بات واضحاً بأن أول زيارة منذ توليه منصب ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لكل من القاهرةولندن عكست نجاح مسار الحراك الدبلوماسي السعودي وحققت أهدافها، لما تتمتع به المملكة العربية السعودية من ثقل على الساحة الإقليمية والدولية، وتلعب دبلوماسيتها دورا فاعلا في استقرار الأمن والسلم الدوليين. الجولة كانت تحمل في دبلوماسيتها رصيدا وافرا بالانفتاح السياسي والاقتصادي وتطوير الشراكة الاقتصادية على أسس استثمارية، واتفاقات ومذكرات تفاهم. على صعيد العلاقات الثنائية السعودية المصرية المتينة على المستويين الرسمي والشعبي، فالزيارة جاءت لتعزيزها، ومد جسور الاحترام غير المسبوق إلى أقدم كنائس العالم تحديداً، الكنيسة المرقسية القبطية، زيارة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والتي تشير إلى منهج التسامح، فأعطت انطباعاً متسامحاً لصورة الدبلوماسية السعودية ، إضافة لزيارته لشيخ الأزهر والجامع التي تأتي في إطار دعامة لدور المنبر الإسلامي الأبرز وتكريس الدور الوسطي التسامحي، وزيارة دار الأوبرا الرمز الثقافي في مصر، زيارة ناجحة ومؤثرة دعمت الثوابت السعودية تجاه مصر وقضاياها المستقبلية. وأما الزيارة الثانية فكانت لندن حيث اتسمت العلاقات السعودية البريطانية بالتاريخية، وتوجت بلقاءات مباشرة وقيمة مع الملكة إليزابيث وولي العهد الأمير تشارلز ونجله الثالث الأمير ويليام، ولقاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، واحتفاء استثنائي في مراسم استقبال ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ، وقابل في جولته كبير أساقفة الكنيسة الإنجليكانية في بريطانيا لإضفاء رسالة بالغة الأهمية على الانفتاح في جميع الثقافات واحترام كل الديانات، وشراكة سعودية بريطانية إستراتيجية تتواكب لتحقيق رؤية 2030. ختاماً نجاح زيارة ولي العهد للقاهرة ولندن، حيث كان الاستقبال على أعلى المستويات من كلا البلدين، تجاوزت فيه كل التقاليد البروتوكولية التقليدية وظهرت علامات التقارب الحقيقي بين قيادتي البلدين. نجاح الزيارة كانت صادمة للإعلام القطري والإيراني المزعزع لأمن المنطقة، ومحاولة تشويه الزيارة بكل الطرق اليائسة والفاشلة، الزيارة أثبتت للعالم بأسره تألق الدبلوماسية السعودية الجديد ودورها العظيم المحوري في الأقليم والعالم. Your browser does not support the video tag.