«المعرض الذي أطلقنا عليه اسم / هنا نحن Here We Are يمثل حلماً قديماً لي ألا وهو الاحتفال بمجموعة الصور هذه التي كان لها أكبر التأثير في حياتي، والتي تحتفي بجيل من المصورين البريطانيين، وهذا التوجه من التوجهات الخاصة للتصوير الفوتوغرافي والتي توثق تنويعات العشائر والطبقات والتركيبات الاجتماعية والطوبوغرافية الفريدة للجزر البريطانية، إنها فرادة الحياة البريطانية بكل ما لها من خصوصيات دقيقة استثنائية ودنيوية تلك الجميلة والقاسية.» بهذه العبارة يقدم الرئيس الإبداعي لامبراطورية الأزياء البريطانية بربري Burberry كريستوفر بيلي Christopher Bailey لمعرض التصوير الذي سعى لتنظيمه بالدار بالتعاون مع قَيِّمَة المعارض لوسي كومارا مور Lucy Kunara Moore جنباً إلى جنب مع ألاسدير ماكملان Alasdair McMellan ، وذلك بمقر المعرض الدائم لدار بربري الجديد Old Sessions House بلندن، ويضم المعرض ما يزيد على ال200 عمل من أعمال 30 من رواد التصوير التوثيقي والاجتماعي البريطانيين الذي تركوا بصمتهم على فن التصوير ببريطانيا في القرن العشرين، مثل شيرلي بيكر وكين راسل وجانيت بيكمان وغيرهم، تعرض أعمالهم جنباً إلى جنب مع تصميمات بربري المبدعة للثياب. لفت انتباه زوار المعرض خاصة الحائط المسمى «قصة حب Romance» والذي تغطيه صور لقصص حب تتبرعم، وفي فلسفة كريستوفر بيلي أن الحب هو النعمة الصافية الممنوحة بسخاء للبشرية كافة بلا تمييز، ولا يمكن أن تُحَدّ لا باللون ولا بالجنسية ولا بالطبقة الاجتماعية، فهو يُلِذُّ الجميع بقدر انفتاحهم له، لذا فإن المصورين قد أُلْهِموا بتفتح الحب وسعوا لاقتناص لحظة تفتحه لعدسات كاميراتهم، وتم تجميع ذلك الحصاد ونثره على هذا الحائط المخصص بالمعرض. العمل الآخر الذي استقطب اهتمام الجمهور وأثار جواً من النضرة هو «الحديقة كبورتريه شخصي The Garden as a self portrait "، حيث اختار الفنان ألاسدير ماكملان Alasdair McMellan الحديقة كموضوع لصوره، فقام بتصوير مختلف الحدائق التابعة للبيوت في منطقة يوركشاير حيث نشأ، وجاء اهتمامه بالحديقة لكونها مصدر فخر للبريطانيين، حيث لا يكاد يخلو بيت منها، سواء كانت الحديقة مروضة أم وحشية كبيرة كانت أم صغيرة كمجرد شريط خضرة على نافذة، وذلك لخلق بعد آخر للبيت، بُعْد مفتوح على الطبيعة ونضرتها. ويدخل في هذا السياق تصوير الفنان آندي سيويل Andy Sewell للمطبخ البريطاني المفتوح أيضاً على خضرة، سواء عبر نوافذه المفتوحة على حديقة أو مجرد مراكن للزرع على إفريز النافذة، ومجموعة صور سيويل تنقلنا لعالم يتلاقح فيه الخارج الفسيح بالداخل وديكوراته الرصينة وإنما المتسمة بالبساطة. جو حميم تنقله الخضرة البريطانية للمتلقي من كل الأجناس وتثير فيه حنيناً لفردوس مفقود. المعرض استمر بلندن من 18 سبتمبر - 1 أكتوبر 2017 ثم تم نقله لباريس للفترة ما بين 26 يناير - 4 فبراير، حيث لا يزال يثير الكثير من ردود الأفعال الإيجابية تجاه الحياة البريطانية، وهو من الضخامة في العاصمة الفرنسية بحيث يتمدد على ثلاثة طوابق، يأخذك طابقه العلوي لشرفة ضخمة تنفتح على أسطح باريس والحياة الخاصة لسكان تلك الأسطح، معرض ينفتح على عرض حياتي، حي يثري الزوار ويمنح بُعداً أعمق لهذه البادرة الثقافية التي تتبناها دور الأزياء مثل دار بربري، الأمر الذي يكشف عمق إيمان كريستوفر بيلي بالعلاقة بين الأزياء والثقافة والحضارة البصرية، فالفنون تتداخل بالنهاية، مثل نسغ سحري مُحيي يسري ويتشكل في النتاجات من سينما ومسرح ورسم ونحت وتصميم للكسوة البشرية أو للمقامات الهندسية. كل ذلك يتم اختزاله في هذا العرض الضخم. Your browser does not support the video tag.