اختتم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، زيارته الخارجية الأولى منذ تسلمه ولاية العهد في المملكة، وحظيت زيارته إلى مصر وبريطانيا هذا الأسبوع باهتمام عالمي ملحوظ، وأثنت كل من القاهرةولندن وعواصم عربية عدة بالزيارة التاريخية للأمير محمد، مؤكدين أنها ستدعم الأمن في المنطقة، وأنها تسعى إلى إيقاف التغلغل الإيراني في الوطن العربي. وركزت وسائل الإعلام العربية والإنكليزية على التغير الملحوظ في المملكة وعلى مشروع الإصلاحات التي تجريها الحكومة إضافة إلى رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد بدعم كامل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وكان الديوان الملكي السعودي أعلن الأحد الماضي زيارة ولي العهد إلى مصر وبريطانيا، وأكد وقتها أنه «بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، غادر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لزيارة جمهورية مصر العربية، وذلك استجابة للدعوة المقدمة له من رئيس جمهورية مصر العربية، يلتقي خلالها به وبعدد من المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك». كما أعلن في بيان آخر يوم الثلثاء، أنه بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستجابةً للدعوة المقدمة من حكومة بريطانيا وإرلندا الشمالية، يزور ولي العهد بريطانيا وإرلندا الشمالية في زيارة رسمية، ضيفاً على حكومة الملكة اليزابيث الثانية، يلتقيها وولي عهد بريطانيا أمير ويلز الأمير تشارلز، ورئيسة الوزراء، وعدداً من المسؤولين خلالها، لبحث تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك». «الحياة» رصدت محطات الزيارة والاتفاقات المبرمة وجولة ولي العهد ولقاءاته مع المسؤولين في كل من مصر وبريطانيا حتى عودته للرياض: 4 مارس بدأ ولي العهد زيارة رسمية إلى مصر، وذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وكان في استقباله في مطار القاهرة الدولي، الرئيس المصري وكبار المسؤولين. تنويه مصري: } أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، أن زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر تعتبر «محطة تاريخية إضافية في مسيرة العلاقات الثنائية بين القاهرةوالرياض»، وأوضح راضي، أن السعودية لها «تاريخ طويل في دعم ومساندة مصر ولها أياد بيضاء منذ حرب أكتوبر عام «1973». احتفاء واسع: } زينت أعلام السعودية ومصر شوارع القاهرة المرتبطة بالمواقع الرئيسة المهمة، وأكد النائب المصري جمال عباس أن الزيارة تأتي ل«خصوصية العلاقات بين القاهرةوالرياض»، لافتاً إلى أنها «بمثابة رد قوي لداعمي الإرهاب بأن وحدة البلدين ستمنع تلك الظاهرة، التي تمثل خطراً على الأمن القومي العربي». أهم الاتفاقات والجولات: زيارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الاطلاع على فرص التعاون بين المنطقة الاقتصادية و«نيوم» الاطلاع على عرض عن مشروع أنفاق قناة السويس جولة تفقدية لأنفاق أسفل قناة السويس جولة تفقدية لمدينة الإسماعيلية الجديدة جولة بحرية في المجرى الملاحي لقناة السويس افتتاح منتجع الفرسان بمدينة الإسماعيلية زيارة الأزهر اتفاق تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث الاتفاق المعدِل لاتفاق إنشاء صندوق سعودي - مصري للاستثمار مذكرة تفاهم بشأن تفعيل الصندوق السعودي - المصري للاستثمار برنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار 5 مارس قام ولي العهد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بزيارة إلى مدينة الإسماعيلية لتفقد عدد من المشاريع الاقتصادية، واستمع ولي العهد إلى عرض عن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي يهدف إلى تحويل مصر إلى مركز تجاري لوجستي عالمي، وما يوفره من فرص استثمارية ضخمة في القطاعات الصناعية والخدمية