يأتي بعد انتظار الموعد السنوي لمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي ننتظره بشغف كبير، وبدأ المعرض يوم الأربعاء 14 مارس 2018م لمدة عشرة أيام، وتعيش الرياض عاصمة المملكة الجميلة حراكاً ثقافياً مميزاً، ولا شك أن هذا المعرض سوف يحقق النجاح حتماً، ويشعل القراءة والبحث عن العناوين الجديدة والجذابة، فالمعرض له فرصة حقيقية لتحريك الثقافة والفكر والتشجيع على القراءة والإبداع، فعلينا أن نشكر لكل من يسهم ويشارك في الإعداد والتنظيم المبهر، والمبادرة الطيبة من وزارة الثقافة والإعلام، ولا أخفيكم أنني أتمنى حقاً أن أشارك معهم في تنظيم المعرض متطوعاً، وأنا مستعد في خدمة الوطن سواء في معرض الرياض للكتاب أو غيره. معرض الكتاب في كل مكان مهم ومفيد جداً للجميع بما فيهم الأطفال، فالأطفال بالذات هم أكثر من يحتاج لزيارة المعرض والتشجيع على الاطلاع والقراءة، ولا ريب في أن القراءة تفيد الطفل في حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافات المتنوعة للاكتشاف، وتحقق التسلية والمتعة، وترفع مستوى الفهم والإدراك، وتكسب الطفل كماً لغوياً أفضل، وتجعله يفكر ويبدع ويكتب بشكل رائع وخيالي بالتأكيد، والأطفال هم أمل مستقبل الوطن وصناع الحضارة. لقد ذهبت إلى المكتبات العامة ومعرض الكتاب مع أسرتي عدة مرات، ولم أرَ الأطفال فيهم إلا قليلاً، وأتساءل: هل تصطحبون أطفالكم إلى معرض الكتاب مثلاً؟ ولماذا لا؟. وهل تعلم أن الإحصائيات من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» توضح أن معدل قراءة الطفل العربي للكتاب خارج المدرسة حتى سن الثامنة عشرة يقتصر على ست دقائق فقط سنوياً، بينما الطفل الأوروبي بمعدل 200 ساعة سنوياً؟ وهل تسأل نفسك: * لماذا تفوق علينا الغرب في القراءة والمطالعة؟ * نعم هذا أمر متوقع، ولا شك أن هذا مؤشر خطير على أن الأجيال العربية القادمة تتوارث عزوفهم عن القراءة في العالم العربي رغم وجود المكتبات العامة ومعرض الكتاب، وأي مجتمع لا يقرأ، فهو مجتمع مخفق حتماً. من العجيب والمضحك أن أجد أحياناً شريحة في المجتمع السعودي تنظر إلى قارئي الروايات نظرة دونية، وتظن أن قراءة الروايات غير مفيدة ومضيعة للوقت، ولا أعلم من أين أتيت بهذه النظرة السلبية، ولكنني أظن أنها منتشرة في هواء مجتمعي مثل غاز يعبث بعقول الناس، ويجعلهم يعتقدون أن قراءة الروايات تافهة وغير مفيدة، ولا يدركون أن أكثر الكتب قراءة في العالم هي الروايات، وأنها تصنع الخيال، ولها قدرة الناس على التعبير وتفهم وقراءة مشاعر الآخرين وعواطفهم، ويكفي أن الله عز وجل يخبر البشر أنه أعظم من يقص القصص: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، وهذه الآية تؤكد أن الروايات هي الوسيلة الأعظم للقراءة والتعبير. أرى أن القراءة باتت عادة مهجورة، وخصوصاً عند الأطفال والشباب في الوقت الراهن نظراً لأسباب عديدة، أولها التربية الأسرية، وبعض الأسر لا توفر الكتب المتنوعة في المنزل مثلاً، ولا تشجع أبناءها على القراءة، ولأن الوالدين عادة لا يقرؤون، ولأن الأطفال لهم هوايات يحبونها، ومنها مثلاً: الألعاب الإلكترونية، والهواتف الذكية، وطبعاً ليس الكل، وإنما الكثير من الناس في مجتمعنا، وأرجو أن أكون مخطئاً. Your browser does not support the video tag.