قد يعتقد البعض أن العوامل الوراثية هي المسبب الرئيس للإصابة بسرطان القولون، ولكن أثبتت الدراسات أن النظام الغذائي غير الصحي ونظام الحياة الخامل يساهمان بنسبة كبيرة في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وأيضاً العديد من الأمراض، وتزداد نسبة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة وبالأخص السمنة المتمركزة في البطن عند الرجال والنساء على حدٍ سواء. لذلك فإن المحافظة على الوزن ومؤشر كتلة الجسم ضمن الحدود الطبيعية، مع مراعاة ممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل مقسمة على عدة أيام وأيضا زيادة النشاط اليومي لتحسين مستوى لياقة الجسم بشكل عام، فكلما زاد معدل الرياضة قل خطر الإصابة بسرطان القولون وزادت الفوائد الصحية، حيث إن دراسة نشرت في العام 2009 من قبل المجلة البريطانية للسرطان أتت مؤكدة لما سبقها من دراسات بوجود علاقة عكسية بين ممارسة الرياضة وخطر الإصابة بسرطان القولون، وكان هناك انخفاض كبير يصل لنسبة 24 % في خطر الإصابة بسرطان القولون لدى ممارسي الرياضة مقارنة بالأشخاص الأقل نشاطاً. وكشفت الدراسات العلمية أن اتباع نظام غذائي صحي متوازن قد ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، حيث إنه من المهم أن يتضمن مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة لما تحتوية من نسب عالية من الألياف ومضادات الأكسدة مثل فيتامين ( ج ) و ( أ )، والبروتينات القليلة بالدهون الضارة كاللحوم منزوعة الشحم والدجاج منزوع الجلد ومنتجات الألبان قليلة الدسم، بالإضافة إلى الحرص على تناول الدهون الصحية، وخصوصاً الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 كالمأكولات البحرية وبذور الكتان وزيتها والجوز والزيوت الغنية بفيتامين ( ه ) مثل زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت السمسم، حيث تعمل كمضادات فعالة للأكسدة مما ينتج عنها انخفاض في نسبة خطر الإصابة بسرطان القولون، وكما أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بنسب طبيعية من فيتامين ( د ) والكالسيوم تقل نسبة إصابتهم بالمرض. ومن الجدير بالذكر، أن الكمية الموصى بها من الألياف خلال اليوم هي 25 إلى 30 جرام، و من أهم المصادر الغنية بالألياف هي الحبوب الكاملة والخضار والفواكه والبقوليات، حيث إن كمية الألياف في الحصة الواحدة من البقوليات تتراوح ما بين ( 6 - 8 ) جرام، وفي الحصة الواحدة من المخبوزات المصنوعة من الحبوب الكاملة تترواح ما بين 1 - 2 جرام أو أكثر، وفي الحصة الواحدة من الخضار أو الفواكة تتراوح ما بين 2 - 3 جرام. وعلى العكس من ذلك، فإن النظام الغذائي الفقير بالألياف والخضروات والفواكه والمرتفع في السعرات الحرارية والدهون الضارة واللحوم المصنعة مثل النقانق والمرتديلا واللحوم الحمراء والأطعمة العالية بالسكريات المكررة مثل الحلويات والدهون المشبعة مثل الدهون الحيوانية وبعض أنواع الدهون النباتية (كزيت النخيل) والدهون المهدرجة الموجودة في الأطعمة المصنعة، وأيضاً كثرة تناول الملح في الأكل أو الملح المستخدم في حفظ الأطعمه قد ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض. وأيضاً لابد من الحرص على شرب كمية كافية من المياه، تترواح ما بين 6 إلى 8 أكواب يومياً حيث يساعد على تقليل الإصابة بالإمساك والجفاف وبالتالي تحسين عملية الهضم والعمليات الأيضية، ختاماً، يعتبر اتباع النصائح المذكورة أعلاه من أولى خطوات الاهتمام بالصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض من بينها سرطان القولون. "قسم التغذية العلاجية" Your browser does not support the video tag.