والسياحية. وتناول العرض الآفاق الواسعة التي توفرها فرص التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع «نيوم» على ساحل البحر الأحمر، بحيث يصبحان قبلة للتجارة العالمية. كما شاهد الجانبان عرضاً عن مشروع أنفاق قناة السويس وتطورات تنفيذها، التي تشمل التخطيط لإنشاء نفق لربط سيناء ببقية الأراضي المصرية، وتعزيز حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء. زيارة الأزهر: } زار ولي العهد الجامع الأزهر الشريف، وكان في استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. وافتتح ولي العهد والرئيس المصري أعمال ترميم الجامع الأزهر عقب اكتمالها، والتي استغرقت أكثر من ثلاثة أعوام، بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - وبرعاية ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأدى ولي العهد، والرئيس المصري فور وصولهما ركعتي تحية المسجد، وتفقدا أعمال الترميم التي شهدها الجامع، واستمعا إلى شرح حول جميع مراحل عملية الترميم، والتي تعد أكبر وأوسع عملية لتطوير الجامع الأزهر على مر تاريخه الذي تجاوز الألف عام. عمق العلاقات: } أكد ولي العهد أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تهدف إلى تحقيق مصالح البلدين والشعبين، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال في برقية شكر للرئيس المصري بعد مغادرة مصر: «يطيب لي وأنا أغادر بلدكم الشقيق أن أعرب لفخامتكم عن بالغ امتناني وتقديري على ما لقيته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. فخامة الرئيس لقد أكدت المباحثات التي عقدناها متانة العلاقات بين بلدينا، والرغبة المشتركة في تعميق التعاون بينهما في المجالات كافة، وفقاً لرؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفخامتكم، والتي تهدف إلى تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والسعادة، ولبلدكم وشعبكم الشقيق الأمن والأمان ودوام التقدم والنماء». دار الأوبرا: } زار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز دار الأوبرا المصرية، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما شاهدا عرضا خاصا لمسرحية «سلم نفسك» والذي تم اختياره كأفضل عرض مسرحي خلال عام 2017، وهو مشروع تخرج لطلبة استديو مركز الإبداع الفني، وتسلط أحداث المسرحية الساخرة الضوء على عدد من القضايا ذات الصلة بالواقع الذي يعيشه المجتمع خلال الفترة الأخيرة. رفض أعمال إيران: } شددت المملكة العربية السعودية ومصر رفضهما «القاطع» للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، مؤكدتين في بيان مشترك بعد زيارة ولي العهد إلى مصر استمرار التنسيق في ما بينهما في هذا الملف في إطار عضويتهما في اللجنة العربية المعنية بمواجهة التدخلات الإيرانية في إطار جامعة الدول العربية، وأن أمن المنطقة العربية لا يمكن أن يتحقق إلا بوقف محاولات التدخل كافة في شؤون الدول العربية من أي طرف إقليمي، والتزام جميع دول الجوار بمبادئ حُسن الجوار، والمصالح المشتركة. واشار البيان إلى أنه تم خلال الزيارة «إجراء محادثات تناولت آفاق التعاون بين البلدين، وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التنسيق المشترك، مؤكدين أهمية دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاستثمارية والسياحية. 