أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري السابق وسفير مصر لدى المملكة سابقاً، أن زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إلى مصر رسالة لكل الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية. وأشار عمرو في حوار ل"الرياض" إلى تفاؤله بمستقبل العلاقات السعودية المصرية التاريخية التي تم بناؤها على أسس متينة ظهرت قوتها على مدار التاريخ. * كيف تقرأ زيارة ولي العهد للقاهرة وهي الزيارة الخارجية الأولى له بعد توليه ولاية العهد؟ * هذه الزيارة مهمة جداً لعدة أسباب، على رأسها الظروف التي يمر بها العالم العربي حالياً والتي لم نمر بها منذ مدة كبيرة، وفي هذا الخضم الذي يمر به العالم العربي أرى أن ما سيحدد مسار العالم العربي هو التنسيق السعودي المصري، وإذا عدنا إلى التاريخ الحديث سنرى دائماً أن التنسيق السعودي المصري هو الذي يحدد دائماً المسار، وبالتالي هذه الزيارة مهمة من حيث التوقيت ولأهمية التنسيق الاستراتيجي بين البلدين لتحديد المسار ووضع بوصلة للطريق للدول العربية جميعها. * كيف ترى أهمية العلاقات السعودية المصرية؟ * العلاقات السعودية المصرية أهميتها لا تنعكس فقط على الدولتين، بل تنعكس على العالم العربي ككل، والجميع يلاحظ التنسيق على قدم وساق منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية في مصر قام بزيارتين للمملكة، وكانت كذلك زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- زيارة تاريخية بدون شك، وهناك اتصالات مستمرة تدور على مستوى المسؤولين في الدولتين. * ما الرسالة التي يشكلها تعميق الشراكة الإستراتيجية بين القاهرةوالرياض؟ * الرسالة تعطي مؤشراً قوياً على عمق العلاقات، وتعزز أهمية التنسيق الإستراتيجي بين الدولتين فيما يتعلق بالأوضاع الخطيرة في العالم العربي وهذه رسالة مهمة جداً لكل الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية. * ما الملفات التي تتصور طرحها خلال هذه الزيارة؟ * العلاقات الثنائية قطعاً سيتم طرحها وهي علاقات في نمو مستمر في مجالات كبيرة جداً للتعاون في المرحلة القادمة بين المملكة ومصر، ففي المجالات الاقتصادية هناك ثورة تكنولوجية في العالم ويجب أن يكون هناك تعاون ليكون للعالم العربي موقع على خريطة الثورة التكنولوجية، ولابد أن نشير إلى مشروع مدينة "نيوم" وإنشاء المدن التكنولوجية الحديثة، واليوم مصر تهيئ مناخاً جيداً للاستثمارات الأجنبية ولديها بنية تحتية مهمة جداً وهذا يفتح المجال للاستثمارات السعودية في مصر، والشيء المهم في العلاقة المصرية السعودية على المجال الاقتصادي أن هناك تكاملاً وليس تنافس، فالدولتان يكملان بعضهما. وفي المجال السياسي أتصور أن يكون على قائمة المباحثات التدخلات الخارجية في الشؤون العربية من أطراف إقليمية أو خارج الإقليم كإيران وقطر وروسيا وأميركا وسورية. * كيف ترى قدرة الجبهة السعودية المصرية على التصدي لخطر الإرهاب؟ * خطر الإرهاب يواجه العالم كله ولا يواجه منطقة فقط، وضرره على الجميع، وبالتالي مواجهة هذا الخطر يجب أن تكون على مستوى عالمي، ولكن إذا تحدثنا على النطاق الإقليمي فإن الجبهة السعودية المصرية مهمة جداً في مواجهة هذا الخطر سواء بالحسم على الأرض أو مواجهته فكرياً. * تحدثنا عن العلاقات التاريخية والتعاون الحالي، ولكن كيف ترى المستقبل؟ * أرى أن المستقبل مُبشِّر لأنه يتم بناؤه على الوضع الحالي فلا يمكن أن تنظر إلى المستقبل بما يحدث حالياً، فهناك تنسيق الآن وتوجه واحد وشعور بالحاجة إلى تطوير المنظومة الاجتماعية أو الفكرية أو الاقتصادية في المنطقة من الجانبين، سواء الجهود التي تقوم بها القيادة في المملكة وجهود القيادة المصرية وفي نفس الوقت يتحدث الطرفان عن التعاون، وفي الحقيقة متفائل بالنسبة للمستقبل رغم أن مراحل التغيير تكون صعبة وسنجني ثمارها في المستقبل القريب على مستوى المشروعات المشتركة، على سبيل المثال جسر الملك سلمان الذي سيغير شكل المنطقة. محمد عمرو Your browser does not support the video tag.