يقول الباحث في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "آدم بارون" لوكالة فرانس برس: إن استضافة المملكة العربية السعودية للقمة العربية الإسلامية الأميركية مؤشر على الريادة الإقليمية للسعودية ومدى قدرة المملكة السنية على جمع قادة مسلمين تحت سقف واحد مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.. الذي ستكون السعودية هي أول دولة خارجية يزورها منذ توليه الرئاسة.. هذه الزيارة التي بدأت أمس السبت ويتابعها العالم بأسره.. ستكون علامة فارقة في زيارات الرؤساء الأميركيين.. لأنها ستعقد خلالها ثلاث قمم برؤية واحدة.. القمة العربية الإسلامية الأميركية.. وقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولاياتالمتحدة الأميركية.. والقمة السعودية الأميركية. تأتي هذه الزيارة لتؤكد على دور المملكة الإقليمي المهم في المنطقة وقدرتها على جمع 37 رئيس دولة و6 رؤساء حكومات و500 إعلامي يغطون الزيارة من جميع أنحاء العالم.. في الرياض في قمم تسعى المملكة من خلالها إلى استنهاض القوى العظمى لمحاربة الإرهاب ضمن شراكة حقيقية مع المملكة.. سواء كان إرهاب دول أو منظمات تستسهل القتل وهدم الحياة الإنسانية.. ومحاولة الوصول إلى عالم طبيعي وجوار حقيقي تحترم من خلاله الدول جاراتها دون تحريض أو دعوات منظمة بالخراب والتدمير. ومع توجه أنظار العالم أمس إلى الرياض تثبت السعودية أنها قادرة على إدارة الكثير من الملفات الإقليمية وبالذات الأزمة السورية.. ومشكلة إيران والتعامل معها بصفتها قضايا الساعة.. والتحرك مع الدول الفاعلة وبالذات الولاياتالمتحدة الأميركية لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد العالم وتتفق السعودية مع أميركا في هذا الملف وبالذات في الحرب ضد داعش التي تشارك في قتالها العديد من الدول. وقد تعددت الإجابات حول سبب اختيار ترمب للسعودية كدولة أولى يزورها بعد فوزه بالرئاسة.. ولكن يظل السبب الأهم هو معرفة واشنطن بدور المملكة الريادي في المنطقة الذي يرتكز على الهدوء والتروي والواقعية في إدارة ملفات المنطقة على مدى سنوات طويلة.. تعاقب فيها الملوك، ولكن ظلت السياسة السعودية ثابتة.. وعلاقات المملكة بجيرانها طيبة على المستوى الإقليمي والإسلامي.. كذلك قدرتها على حشد كل هؤلاء الرؤساء من العرب والمسلمين.. يضاف إلى ذلك أن المملكة تمتلك قدرة التأثير في التعامل مع الدول العربية والإسلامية.. أما بالنسبة لأميركا فهي ظلت على مدى عقود طويلة حليفاً إستراتيجياً في المنطقة.. قد تهتز العلاقات قليلاً شأنها شأن أي علاقة ممتدة ولكنها سرعان ما تعود ضمن أطر احترام الآخر وتفهم كل طرف لهذه العلاقة التاريخية التي هي علاقة إستراتيجية وراسخة.. ضماناتها الصلبة معرفة أميركا أن المملكة تمتلك دائماً الحلول في المنطقة.. من خلال علاقتها التاريخية بكل الدول التي تربطها بها سواء علاقات جوار أو علاقة لغة أو دين أو صداقة. ستكرس هذه الزيارة أهمية المملكة وهي تسعى دوماً لترميم العلاقات العربية والإسلامية.. في منطقة غنية بالنزاعات ومتفجرة لكن كعادة المملكة منذ تأسيسها سعت إلى تكريس الوسطية.. وعدم الانزلاق نحو المناطق الرمادية.. والرد على الآخر بالمنجز على الأرض.. وهذه الزيارة لترمب تأكيد لسطوة المملكة الإقليمية والإستراتيجية والاقتصادية من خلال صفقات سيعقدها ترمب مع المملكة ودول مجلس التعاون.. أمنية ودفاعية بمليارات الدولارات.. وإيجابية هذه الصفقات على الدولتين..