تختلف المرأة في العصر الحاضر عن المرأة في مختلف العصور القديمة، فلم تعتبر كإنسان يتمتع بأي حقوق فكيف فيما يخص العمل؟ ولكن عندما نزل الوحي على رسولنا الأمين، جاء الإسلام ليصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة لحقوق المرأة، ومنها الحق في العمل مقرونة ببعض الضوابط الشرعية التي تحمي شرفها وكرامتها، فالمرأة كانت تقف بالحروب لإسعاف وتمريض المحاربين وإعداد الطعام، ومن أبرز تلك النساء رفيدة الأسلمية كأول ممرضة مسلمة، وأم عطية الأنصارية والتي غزت 7 غزوات مع الرسول، فالمرأة كانت موجودة إلى جانب الرجل في مجال العمل بما لا يمس شرفها، ولا يخالف ذلك ما جاء به نظام العمل في المملكة، حيث سمح للمرأة بالعمل لكن بضوابط وقيود كما جاء في المادة 149 من نظام العمل السعودي بأن تعمل في جميع المجالات إلا الأعمال الخطرة أو الصناعات الضارة، ولا أخالف ذلك نظراً لكون الطبيعة الجسدية لها بأنها لا تتحمل تلك الأعمال، ويقوم بتحديد تلك الأعمال نظراً لخطورتها وزير العمل، وكذلك لا يجوز تشغيلها أثناء مدة من الليل لا تقل عن 11 ساعة متتالية، إلا في الحالات التي يصدر بها قرار من الوزير مثل المهن الصناعية وفي حالات الظروف القاهرة، هذا ما جاءت به المادة 150 من النظام ذاته، كذلك فقد منح نظام العمل السعودي للمرأة العديد من الحقوق تتعلق في إجازة الوضع بأجر ورعايتها طبياً أثناء الحمل والولادة، وحقها في الحصول على راحة لإرضاع طفلها وتوفير دار لحضانة أطفالها، كذلك الحق في عدم فصلها أثناء تمتعها بإجازة الوضع، وحقها في إجازة في حالة وفاة زوجها. المرأة ثابرت للوصول لهذه المكانة رغم الكثير من المعوقات لكنها تطمح للمزيد من حقوقها التي تنصفها ولا تنقص قدراتها كإنسان قادر على العمل، فعملها ليس ترفاً إنما حاجة لها ولأسرتها، واستغناءً عن رجل ربما هو متعسف في الانفاق عليها وعلى أولادها، لهذا أرى أن قانون العمل لدينا بحاجة إلى تنقيح وتعديل بما يخص المرأة، حيث إن للمرأة دوراً مهماً في العمل لا يقلّ أهميةً عن دور الرجل، متأملين بالمزيد في مجال عملها بعد ما شهدناه هذا العام من قرارات مناصرة للمرأة. في نهاية السطر سبق وأن صرح ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في لقاء مع قناة CBS الأميركية بأنه "لاتزال النساء السعوديات لم يتلقين حقوقها الكاملة حتى اليوم، هناك حقوق منصوص عليها في الإسلام مازلن لم يحصلن عليها". Your browser does not support the video tag.