حينما صاحب ذلك الاهتمام الإعلامي العالمي لرحلة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي ابتدأها بالقاهرة ومن ثم لندن وأخيراً واشنطن ليس لما حملته من ثقل وأهمية ملفات سياسية واقتصادية وأمنية مهمة ومشتركة فحسب؛ ولا لعمق العلاقات السعودية الأميركية الأزلية منذ التاريخ والتي تؤكد مع مرّ العقود.. وأكثر أن العلاقة بين المملكة وبين أميركا ليست علاقة نفط لكنها علاقة مصالح جيوسياسية، واستراتيجية، إنما لما تحمله زيارة ولي العهد من بُعد خليجي وعربي وعالمي مهم جداً لدور ومركزية الرياض كعاصمة للسياسة. وذلك كان ابتداءً من زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن الأولى ووُصف لقاءه برئيس الولاياتالمتحدة الأميركية دونالد ترمب بالتاريخي كونه أول مسؤول دولة خليجية وعربية يلتقي الرئيس الجديد والتي مهّدت لقمة الرياض التاريخية وزيارة ترمب الرئيس الأميركي الأولى بعد توليه الرئاسة للرياض. وكان في ضوء الست مبادرات التي أسفرت عنها قمة الرياض الخليجية الأميركية بقيادة الرياض وأثبتته أن السياسة السعودية ليست فن الممكن كما هو دارج؛ وإنما فن إيجاد أكثر من ممكن ومن ثم الاختيار فيما بينها، فالمشكلة ليست في التحالفات؛ وإنما في مصالح هذه التحالفات، فواشنطن تفيق اليوم بعد غيبوبة ثمانية أعوام لتدرك من جديد أن تحالف الخليج التاريخي مع الأميركيين لم يكن لمصلحة المنطقة فحسب بل ومصالحها أيضاً! حينما ذكرت بعض ما تناولته بعض الصحف العالمية حول رأي بعض المحللين السياسيين أن المملكة قد تراجع دورها الديبلوماسي في عهد السيد أوباما، وبين من يرى أن ضغط المملكة على أميركا قد يجعل من العلاقة في أدنى مستوياتها وصولاً إلى نهاية ولاية الرئيس أوباما خاصة ما يتعلق بالملف السوري والملف الإيراني ودور النظام الإيراني في دعم التنظيمات الإرهابية وتوظيفها في زعزعة أمن المنطقة. واليوم وفِي ظل ما تُسفر عنه زيارة ورحلة ولي العهد عن إنشاء 6 مفاعلات نووية وتصنيع السلاح بالمملكة، والانتهاء من الملف القطري في 2018 بشروط دول المقاطعة، وفرض عقوبات على إيران وعودة المقاطعة الاقتصادية، ونهاية النظام السوري، وجيش عربي بقيادة المملكة ما يؤكد ثقل وأبعاد رحلة وزيارات ولي العهد ويجعل أنظار العالم تستدير كلها نحو الرياض عاصمة القرار السياسي. Your browser does not support the video tag.