في خطوة اخلاقية اعتمد الكونغرس الأمريكي قرارا بدعم الانتفاضة الشعبية في إيران لرفع الحرج عن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يأمل الإيرانيون منها تحركاً أوسع لدعمهم. في وقت قال ناشطون إيرانيون: إن المظاهرات لا تزال مستمرة في البلاد وعمليات الاعتقال على أشدها، وأكدوا اعتقال أكثر من 1400 شخص من الأحواز وحدها، وسط مخاوف من سوء المعاملة والتعذيب الممنهج للمعتقلين بعدما كشفت المعارضة الثلاثاء أن أجهزة النظام القمعية قتلت معتقلين في السجون وادعت أنهم انتحروا. من جانبها، طالبت منظمة العفو الدولية نظام طهران بالتحقيق في تقارير تحدثت عن مقتل خمسة من معتقلي الاحتجاجات تعذيباً في سجونها، وطالبت باتخاذ إجراءات لمنع تكرار هذه الجريمة وحماية المعتقلين. ودعت المعارضة الإيرانية لمظاهرة في باريس أمس الأربعاء احتجاجا على قمع الانتفاضة في إيران، وكشفت أن عدد شهداء الانتفاضة بلغ حتى الآن اكثر من 50 شخصا، فيما يقبع آلاف المعتقلين في سجون الملالي. تقارير صحيحة وأكد النائب في البرلمان الإيراني، محمود صادقي، صحة التقارير حول مقتل أحد الطلاب المتظاهرين بسجن «إفين» في طهران. وجاءت تأكيدات النائب الإيراني غداة تحذير من عضو مجلس بلدية طهران ناهيد خدا كرمي حول تكرار أحداث سجن «كهريزك» في شرق طهران عام 2009، التي قتل فيها 4 متظاهرين، إضافة إلى انتحار طبيب السجن. وكانت المحامية الإيرانية نسرين ستودة قد أعلنت، الثلاثاء، عن ارتفاع عدد القتلى من المحتجين، الذين تم اعتقالهم مؤخراً في إيران إلى 5 أشخاص قضوا في معتقلات طهران وديزفول وأراك بسبب تعذيب السلطات الأمنية لهم. يأتي هذا بعد اعتراف النظام بأن إحصائيات المعتقلين تشير إلى وجود نحو 3 آلاف و700 معتقل من مختلف المناطق الإيرانية يقبعون في سجون النظام. في حين أكدت المعارضة أن عدد المعتقلين تجاوز 4 آلاف معتقل. دعم أمريكي وعلى صعيد متصل، اعتمد مجلس النواب الأمريكي بشبه إجماع، أمس الأول، قرارا يدعم التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها ايران في الاونة الاخيرة. والنص الذي اقر بأغلبية 415 صوتا مقابل صوتين فقط، يؤكد دعم الكونجرس «للشعب الايراني المنخرط في تظاهرات مشروعة وسلمية ضد نظام قمعي وفاسد». كما يؤكد النص وفقا لما نقلته «فرانس برس» ان الكونجرس «يدين الانتهاكات الخطرة لحقوق الانسان والانشطة المزعزعة للاستقرار، التي يرتكبها النظام الايراني بحق الايرانيين». كذلك فإن النواب دعوا في قرارهم ادارة الرئيس دونالد ترامب الى فرض عقوبات على منتهكي حقوق الانسان في ايران. استهداف النظام وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إد رويس: انه «بدفاعنا عن الايرانيين نريد ان نوضح انهم ليسوا الهدف لعقوباتنا»، مشيرا الى ان «العقوبات الامريكية تستهدف النظام الايراني القمعي والمزعزع للاستقرار وليس الشعب الايراني». وبين 28 ديسمبر والاول من يناير شهدت عشرات المدن الايرانية تظاهرات احتجاجية تخللتها أعمال عنف اسفرت عن سقوط عشرات القتلى واعتقال الآلاف. وبدأت الاحتجاجات في مشهد، ثاني كبرى مدن البلاد، رافضة لصرف مقدرات البلاد ومواردها المالية على التنظيمات الإرهابية بالخارج، وضد سياسات الولي الفقيه، التي كرهها الشعب بسبب فشلها وعجزها عن تلبية رغبات الشعب الإيراني. وعود كاذبة وقال ناشطون إيرانيون أمس: إن الشعب لا يصدق وعود النظام ويطالب بإسقاطه. وفي بروكسل، دعت المعارضة لوقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد الاوروبي للمطالبة بإدانة جرائم الملالي بحق المتظاهرين، بعدما أعلن الاتحاد الاوروبي ان وزير خارجية النظام محمد جواد ظريف سيجري مباحثات مع نظرائه الفرنسي والالماني والبريطاني تتناول الاتفاق النووي. من ناحيته، قال حسين داعي الاسلام عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حول اعتراف خامنئى باستمرار الانتفاضة: «بعد صمت مميت وطويل، ظهر خامنئي وفي اليوم الثالث عشر من الانتفاضة ليبدي خوفه وذعره من غضب المواطنين الغاضبين بالاعتراف باستمرار الانتفاضة وأكد بلغة معكوسة كون المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية تشكل البديل للنظام». وأضاف: زعم النظام عبر وسائل الاعلام التابعة له بأن خامنئي تكلم لدى استقباله حشدا من أهالي مدينة قم، فيما كان قد تحدث في جمع تم انتقاء أفراده من الملالي الحكوميين وأزلام النظام. ولم يكن شعار أهالي مدينة قم غير شعار أبناء الشعب الإيراني قاطبة في أرجاء إيران سوى «الموت لخامنئي»و«اخجل يا خامنئي واترك الحكومة». خيار الشعب ولفت داعي الاسلام إلى أن «خامنئي وصف السيل العارم للمواطنين في 131 مدينة وكل محافظات البلاد، بأنها» أعمال شيطانية واللعب بالمفرقعات «قامت بها مجموعة صغيرة. ولكنه اضطر إلى الاعتراف باستمرار الانتفاضة وأشار إلى المنتفضين قائلا: «عملاء الأعداء لن يتخلوا». بينما كان جعفري قائد قوات الحرس قد أعلن قبل اسبوع أن الانتفاضة قد انتهت وروحاني قال للرئيس التركي: إن هذه الاضطرابات ستنتهي بعد يومين». واختتم داعي الإسلام تصريحه بالقول «ليتعظ الملالي الحاكمون من أسلافهم بأن هذه الحجج والمعاذير لا تجدي نفعا، وأن الطريق الوحيد هو ما يهتفه الشعب الإيراني بكل قوة «اخجل يا خامنئي واترك الحكومة» وإلا سيلفظك الشعب الإيراني وحكومتك المجرمة إلى مزبلة التاريخ والى الأبد». مطالب متصاعدة للشعب الإيراني بمختلف مكوناته بالحرية وإنهاء سلطة الملالي (رويترز)