سؤال افتراضي يتردد بكثرة بين مختلف طبقات المجتمع، البعض يطرحه على جلسائه، والبعض يطلقه بمواقع التواصل، والبعض يكون فيه السائل والمسؤول. الأمير الشاب ألهب مشاعر الجميع ببساطته ولماحيته ولغته وثقافته وحاضر بديهته ودقته ومعرفته لأين ومتى وكيف يحضر ويغيب. وواقعاً فإن سموه يمتلك من المسؤوليات ما يجعل ملاقاته للجميع مستحيلة، خصوصاً من تبعد خطواتهم عن سلالم ومساحات تحركاته الحكومية والاقتصادية والديبلوماسية النشطة المتنامية، وليست الملاقاة المقصودة هنا على جانب مؤتمر أو لقاء شعبي، ولكنها حميمية بمصافحة ومصارحة وحوار يترك الأثر والتأثير. كثير ممن سيتهيأ لهم مثل هذا اللقاء سيستغلون الوقت لشرح مشاعرهم نحو الأمير الشاب، وإعجابهم بمعطيات شخصه، التي أصبحت حديث العالم، والسباحة حوله على شواطئ جوهره ومقولاته ورؤيته. وقد يستغل البعض الفرصة لشرح صعوبات حياتية أو وظيفية أو مالية أو اجتماعية تحيط بهم. وربما تكون زاوية رؤية البعض منعكسة بإيثار الغير فيطلب تدخل سموه الكريم لصالح شخص، أو فئة، أو مكان بعينه. البعض منهم قد لا يصدق حقيقة حصول اللقاء، ويرتج ويرتجل ويسارع بالتقاط الصور (السلفي) مع الأمير، وينشر مقطعاً سريعاً، يثبت من خلاله للحاضر والمستقبل والتاريخ، بأنه بذاته من شاطر تلك اللحظة التاريخية، وربما يمتطي صهوة جواد شهرة تقفز به فوق أقواس قزح هذا اللقاء الكرنفالي. البعض ستعتريه رهبة وحيرة وتيه زماني، وربما يفقد التحكم ويجد نفسه مبهوتاً، يغالب تحريك لسانه. البعض سيكون لديه أفكار يعتقد أنها حيوية للرؤية، ولسياسات المملكة، ومواقفها الدولية، وربما ينثر خطوط رؤيته وتطلعاته، مؤكداً على معرفته متأملاً أن يكون له السبق في طرحها. تلك بعض السيناريوهات المتوقعة عن مثل هذا اللقاء التخيلي، ومن المؤكد أن يتم تسجيل حالات أخرى، منها الغريب والمضحك، وكل يتحرك من خلالها حسب أسس تكوينه النفسي الاجتماعي وحسب قدراته وما سيلقاه من سموه من استزاده. وبالنظر لفئة الشباب فمن المؤكد أنهم سيظهرون أثناء اللقاء وبعده شدة فخرهم بأن يكون هذا الأمير من جيلهم، وأنهم على خطاه المحترفة سائرين ينشدون المبادرة والعزم وإعادة الترميم والبناء والإبداع والمسؤولية حينما تلوح لهم الفرص. أما كبار السن، فسيباركون تسليم أعلام السلف لسواعد شباب الخلف الواعد، فقد آن لهم الارتياح، في وطن تناغم متجدد يحارب الإرهاب والتشدد والفساد، ويزخر بنفائس الإبداع والشباب والعلوم والتقنية والتقدم والتغيير للأفضل. النساء سيبدعن في شكر سموه على عظيم ما فعله ويفعله من أجلهن في عهد والد الجميع القائد الأعلى سلمان، وسيدعين لهما بالنصر المؤزر. الأطفال سيتكلمون كثيراً ليشرحوا أسباب سعادة تبرق بأعينهم وترقص في جوارحهم. اللقاء هنا فرضي فلسفي قد لا يحصل للكثير منا، ولكن ألا يكفينا مجرد ما يحركه في دواخلنا من مشاعر شموخ وتلاحم وأحلام وسعادة وعزيمة؟. Your browser does not support the video tag.