7 مارس استقبلت ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام في لندن، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. ونقل ولي العهد خلال اللقاء تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الملكة، فيما حملته الملكة إليزابيث الثانية نقل تحياتها لخادم الحرمين الشريفين. ماي تشيد بالتعاون: } دافعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمام برلمان بلادها الأربعاء الماضي، عن صلات بريطانيا بحليفتها المملكة العربية السعودية في مجالي الدفاع والأمن، مؤكدة أن التعاون مع الرياض أنقذ أرواح مئات الأشخاص. الخارجية البريطانية: } قالت الخارجية البريطانية في تقرير حديث لها إن «رؤية المملكة 2030 تدخل إصلاحات مهمة تعلق بريطانيا أهمية عليها، بما في ذلك منح حريات أكبر للنساء». موردنت: الصندوق السعودي ناجح } قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بيني موردنت، إن «للصندوق السعودي للتنمية سجلّه الطويل في الاستثمار في مشاريع التنمية الناجحة في أنحاء العالم، ونحن نشارك بأفضل الخبرات البريطانية، ستساعد هذه الشراكة في توفير فرص العمل وتعزيز سبل المعيشة دعماً لأشد الناس فقراً كي يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، ومن شأن ذلك أن يساعد بدوره في تعزيز الازدهار العالمي وهو ما يصب في مصلحتنا جميعا». وأضافت في تصريحات أخيراً، أنه «من خلال تأسيس بنية تحتية لبعضٍ من أفقر فقراء العالم الذين يهدد حياتهم الجفاف والمرض والصراع، يمكن لنا العمل معا لإحداث فرق أكبر، وضمان أن تكون المهمات اليومية، كإحضار ماء الشرب مثلا، أسهل بكثير». التنويه بتصريحات ولي العهد حول الإرهاب: } نوهت وزارة الخارجية البريطانية بتصريحات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان حول القضاء على الإرهاب والتطرف. محمد بن نواف: زيارة بحجم التحولات } أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، أن العلاقات السعودية - البريطانية الممتدة قرناً من الزمان، تميزت بالاحترام المتبادل، والحرص على مصالحهما المشتركة، وتقاسم قيم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، مضيفاً أن «الزيارة التاريخية لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مناسبة لإعطاء الشعب البريطاني صورة حقيقية عن حجم وطبيعة التحولات الاجتماعية والثقافية، التي بدأتها المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي صورة غالباً لا تنقلها وسائل الإعلام البريطاني بالشكل الكافي أو بالشكل الصحيح، وتميل بدل ذلك إلى التغطيات النمطية وغير الدقيقة عن المملكة وشؤونها». العلاقات بين الرياضولندن: الدولتان حليفتان منذ أكثر من قرن مُنح الملك عبدالعزيز وسام الفروسية البريطاني في 1935 السفارة السعودية في لندن 1930 ثاني أكبر بعثة سعودية في الخارج يزور المملكة 23 ألف بريطاني سنوياً لأداء فريضة الحج يسافر إلى المملكة سنوياً أكثر من 100 الف بريطاني لمناسبات مختلفة يزور بريطانيا كل عام ما يربو على 100 الف سعودي توقع زيادة الزائرين السعوديين بنسبة 20 في المئة بحلول 2020. ارتفاع حجم التجارة المتبادلة بأكثر من 2.3 بليون دولار في 2016. السعودية ثالث أسرع أسواق العالم نموا لبريطانيا شركة الترفيه البريطانية (فيو إنترناشونال) تفتح 30 دار سينما ملتيبليكس في المملكة. 90 مدرسة سعودية تعلم مناهج دولية وتعطي مؤهلات بريطانية عدد المؤهلات البريطانية المقدمة في السعودية كل عام أكثر من 130 ألفا يدرس في بريطانيا 15 ألف طالب سعودي 8 مارس التقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في لندن رئيس الأساقفة جاستن ويلبي. وتسلّم ولي العهد «مخطوطة القرآن ببرمنغهام»، وهي واحدة من أقدم السجلات الباقية للقرآن الكريم، ومكتوبة بالخط الحجازي، وتحتوي على آيات من القرآن. اجتماعات مهمة: } بعد يوم على الاجتماعات المكثفة التي عقدها ولي العهد مع المسؤولين السياسيين والأمنيين البريطانيين، وتوقيع عدد من الاتفاقات لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات في كلا البلدين، التقى ولي العهد رئيسة الوزراء تيريزا ماي للمرة الثانية، وأجرى معها محادثات حول الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، واتفقا على «مواجهة التدخلات