مدخل للشاعر سالم بن دخيل الحبابي: في عالم الشِّعر كلٍ ينقل اسجلّه وأهل الوفا تفرق الطيّب من الخيّب أحدٍ قصيده يغث الصدر ويعلّه وأحدٍ قصيده سواة الوابل الصيّب وكم واحدٍ ما يعرف البيت لا شلّه ما غير يسمع كلام الناس ويغيّب ما أجمل أن نصافح الإبداع الحقيقي، والعطاء المثمر، وكثيراً ما نفرح عندما نجد النص الجيّد والمتميز الذي يرفع من أسهم الشِّعر، ويحافظ على جماله وتوهجه، ويغيّر ملامح الساحة الشعبية إلى الأجمل والأفضل من الإبداع والتألق.. فالشاعر عندما يظهر نصاً في ثوب جديد، ومفردة جزلة، ومعنى عميق، فهو بهذا العطاء يزيد من أعلى درجات اسهمه عند الجمهور، ويكون جديراً بالاحترام والتقدير والاهتمام.. حتى لو كان بعيداً عن الأضواء، وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر سالم الحواصلة: المشاعر هيضها كل لحظه في يزيد وردي لي الشرد التيه عذب المنهلي استبيحي صفوة الفكر بالراس العنيد وأرسلي للفكر موجه ومنه استرسلي البروق اتلوح والمزن به نواً سديد والأراضي ممحله والمطر بأمر الولي استوت يا هاجس والليله المسرا بعيد با تحيزم وأنت جزل المعاني نبلي ومع الأسف ما زالت بعض قصائد الشعراء في استمرار بتكرار المعاني والمفردات والقوافي مما ساهم في نقص بريق القصيدة، وجمال الحس الشاعري.. يقول الشاعر فلاح القرقاح: يا مدوّر الرخص دوّر للغلا الهم تعذيب والحاجه حرج فالشاعر عندما يكون هاجسه رائعاً يصل إلى المتذوق بدون أية معوقات، عكس ذلك الذي يقلد الآخرين، ويفقد بصمته الشِّعرية الخاصة به والتي تساعده دائماً في شق الطريق اتجاه الإبداع وبريق النجومية. وهناك من يكتبون النص بدون حبك للمعنى، وإجادة للمفردة، واتقان للوزن، وكذلك تكرار للقوافي، وعدم أية ابتكارات شِعرية جديدة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر بحر "المسحوب" وهو أكثر ما يستخدم في الشِّعر الشعبي لذا سمي بحمار الشِّعر أو الشعراء وذلك لسهولة تكراره، وتداوله بين عامة الناس، فأغلب نظم الشعراء يكون على هذا البحر وتفعيلته: مستفعلن مستفعلن فاعلاتن مستفعلن مستفعلن فاعلاتن ومثال هذا البحر قول الشاعر والفارس تركي بن حميد: ياما حلا يا عبيد في وقت الاسفار جذب الفراش وشب ضو المناره أخيراً، نتمنى أن يحظى الشِّعر بمزيد من الاهتمام من قبل الجميع، وكذلك شعراء الوطن المبدعين الذين يستحقون كل تقدير، وما يحفزهم على العطاء والاستمرار، كما نتمنى أن يكون الشِّعر كما يحب عشاقه ومحبيه ومتابعيه.