يحاول كثيرون أن يوهموا البسطاء أن العلاقة بين الرياضوواشنطن علاقة مصلحة صرفة، ورغم أنه لا مشكلة في ذلك وفقاً للقواعد البراغماتية السياسية؛ إلا أنه وصف يفتقر للدقة، ويجهل العمق الكبير في علاقة الحلفاء. العلاقات الاستثمارية مهمة، لكلا الطرفين، لكنها ليست كل شيء. شاهد العالم قبل أيام، كيف كان الرئيس الأميركي القوي دونالد ترمب يتباهى بعلاقاتنا مع أميركا، عندما قال: «يشرفني استقبال ولي العهد. تجمعنا صداقة قوية وعلاقة قوية جداً، ونحن نفهم بعضنا البعض، والعلاقة الآن هي أفضل من أي وقت، وعلى الأرجح هذه العلاقة سوف تقوى من خلال الاستثمارات الكبيرة». ليس ذلك وحسب، الشراكة الأمنية تعتبر أحد أهم الملفات المشتركة بين الحليفين، والمساهمة شبه متكافئة، وكل طرف في احتياج كلي للآخر، لذلك أكد هذا ترمب قائلاً: «نعمل مع المملكة بشكل جدي لوقف تمويل الإرهاب من أي جهة. اتفقنا على إنهاء العلاقة بين أي دولة والإرهاب». ما يميز العلاقة المتينة بين المملكة وأميركا، في هذه المرحلة تحديداً، أن كل الملفات -باختلافات قطاعاتها ومرجعياتها- وضعت على الطاولة بوضوح، وتم نقاشها بشفافية، والتأكد من رغبة الطرفين في المساهمة، وشرح وجهات النظر، بعيداً عن التردد والنسيان، أو التجاهل المرحلي والجفاء، ما قد يسبب بوجود فراغ في العلاقة. ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي أخذ على عاتقه ترتيب ملفات المنطقة، وإعادة بناء السعودية بوجهها الحديث، «السعودية الجديدة»، أدرك ضرورة إعادة إحياء العلاقة مع واشنطن، والتأكيد لكل العالم حجم التحالف، وثقة أميركا الكبيرة بالمملكة كشريك رئيس بالمنطقة، واقتصاد مؤثر بالعالم. من أجل التأكيد على متانة العلاقة، قال الأمير محمد بن سلمان، وفي لقاء ترمب: «إن العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة قديمة، «نحن أقدم الحلفاء في الشرق الأوسط، والعلاقات تشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية». أظن أن كثيراً من عواصم صناعة القرار في العالم تراقب الزيارة الكبيرة، وتتبع نتائجها، وحجم الشراكة والاستثمار والصفقات، وانعكاس ذلك على ملفات كثيرة، في المنطقة على وجه الخصوص، والعالم بشكل عام. في الوقت نفسه، لدى الرياض فرصة كبيرة للتعريف بمشروعها الكبير «رؤية السعودية 2030»، والبحث عن فرص تساهم في نجاحها، في كل المجالات، التقنية تحديداً. من المهم أن نقول إن الزيارات الأخيرة، بأهدافها الكبيرة، غيرت من ملف العلاقات السعودية خارجياً، وأعادت بناء التاريخ من جديد، وكذبت الذين اعتقدوا أن الدولة ستهرم. حيث كبرت الرياض.. وتلاشوا هم! والسلام.. Your browser does not support the video tag.