أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أنها تحتاج إلى الدخول بانتظام إلى عفرين السورية التي أعلنت تركيا السيطرة عليها بعد قتال استمر نحو شهرين مع مقاتلين أكراد، حيث هناك حاجة لتوزيع عادل للمساعدات على المدنيين. وأشارت اللجنة إلى أن الأكراد السوريون في عفرين لهم الحق في اختيار إما المغادرة أو البقاء. وقد دفع الهجوم الذي شنه الجيش التركي على المدينة عشرات الآلاف من المدنيين إلى النزوح إلى المناطق المجاورة. وأوضحت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في مدينة عفرين هيفي مصطفى أن المدنيون في عفرين يواجهون تهديدات من المقاتلين المدعومين من تركيا. وندد قياديون في المعارضة السورية وشخصيات كردية بأعمال النهب التي شهدتها مدينة عفرين على يد مقاتلي الفصائل الموالية لأنقرة بعد ساعات من سيطرتها مع القوات التركية على المدينة، واصفين هذه التصرفات بالمسيئة والمقيتة. وإثر دخول مقاتلي الفصائل إلى عفرين، أفاد مراسلان لوكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان عن عمليات نهب. وعمد المقاتلون إلى إخراج مواد غذائية وأجهزة إلكترونية وبطانيات وسلعاً أخرى من المحال والمنازل ونقلها في شاحنات. كما أخذوا سيارات ودراجات نارية وجرارات زراعية. فيما، قال بكر بوزداج المتحدث الرئيسي باسم الحكومة التركية ونائب رئيس الوزراء أمس إن القوات التركية لن تبقى في عفرين وستسلم المنطقة "لأصحابها الحقيقيين" بحسب وصفه. وتابع أن تركيا جمعت "معظم" الأسلحة التي زودت الولاياتالمتحدة المقاتلين الأكراد بها بعد أن تركها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية وراءهم عند فرارهم من المدينة. وأفاد تقرير إخباري تركي بأن 11 شخصاً لقوا حتفهم جراء تفجير وقع في مبنى من أربعة طوابق في وسط مدينة عفرين. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "دايلي صباح" أن التفجير ناجم عن قنبلة زرعتها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وأسفر عن مقتل سبعة مدنيين وأربعة من "الجيش السوري الحر" الموالي لتركيا والمشارك في العملية التي أطلقها الجيش التركي في يناير. وفي دمشق، يترقب السوريون الذين أرهقهم "كابوس" القذائف بفارغ الصبر انتهاء معارك الغوطة الشرقية، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في ريف دمشق، في وقت يتواصل منذ أسابيع الهجوم العنيف الذي تشنه قوات النظام على المنطقة. وتسبب القصف الجوي والمدفعي بمقتل 1420 مدنياً في الغوطة منذ بدء الهجوم. ومنذ سنوات، يرد مقاتلو المعارضة على القصف الذي يستهدفهم بإطلاق قذائف صاروخية على أحياء في العاصمة وفي جوارها. وبقيت دمشق طوال سنوات النزاع بمنأى نسبياً عن المعارك العنيفة والدمار الذي لحق بمدن رئيسية عدة في سورية، إلا أنها تعرضت لقصف من الفصائل المعارضة أودى بحياة المئات، ولتفجيرات تبنى معظمها تنظيم داعش الإرهابي. وغادر عشرات الآلاف الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية هرباً من المعارك وعمليات القصف العنيفة. Your browser does not support the video tag.