يعاني مرضى الفشل الكلوي في المراحل المتقدمة (المرحلة الخامسة) من العديد من المشكلات التي تستوجب تدخلاً دوائياً وغذائياً حيث تفقد الكلى بنسبة كبيرة القدرة على التخلص من الفضلات والعناصر الزائدة عن حاجة الجسم الموجودة في الدم فيؤدي إلى زيادة بعض المعادن كالفسفور وغيره في الدم عن المعدل الطبيعي فيلجأ المريض إلى جهاز غسيل الدم أو ما يعرف بجهاز الديلزة. فارتفاع معدل الفسفور بالدم من المشاكل الصحية المعقدة لدى المرضى الذين يعانون من فشل الكلى المزمن (المرحلة الرابعة والخامسة) ومؤشر كبير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومن ثم الوفاة، وقد يتسبب ارتفاع الفسفور في الدم إلى هبوط مستوى الكالسيوم بالدم مما يؤدي إلى نشاط الغدة جار الدرقية والذي يؤدي بدوره إلى أمراض عظمية كلوية منها الإصابة بهشاشة العظام وأيضاً الحكة المزمنة، ويقوم مرضى الفشل الكلوي بعمل تحاليل دم دورية لمستوى الفسفور والكالسيوم وهرمون الغدة جار درقية وغيرها للتوصل إلى الخطة العلاجية المثلى لإبقائها عند المستويات الطبيعية. إن الانتظام في جلسات غسيل الكلى يساعد على تخفيض نسبة الفسفور في الدم، ومن الاعتقادات الخاطئة الشائعة لدى مرضى الفشل الكلوي المتقدم المزمن أن جهاز الغسيل سيخلصهم من أي زيادة في مستوى الفسفور بالدم ولكن في حقيقة الأمر أن الفسفور لا تتم إزالته من الدم بشكل كامل أثناء جلسة غسيل الكلى، وهنا يأتي دور التغذية الصحيحة وفي بعض الحالات التدخل الدوائي للمحافظة على مستوى آمن من الفسفور في الدم خاصة في الفترة الواقعة بين جلسات غسيل الكلى. فالجسم يقوم بامتصاص الفسفور من الطعام عن طريق الأمعاء الدقيقة فالانتباه إلى نوع الطعام والتغذية السليمة يقلل من مستوى الفسفور في الدم بشكل كبير، فالفوسفور يوجد بشكل طبيعي (الفوسفور العضوي) في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل صفار البيض واللحوم والدواجن والأسماك والمكسرات والفاصولياء ومنتجات الألبان كالأجبان والحليب، وأيضاً الفوسفور الذي تمت إضافته إلى الطعام على شكل مادة مضافة أو حافظة (الفوسفور غير العضوي) يوجد غالباً بأسماء مختلفة في مكونات الطعام المذكورة خلف العلب تشترك جميعها في كلمة "فوس" كالأطعمة السريعة، والشوكولاتة، والأطعمة المعلبة، والمشروبات الغازية، واللحوم المصنعة كالمرتديلا، لذلك سيقوم الطبيب وأخصائي التغذية بمناقشة المريض حول الحمية المناسبة لحالته وأهمية الالتزام بها. وبالتزامن مع جلسات غسيل الكلى والحمية سيقوم الطبيب بصرف أدوية مانعة لامتصاص الفسفور، تساعد هذه الأدوية على تمرير الفوسفور الزائد من الجسم في البراز، مما يقلل من كمية الفوسفور التي تدخل إلى الدم. وعادة ما تؤخذ في غضون 5 إلى 10 دقائق قبل أو مباشرة بعد وجبات الطعام والوجبات الخفيفة، وسيحدد الطبيب الجرعة المناسبة قياساً على مستوى الفسفور في الدم. وتعمل الأدوية المانعة لامتصاص الفوسفور بطريقتين، البعض منها يعمل كالإسفنجة فتمتص الفوسفور في الطعام حتى لا يصل إلى الدم، بدلًا من ذلك يتم إخراجها من خلال الجهاز الهضمي عن طريق البراز، بينما الأدوية المانعة لامتصاص الفوسفور الأخرى فتعمل كالمغناطيس فيرتبط الفوسفور في الغذاء بالدواء ويتم نقله عبر الجهاز الهضمي ليخرج مع البراز، وهناك عدة أنواع من الأدوية المانعة لامتصاص الفسفور يحتوي بعضها على الكالسيوم والبعض الآخر على الألمنيوم والبعض منها لا يحتوي على أي منهما، سيقوم الطبيب باختيار المناسب منها اعتماداً على الحالة الصحية. وتساعد الأدوية المانعة لامتصاص الفوسفور مع نظام غذائي منخفض الفوسفور وبالتزامن مع جلسات الغسيل الكلوي على الحفاظ على نشاط المريض وصحته، وعليه استشارة طبيبه واختصاصي التغذية والصيدلي لمعرفة المزيد عن كيفية التحكم بمستوى الفسفور بالدم. * قطاع الرعاية الصيدلية Your browser does not support the video tag.