه بالاعتصام وعدم التفرق، وبالتآلف والأخوة. وأضاف: "من فضل الله علينا في العصر الحاضر في المملكة العودة إلى الكتاب والسنة، وأن يصبح دستور الأمة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"، مشيراً إلى أن أنظمة المملكة ترجع إلى القرآن والسنة، إذ نُص على أن كل نظام أو فقرة من نظام تخالف ما في القرآن والسنة فهما مقدمان عليها. وشدد الدكتور الشثري على أهمية التواصي بالنصيحة والكلمة الطيبة لتحقيق صلاح أحوال الناس واستقامتها، ورفع السوء والمخالفات الشرعية عنهم، وحذر في المقابل من ذكر معايب الآخرين والقدح فيهم وذكر معايبهم والتشهير بهم وقذفهم من أجل استنقاصهم، الأمر الذي يخل بالاستقامة ويؤدي إلى مخالفة دين الله، باعتبار أن شأن المؤمن أن يحب أخاه المؤمن وينصح له. ودعا إلى الإكثار من قراءة القرآن الكريم، مشيرا ًإلى أنه رسالة من الله الخالق الرازق مدبر الأمور إلى كل الخلق، مؤكداً أن كل إنسان معني أصالة بهذا الكتاب، وعليه قراءته وتدبر آياته وتأمل معانيه والسير على هديه، وأخذ الهدى منه، وجعله حاكماً في كل الأمور "فإن نجاتنا ورحمة الله بنا إنما تستنزل بالتمسك بهذا الكتاب". كما أوصى بكثرة ذكر الله واستشعار قدرته ومرافقته للإنسان، ومشاهدة مقدار نعمه بما يقدره في الكون، وكذلك ذكر الله بالصبر على قضائه، مؤكداً أن الإكثار من ذكر الله سبب لاستقرار الأحوال واطمئنان القلوب. ودعا إلى معرفة المعاني الكلية التي اشتمل عليها كتاب القرآن الكريم الكلية، ومنها الأخلاق الفاضلة وحسن التعامل مع الخلق، وانتقاء أطيب القول في الحديث مع العباد، مضيفاً: "كتاب الله عز وجل يمكن الإنسان من معرفة لغته والتحدث بالحديث الفصيح الذي يستطيع به أن يصل إلى هدفه من كلامه، والمحاجة بالحق والدعوة إلى الفضيلة، ويقوي ملكات التدبر والفكر واستخلاص النتائج الموجودة عند الإنسان، إذ يحوي الأدلة العقلية التي تذعن لها العقول السليمة، ولذلك فهو يعين على تقوية الذهين وسلامة التفكير وصحة المنطلقات والحجج والبراهين والمقدمات اليقينية أو مماثلة في اليقين "من كان من أهل القرآن تحصل له سعادة الدنيا والآخرة". وأشاد في هذا الصدد بالمسابقة التي نظمها قسم القراءات في كلية الشريعة بجامعة الطائف، مؤكداً أنها مما يحقق الهدف الشرعي النبيل في التعاون، ومما يكون له آثار حميدة على مستوى الطلاب والجامعة ومحافظة الطائف والمملكة ككل، إذ تعيد الأمة إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وعدّ الحفل الذي نظمته جامعة الطائف لتكريم الفائزين بمسابقتها للقرآن الكريم والسنة النبوية "مناسبة جميلة يفرح بها قلب كل مسلم يعلم أن الله يرضى بكثرة تلاوة كتابه، وأنه متى عاد الناشئين إلى كتاب الله كان لك من أسباب نجاتهم في الآخرة وصلاحهم في الدنيا". بدوره، أكد مدير جامعة الطائف الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان، إيلاء الجامعة الاهتمام بتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومها، وفخرها بطلابها وطالباتها الذين قدموا القدوة الحسنة في الجد والاجتهاد في طلب العلم، وأثبتوا تفوقهم وتميزهم في علوم القرآن والسنة النبوية في هذه المسابقة. كما أكد مدير جامعة الطائف اعتزاز الجامعة بالجهد الكبير المبذول من كلية الشريعة والأنظمة، ممثلة بقسم القراءات، لتقديم برنامج القراءات لدرجة البكالوريوس، كتخصص تخصص دقيق يعنى بدراسة روايات القراءات المتواترة التي نزل بها القرآن الكريم، والتي تسمى بالقراءات العشر الصغرى، دراسة نظرية تطبيقية، يتعلم من خلالها الطالب قواعد كتابة المصحف الشريف وفق الرسم العثماني، وكيفية ضبطه، ومعرفة عدد آيات القرآن، واختلاف العلماء في ذلك، مع دراسة العلوم الشرعية والعربية التأسيسية: كالتفسير، وعلوم القرآن، والفقه والحديث، والعقيدة، واللغة العربية وغيرها من العلوم، التي تسهم في البناء المعرفي المتكامل لدى الطالب وتنمية مهاراته. وقال الدكتور زمان: "تسعى الجامعة من خلال برنامج القراءات إلى ربط طلابها بكتاب الله - عز وجل- تلاوة، وحفظاً، وتدبراً، وعملاً، وتعليمهم وتدريبهم على قراءة القرآن كاملاً بالقراءات العشر المتواترة بمهارة عالية، وتأهيلهم للحصول على السند المتصل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلال قراءته على الشيوخ المجازين، وتأهيل مدرسين متخصصين لتعليم القراءات والقرآن الكريم لكل من يرغب ذلك، وخاصة في مدارس تحفيظ القرآن الحكومية والأهلية". كما أشار إلى سعي الجامعة من خلال البرنامج إلى تعريف الطالب بعلم رسم القرآن وقواعده وطريقة ضبطه وكتابته ليكون مؤهلاً لكتابته وفق الرسم العثماني، إضافة إلى خدمة المجتمع من خلال إقامة دورات تخصصية لمعلمي ومعلمات القراءات في التعليم في المدارس الحكومية وفي المدارس الخاصة. وأكد الدكتور زمان أن سعي الجامعة لتحقيق هذه الأهداف ينطلق من إيمانها واستشعارها لمسؤوليتها تجاه بناء جيل شاب ملتزم بدينه وعقيدته، يتسم بقيم الوسطية والاعتدال كما أمر الدين الإسلامي الحنيف. من جانبه، استعرض رئيس قسم القراءات بجامعة الطائف الدكتور ناصر القثامي، جهود القسم في نشر علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وكذلك برنامج الإقراء والإجازة الذي يقدمه القسم بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه "تبيان". وفي ختام الحفل، كرّم الدكتور الشثري، بمشاركة مدير جامعة الطائف، الفائزين بمسابقة الجامعة للقرآن الكريم والحديث الشريف والمشاركين في برنامج الإقراء والإجازة. Your browser does not support the video tag.