بعد مرور قرابة 14 شهراً على بداية عهد دونالد ترمب لم يبق حوله سوى الموالين الأوفياء له وخرجت كل الأصوات المعارضة وازداد اتجاه الرئيس نفسه للتصرف بالسليقة أكثر من أي وقت مضى في اتخاذ القرارات في كل شيء. وقال مقربون من ترمب إن قراره عزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون الثلاثاء هو أحدث بادرة على شعور الرئيس الجمهوري المتزايد بالضجر من اختياراته الأولى لمستشاريه الذين انتقاهم فرداً فرداً وأصبح يرى أنهم يتباطؤون في تنفيذ ما يفضله من سياسات. وأكد هؤلاء أن ترمب ما زال يشجع أفراد الدائرة المقربة منه على طرح الآراء المخالفة له لكنه يريد السرعة في التنفيذ ما إن يستقر على رأي. وبين أندرو سورابيان خبير الاستراتيجية السابق في البيت الأبيض: "حتى يومنا هذا أعتقد أن تنوعاً فكرياً صحياً يسود في البيت الأبيض لكن ما تغير هو أنه لم يعد مستعداً للسماح للناس بإبطاء جدول أعماله أو إعاقته". وأضاف "فهو يريد من الناس التنفيذ وإنجاز الأمور". وذكر مسؤول سابق في حملة ترمب الانتخابية مطلع على بواطن الأمور في البيت الأبيض: "ترمب يتوقع أن يدور نقاش داخلي هام ثم يتفق الجميع على القرار النهائي". وظل ترمب يدرأ التماسات تصده عما ينتويه إلى أن أعلن رسمياً الأسبوع الماضي فرض رسوم عالمية على واردات الصلب والألومنيوم الأمر الذي ارتاع منه الحلفاء. واستقال مستشاره الاقتصادي جاري كون الذي اختلف معه في التجارة وفي قضايا أخرى. وفي وقت لاحق من الأسبوع وخلال اجتماع مع مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي وافق ترمب على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون رغم أن شهوراً انقضت وهو يهدد بلاده بالتدمير الكامل إذا اقتضى الأمر. لم تمض أيام حتى كان تيلرسون، الذي كان ينادي بنهج أكثر اعتدالاً ودبلوماسية للسياسة الخارجية الأميركية، قد أزيح عن منصبه ليحل محله مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وهو من الموالين الأوفياء لترمب. وشدد نيوت جينجريتش الرئيس الجمهوري السابق لمجلس النواب والمستشار غير الرسمي لترمب على أن "ترمب يبحث عن أفراد على اتفاق عام مع ما يريد أن يفعله ومستعدين لتقبل كونه رئيس الفريق". وألمح ترمب الثلاثاء إلى أنه يقترب من امتلاك الفريق الذي يرغب في تشكيله بعد عام من الشعور بالإحباط من أمثال تيلرسون والعلاقة المتقلبة مع كون. * الوزراء المرغوبون قال ترمب للصحفيين عقب إعلان اختيار بومبيو لمنصب وزير الخارجية: "أنا فعلاً وصلت لنقطة أصبحنا فيها قريبين للغاية من مجلس الوزراء والأمور الأخرى التي أريدها. مع مايك، كانت بيننا كيمياء ممتازة من البداية". وأكد مقربون من الرئيس إن قرارات ترمب تتفق مع ماضيه في عالم الأعمال وستمثل رسالة لمساعديه الذين لم يتقبلوا أسلوبه واقتناعاته. أما باري بينيت المخطط الاستراتيجي السابق لحملة ترمب الانتخابية فقال "الناس الذين ظنوا أن بوسعهم تغييره يكتشفون ما اكتشفناه في الحملة منذ وقت طويل أن ذلك غير ممكن. يمكنك تحسينه لكن تغيير رأيه 180 درجة أمر مستبعد". وأضاف "إذا كنت تعتقد أن مهمتك هي إقناعه بغير رأيه فتلك هي المهمة المستحيلة". وقال السناتور الديمقراطي باتريك ليهي في بيان "عزل وزير الخارجية عن طريق تويتر قد يصلح لدراما كبرى أو للتقديرات التلفزيونية الفورية لكن هذا وأمثلة غيره لا تحصى تخلق عدم استقرار غير هين يضر بالشعب وبمنصب الرئاسة في كل شيء تقريباً". وفي الطريق تغييرات أخرى. فلم يعلن ترمب حتى الآن اسم من سيخلف كون. ويتوقع جينجريتش أن يستعين الرئيس بشخص أكثر ملاءمة من المدير التنفيذي السابق لبنك جولدمان ساكس. ويوم الثلاثاء أشار ترمب إلى أن لاري كودلو المعلق المحافظ في صدارة المرشحين للمنصب. كما تثير هذه التغييرات وتعليقات ترمب عن تغيير العاملين إمكانية رحيل أفراد آخرين من كبار العاملين مثل جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض أو إتش.آر. مكماستر مستشار الأمن القومي وكل منهما كانت له خلافاته مع الرئيس. Your browser does not support the video tag.