لم أستطع أن أفهم -حتى الآن على الأقل- المبررات التي انطلق منها الاتحاد السعودي لكرة القدم في قراره الذي اغتال به وبدمٍ بارد أكثر من 110 أندية سعودية تضم بين جنباتها عشرات الآلاف من الشباب الرياضي الطموح ويحمل على عاتقه أحلام وطموحات الملايين من أهالي مناطق وربوع هذه البلاد الغالية المترامية الأطراف؛ وأقصد بذلك قرار إلغاء الهبوط من الدرجة الثانية والصعود إليها؛ والذي سيحول به تلك الأندية إلى مجرد أندية ممارسة لكرة القدم دون أن يحق لها مجرد الحلم بالصعود إلى درجات أعلى أو التنافس مع أندية أخرى من مناطق أخرى، وهو حكم على كل نادٍ من تلك الأندية بالسجن المؤبد في دائرة محافظته، أو هو على الأرجح حكم بالإعدام على كل الطموحات والأحلام!. إضافةً إلى ذلك سيعمل هذا القرار على قتل المنافسة والدافعية في دوري الدرجة الثانية؛ الذي ستتنافس فيه بضعة أندية على المركزين المؤهلين لدوري الأمير محمد بن سلمان، فيما ستلعب بقية الأندية ال20 مبارياتها تأدية واجب بعد أن تفقد الأمل في المنافسة على الصعود بدون أن تكون مهددة بالهبوط؛ وهو ما سيخل حتى بقوة الدوري وعدالة المنافسة، وربما نشهد في ظل ذلك الوضع المتوقع انتشار ظاهرة بيع المباريات من قبل بعض الأندية التي لم يعد لديها صعود ترجوه ولا هبوط تخشاه!. الأمر الأهم هنا هو توقيت إصدار قرارٍ بهذه الأهمية والحساسية والتأثير دون سابق إنذار، وفي الربع الأخير من الموسم؛ وكان من المفترض على الأقل أن يصدر القرار قبل بداية الموسم حتى يمكن لجميع الأندية ورجالاتها ورجال أعمال تلك المناطق على الأقل الحصول على فرصة أخيرة للدفاع عن أحلامهم وطموحاتهم قبل قرار الإعدام!. أتمنى من اتحاد القدم ومن خلفه الهيئة العامة للرياضة إعادة النظر في هذا القرار الذي أرى من وجهة نظري أنَّه موغل في القسوة، ولست أجد له مبررًا واضحًا ومقنعًا، وإن كانت القضية هي تخفيض التكاليف فلا أظن أن هناك ما يمنع إقامة دورة صعود قصيرة وسريعة بطريقة خروج المغلوب بين أبطال المناطق يتأهل من خلالها البطل والوصيف إلى دوري الدرجة الثانية كما كان معمولًا به قبل أن يتم اعتماد دوري طويل لأندية الدرجة الثالثة قبل 2011م، ولا أظن أن تكلفة إقامة بطولة بهذا الحجم وبمشاركة عدد من الشركات الراعية يستحق حرمان سكان العشرات من المناطق التي تنتمي لها تلك الأندية من أن يكون لها حلم.. مجرد حلم!. قصف * بعض العرب يحلل الحياد لنفسه، ويحرِّمه على السعودية. * الحياد في بعض المواقف.. (حياد) عن الحق. * يقدِّمون مصالحهم ويستكثرون على السعودية فعل ذلك. * إلى مزبلة التاريخ والنسيان والحقران كل من لا يرى فضل هذه البلاد الطاهرة بين سائر البلاد، وكل من لا يقدِّر مواقفها التاريخية المشهودة في كل القضايا العربية والإسلامية. Your browser does not support the video tag.