مع تطويق القوات التركية لمدينة عفرين وريفها في شمال سورية، يسود الخوف المدنيين الذين تكتظ بهم المنازل ويحاول بعضهم الفرار، فيما ينصرف المقاتلون الأكراد إلى تحصين مواقعهم استعداداً للدفاع عن معقلهم. ومنذ بدء الهجوم التركي في 20 يناير، توافد الآلاف من سكان البلدات الحدودية إلى مدينة عفرين ما فاقم الوضع الإنساني سوءاً، خصوصاً بعد انقطاع الخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء وانصراف السكان إلى تموين منازلهم. ووصف أكراد سورية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله "بسقوط" مدينة عفرين السورية بحلول مساء أمس بأنها "أحلام يقظة"، وفق ما قال قيادي رفيع. وفي تصريح متلفز، قال أردوغان أمس: اقتربنا قليلاً من عفرين، وآمل أن تسقط بالكامل بحلول هذا المساء. وبعد وقت قصير، أوضحت الرئاسة أن أردوغان قصد "التطويق الكامل" لمدينة عفرين وليس "سقوطها". وتمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها منذ الاثنين من تطويق مدينة عفرين وعشرات القرى غربها، فيما لا يزال منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب، لكنه بات تحت مرمى نيران القوات التركية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الثلاثاء أن 11 مدنياً سورياً قتلوا في مدينة عفرين شمالي سورية، مع استمرار القصف التركي هناك. ومع تقدم القوات التركية، يسلك المدنيون وفق المرصد طرق تهريب عدة ويسيرون على الاقدام لمسافات طويلة خشية من اقتراب المعارك. وفر المئات في اليومين الأخيرين من عفرين، فيما وقفت سيارات وشاحنات في صف طويل بانتظار السماح بمنحها إذناً للمغادرة من دون أن تتمكن من ذلك. وانقطعت خدمات المياه والكهرباء عن عفرين إثر سيطرة القوات التركية على سد ميدانكي، المزود الرئيسي لها. وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، يعتمد سكان مدينة عفرين حالياً على ستة آبار غير معقمة ما يعرضهم لخطر الاصابة بالأمراض التي تنتقل عبر المياه. كما انقطعت منذ أيام الاتصالات وشبكة الإنترنت إثر استهداف الأتراك أبراج البث. ويكتفي السكان حالياً باستخدام الإنترنت الفضائي. إلى ذلك، كشف مصدر بمنظمة الأممالمتحدة الثلاثاء إجلاء 147 شخصاً من سكان الغوطة الشرقية. وقال مصدر في المنظمة إن هذه المجموعة هي أول من غادر المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون في ضواحي دمشق منذ اتفاق هدنة دعت إليه روسيا الشهر الماضي، وضمت أكثر من 12 شخصاً مرضى ومصابين بجروح خطيرة. Your browser does not support the video tag.