تُعد كتابة القصيدة من أصعب الحالات النفسية لدى الشاعر والشاعرة حال الشروع في كتابتها، وعندما يحضر الهاجس الشعري تتم ترجمة هذه المشاعر التي تجول في الداخل باختيار أجمل المفردات، وأروع الصور للوصول للمتلقي. والكل يعبّر بأفكاره من زاوية يرى أنها الأaجمل والأنسب، ومن يمتلك الموهبة، واتساع الأفق في طرح أفكاره ومفرداته الأدبية يسهل عليه كتابة الفكرة.. ولمعرفة آراء وخفايا طريقة كتابة القصيدة طرحت "الرياض" هذا التحقيق على عدد من الشعراء والشاعرات. في البداية أشار الشاعر صالح السكيبي: أن الشاعر يعيش حالة من القلق أثناء الكتابة، وتستمر غالباً حتى انتهاء القصيدة، وحين ما يكون الإلهام حاضراً لحظة الكتابة تصبح مُهمة الشاعر أسهل بالرغم أن حالة القلق ترافق الشاعر في جميع الأحوال، وأنا أرى أن الإلهام وحده لا يكفي لكتابة قصيدة جيّدة، هذا إذا كان المقصود بالإلهام هو وجود شخص مُلهم أو ما إلى ذلك، ومن وجهة نظري أن الشاعر يستطيع كتابة القصيدة إذا كانت هناك فكرة عبقرية ومدهشه، وقد تكون هي مصدر إلهامه وهي أشبه ما تكون بالومضة الخاطفة التي قد تذهب ولا تعود فالشاعر المبدع هو الذي يعرف متى يقتنصها ويترجمها من خلال أدواته الأدبية، وإحساسه المرهف، وفكره الإبداعي.. لأن الشاعر الذي لا يملك أدوات جيدة للكتابة حتى وإن كان لديه الفكرة أو الإلهام لا يمكن أن يكون مبدعاً. ويرى الشاعر فهيد آل سعد: أن كتابة القصيدة لديه من "هيض أوغيض" فقال: عندما يؤثر فيني موقف معين فإن القصيدة تكون منبعها الهيض، كذلك أكتب من غيض عندما أتحمّس لموقف، وتظهر تلك الانفعالات بين سطور القصيدة، واعتقد أن الشاعر الحقيقي لا يغيب عنه الهاجس بحيث يكون ملازماً معه بشكل مستمر، فقط يحتاج بناء الفكرة والاسترسال، والتي غالباً ما تكون ناتجة عن موقف أو حدث، ولكوني من شعراء النظم والمحاورة فإنني أرى أن شِعر النظم أسهل عند الشروع في كتابة القصيدة، ويختار شاعرها الوقت والمكان المناسب، وله حرية كاملة في التعديل على النص وانتقاء المفردات المناسبة حتى يكتمل بالصورة المنشودة، عكس شعر المحاورة الذي يكون وليد اللحظة وشاعره يقف بين الصفوف، وأمام جمهور ونقاد ويربكه الخطأ لا سمح الله. ولا شك أن الإلهام هو من أساسيات القصيدة فبدون الإلهام لا يمكن أن يُبدع الشاعر مهما كانت موهبته الشعرية. وأوضحت الشاعرة رجوى الخالدي "أوامر": تبدأ فكرة القصيدة في أي وقت، ولا أحدد بالنسبة لي فكرة معينة عندما أريد كتابة القصيدة.. فالشِّعر يأتي بالفطرة لديّ، وعندما تهيض القريحة يكون الدافع هو الإلهام الشعري الناتج عن حدث، وأعتبر لحظات السفر من أجمل الأوقات لكتابة الشِّعر، كذلك الفكر يكون أكثر نشاطاً في الوقت المتأخر من الليل فمثل هذه الأوقات يعم الهدوء الذي يعتبر بالنسبة لي من أهم الأمور لتوارد أفكار القصيدة، واختيار المفردات النادرة، واعتبر أجمل قصائدي ما كتبه نتيجة المعاناة الشخصية وهي سبب الكتابة، كذلك القصائد العاطفية، والحقيقة أن الهاجس له دور في ذلك فبعض الأحيان عندما يغيب الهاجس لا استطيع كتابة البيت الواحد.. لذا اعتبر أن الهاجس له دور كبير في التعبير عن المشاعر وتسطيرها على الورق بأصدق العبارات، ومصدر الإلهام لكتابة أجمل القوافي، وأعذب الحروف وفي ذلك أقول: لا ما كتبت الشِّعر شهره ونوماس لكن كتبته من خفوقٍ يعاني دايم مع الأشعار والفكر محتاس لو جيت بنسى الشِّعر هو ما نساني فالكتابة لديّ تفرض نفسها عليّ، ولست أنا من يفرض ذلك، فأنا اعتبر الشّعر صديق حميم بيني وبينه تبادل الودّ والوفاء. وتؤكد الشاعرة هيام أحمد العجلان من دولة البحرين: من المعروف أن القصيده تكون في أعلى مستوياتها من الرقي والإبداع والجمال عندما تتسلسل بهذه الطريقة. وفكرة إلهام ومشاعر حقيقية إبداع وذكاء الشاعر في الوصف والتعبير والتلاعب بالمفردات لجذب المتلقي مع انتقاء القافية الجميلة. لكن لو فرضنا أن الشاعر لديه فكرة كأن يضطر لكتابة قصيدة لموقف معين أو حدث وفي موعد محدد ولم يأته الإلهام ليسير بالقصيدة إلى مبتغاها هنا قد تستعصي القصيدة على الشاعر وتأخذ منه وقتاً أطولاً ولا تظهر بالشكل المطلوب وإن كان الشاعر مُبدعاً مُحترفاً وذا خبرة أبسطها أنها لن تصل إلى القلب وهذا أهم شيء في القصيدة. عكس إذا جاءت الفكرة والإلهام مع بعض وفي آن واحد ستصل القصيدة إلى أجمل مراسيها الإبداعية، وتصبح أكثر سلاسة وقوة وتصل إلى القلب.. وهذا هو المطلوب والمرجو من القصيدة أن تظهر من القلب لتصل إلى القلب لذلك فإن الفكرة دون الإلهام لن يخدم القصيدة لكن الإلهام والفكرة سيسترسل بهما الشاعر ليحقق الجمال والإبداع. السكيبي: حالة القلق ترافق الشاعر في جميع الأحوال آل سعد: الهاجس الشعري لا يغيب إطلاقاً العجلان: بالفكرة والإلهام تصل القصيدة لأجمل مراسيها Your browser does not support the video tag.