الإيرانية»، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين «من دون قيود». والتقى الأمير محمد بن سلمان أسقف كانتربري (كبير أساقفة الكنيسة الإنغليكانية) جاستن ويلبي في قصر لامبث وسط لندن لمدة ساعة. وعرض الجانبان مختارات قديمة من النصوص المسيحية والإسلامية واليهودية بما في ذلك أجزاء من مصحف قديم كتب بالخط الحجازي بين عامي 568 و645 ميلادي. رفع حجم التبادل التجاري: } أعلنت ناطقة باسم ماي أن الرياضولندن تعملان لرفع حجم التبادل التجاري بينهما في الأعوام المقبلة. وقالت في بيان: «تم الاتفاق على هدف طموح للتبادل التجاري وإيجاد فرص استثمار بنحو 65 بليون جنيه استرليني، بما في ذلك استثمار مباشر في المملكة». لقاء التاريخ: } كتب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مقالة في صحيفة «ذي تايمز» جاءت فيه: «قبل 73 عاماً تقريباً في مثل هذا اليوم، سافر ونستون تشرشل إلى واحة الفيوم في مصر لعقد اجتماع مع ملك المملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن سعود، وكتب عن هذا اللقاء قائلاً: قدم إلي الساقي كأساً من ماء البئر المقدسة في مكة، وكان ألذ ما تذوقت في حياتي». وأضاف جونسون: «إذا كان ذلك الاجتماع في الصحراء فصلاً أول في العلاقات بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، فإننا سنكتب صفحة جديدة خلال زيارة حفيد ابن سعود، محمد بن سلمان». وأشار إلى «بدء الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان تجديد الواقع الاجتماعي والاقتصادي في السعودية». وزاد أن الهدف الرئيس من حملة الإصلاحات في المملكة هو بناء «دولة إسلام معتدل منفتحة على كل الأديان والعالم، والقضاء على مروجي الأفكار المتطرفة». محادثات الأمن: } ركزت محادثات اليوم الثالث من زيارة ولي العهد إلى بريطانيا باجتماع مع وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون، الجانب الدفاعي والأمني. واستعرض ولي العهد، خلال لقائه وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون في القاعدة الجوية «نورث هولت»، العلاقات المشتركة ومجالات التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، وسبل تطويرها، خصوصاً في الجانب الدفاعي والعسكري، والفرص الواعدة وفق رؤية المملكة 2030، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة بشأنها، بما فيها جهود محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف. تفقد منتجات شركة «بي أي إي سيستميز»: } تفقد ولي العهد عدداً من منتجات شركة بي أي إي سيستميز البريطانية بمساهمة الشركات السعودية العاملة في المجال العسكري، من خلال أيادٍ سعودية متدربة، واطلع على خطط الشركة المستقبلية لمزيد من نقل وتوطين التقنية، وتدريب وتوظيف المواطنين السعوديين. إصلاحات حيوية: } اتفقت السعودية وبريطانيا على التعاون المشترك في تحقيق رؤية المملكة 2030 في المجالات كافة، مستعرضتين في بيان مشترك، نتائج زيارة ولي العهد لبريطانيا، مؤكدتين أنها لتعزيز العلاقات بين البلدين، والتزام تطوير شراكة أعمق وأكثر استراتيجية، لدعم المصالح المشتركة بينهما. شريك استراتيجي: } أكدت المملكة أن بريطانيا شريك استراتيجي في رؤية 2030، نظراً إلى الخبرة المتقدّمة والقدرة التي لدى القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية في بريطانيا، في القطاعات التي تشمل التعليم والصحة والثقافة والترفيه والخدمات المالية والتقنية والعلوم والابتكار والطاقة والأمن والدفاع. وكشف البيان أن ولي العهد أطلق ورئيسة وزراء بريطانيا، في السابع من مارس مجلس الشراكة الاستراتيجية السنوي، ليكون آلية رئيسة لحوار منتظم لتعزيز كل جوانب العلاقة المشتركة. اتفاقات واسعة: } أكدت المملكة وبريطانيا التزامهما شراكة طويلة الأجل لدعم تحقيق رؤية 2030، بحيث تشمل مجموعة من المجالات، بما في ذلك: تقويم