أعضاء مجلس الشورى في المملكة العرية السعودية يمثلون فئة مختارة من المجتمع لها توجهات فكرية متنوعة رغبت القيادة الحكيمة في جمعها تحت سقف واحد؛ لإبراز هذا التنوع في صورة مشورة ترفع لخادم الحرمين الشريفين لطرح الرأي في السياسات العامة للدولة، وخاصة دراسات الأنظمة واللوائح وتفسيرها، ومناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى، كما لأعضاء المجلس اقتراح مشروع نظام جديد أو اقتراح تعديل نظام نافذ، كل هذا بهدف تيسير وتحسين معيشة المواطن ودفع عجلة التنمية الحضارية والاقتصادية للبلاد. ولذا يتفاعل أعضاء مجلس الشورى مع وسطهم الاجتماعي ويقدمون مقترحات وتوصيات ومداخلات الهدف منها هو المساهمة بفاعلية في تحسين الحالة الاجتماعية والتنموية للمواطن السعودي. مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بات الفرد قادراً على التعبير الحر، وبتنا نشاهد كثيراً من رواد تلك الوسائل يبحث عن المثير والغريب في التعبير لكسب مزيد من الانتشار والمتابعة، الأمر الذي جعل الموضوعات التي يطرقها ذوو الرغبة في الانتشار هي أكثر الموضوعات المثيرة للجدل، والتي من المعتاد أن يتم تداولها في مجلس الشورى، وحيث يبرز لبعض الأعضاء تصورات تعرض من خلال مداخلاتهم وتنقلها وسائل الإعلام أحياناً بصياغات مثيرة للتفاعل، نجد أن بعض أعضاء المجلس يتعرض لهجوم غير مبرر في وسائل التواصل الاجتماعي، تصل إلى اتهام في ضعف الانتماء الوطني أو الاتهام بالانتماء لتيارات سياسية أو فكرية مضادة. منذ مدة تعرض عدد من أعضاء مجلس الشورى لهجوم نقدي شرس في تويتر، والذين تبين للناس موقفهم من بعض القضايا المثيرة للجدل مثل (تجنيس أبناء المواطنات) أو (إسقاط الولاية)، وبعض من هذا الهجوم تعدى حدود اللياقة والمقبول وخصوصاً من المعرفات المجهولة، والتي يظن أنها معرفات مدعومة من جهات تناصب المملكة العداء وتستخدم تويتر في حملتها العدائية على المملكة بحيث تبحث عن كل ما يوتر المجتمع السعودي و يثير النعرات والخلافات بهدف خلخلة المجتمع وزرع مفاهيم وتوجهات هدامة للبناء الاجتماعي ومعيقة للتنمية الوطنية. المملكة اليوم تتعرض لعداء سافر من دولة الولي الفقيه، التي لا تتوانى عن أي فرصة تخترق فيها بناء المجتمع السعودي، وتوظف لذلك جيشاً هائلاً من رواد وسائل التواصل الاجتماعي فتبث الإشاعات الكاذبة المغرضة وتقتنص الأخبار التي تفبركها وتخرجها لتصبح أخباراً مثيرة للخلاف والاستغراب وتبثها من خلال معرفات وهمية. والمتابع لما تختلقه هذه المعرفات والتي ترفق أحياناً بصورة قرارات رسمية مزورة يدرك حجم الدعم الذي تتلقاه هذه المعرفات، وأن هدفها هو التأثير في المواطن السعودي والذي قد لا تتوفر له وسائل التمحيص والتأكيد والفصل بين الحقيقي والمزور، وتجد هذه المعرفات الوهمية فيما ينشر حول مناقشات مجلس الشورى مادة جذابة للتزوير والفبركة وخلق الخلاف حولها. نحن اليوم في المملكة نعيش بفضل الله حركة تنموية عظيمة تستدعي الكثير من التغيير في بعض الأنماط التي اعتدناها، هذا التغيير لن يكون يسيراً في كثير من تمظهراته ولكنه تغيير لازم اليوم وبقدر من العناء أقل بكثير جداً لو أجلنا هذا التغيير للمستقبل، اعتدنا في الماضي على دفع خلافاتنا حول ما يجب وما لا يجب مما يؤثر في مستقبل حياتنا وحياة الأجيال التي ستأتي بعدنا للمستقبل خوفاً من أن يشق هذا الخلاف وحدتنا، أو أن يمثل شرخاً في بنائنا الاجتماعي. * عضو مجلس الشورى Your browser does not support the video tag.