الفرص والاستثمارات المتبادلة مع بريطانيا (ومن خلالها)، من صندوق الاستثمارات العامة، والتجارة البينية بين البلدين، والمشتريات العامة من القطاع الخاص لبريطانيا في المجالات الأولوية لرؤية 2030، بما في ذلك: التعليم والتدريب والمهارات، والخدمات المالية والاستثمارية، والثقافة والترفيه، وخدمات الرعاية الصحية وعلوم الحياة، والتقنية والطاقة المتجددة، وصناعة الدفاع. ومن المتوقع أن تبلغ هذه الفرص مجتمعة ما يصل إلى 100 بليون دولار على مدى عشر سنوات، ويستهدف من ضمنها صندوق الاستثمارات العامة استثمارات مباشرة تهدف إلى أن تصل إلى 30 بليون دولار. التعليم والصحة: } تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين ستمكّن من الشراكة في تطوير منهجيات التعليم وبناء القدرات، وعينت بريطانيا السير آنثوني سيلدون ليكون مبعوثاً خاصاً للتعليم، لدعم رؤية 2030. واتفق البلدان على تعزيز التعاون في مجالات التدريب، والرعاية الصحية الأولية، والاستثمار الصحي، والصحة الرقمية، وغيرها من المجالات. وعينت بريطانيا السير مايك ريتشارد مبعوثاً خاصاً لها للرعاية الصحية لدعم رؤية 2030. اتفاق الأمن السيبراني } تعهد البلدان بشراكة أكثر عمقاً، تشمل توسيع هذه الشراكة لمواجهة التحديّات الجديدة، بما يشمل التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن السيبراني، وتم توقيع اتفاق إطاري في التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن السيبراني بين البلدين. وأعلن البلدان عزمهما على بذل تركيز الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال تبادل المعلومات وفهم الطرق التي يسلكها الإرهابيون والمتطرفون للتأثير في الفئات الضعيفة، والعمل معاً لحماية الناس بفاعلية من الدعايات المغرضة السامة التي يستخدمها الإرهابيون لنشر التطرف وتجنيد الناس لمخططاتهم. تعزيز التسامح: } ثمنت بريطانيا جهود وقيادة المملكة في تعزيز التسامح والحوار بين الأديان، وتأسيس المبادرات المتعلقة بمكافحة الفكر المتطرف، و«مركز اعتدال» الذي يمثل مرجعاً عالمياً في رصد وتفنيد الفكر المتطرف. واتفق البلدان على تبادل أفضل الممارسات وتحديد فرص المبادرات المشتركة لمكافحة الدعايات الإرهابية المغرضة، بما في ذلك الحملات في اللغة الإنكليزية. وأعربت بريطانيا عن تقديرها جهود المملكة في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، من خلال إعلانها تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب. كما أشادت بريطانيا بقيادة السعودية تأسيس المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب في الرياض. توطين التقنية: } ووقعت الحكومتان على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز قدرات المملكة الدفاعية، من خلال نقل وتوطين التقنية والمشاركة الصناعية بين القطاع الصناعي الدفاعي في البلدين، وتوفير التدريب، وبناء شراكة في مجال البحث والتطوير على المستويين الحكومي والصناعي في البلدين، وتقديم الاستشارات الفنيّة لبرنامج التحول لتطوير وزارة الدفاع؛ كما تتضمن توقيع مذكرة إعلان نيات برغبة الجانبين في استكمال المناقشات بينهما للتوصل إلى اتفاق لحصول المملكة على 48 طائرة تايفون إضافية. واتفق البلدان على زيادة التعاون في أمن الطيران، وعبرت بريطانيا عن تقديرها الشراكة مع المملكة في أمن الطيران، وفي مواجهة تهديد الإرهاب. وزير بريطاني: العلاقة مع السعودية مهمة } قال وزير الدولة للتجارة البريطاني ليام فوكس إن هناك تغييراً قوياً في السعودية، وإن برامج الإصلاحات انطلقت من خلال «رؤية 2030»، وأكد أنها تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد وتعزيز الاستثمار في الخارج، والحد من اعتمادها على النفط، وتطوير القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم والترفيه والسياحة.