يؤمن البعض من إعلاميين وجماهير إيماناً تاماً بمقولة الأندية الكبيرة تصنع المدربين، هذه المقولة وإن كانت صحيحة في أعوام ماضية بالية إلا أنها اليوم لا تمثل الواقع الحقيقي لكرة القدم الحديثة والتي يُعتبر المدرب هو العنصر الأهم في بنائها، لو أردنا الوقوف على حقيقة هذا الأمر سنطبق هذه القاعدة المتبلورة في أذهان كثيرين على النموذج الأنجح في كرة القدم السعودية نادي الهلال الذي بعد فوزه بلقبي دوريين متتاليين أعوام 2010 و 2011 عاش فترة غياب عن بطولته المفضلة امتدت لخمسة اعوام تعاقب على تدريبه فيها أسماء أبرزها دول وكومبواريه وهاشيك وسامي الجابر وريجيكامب ودونيس والقائمة تطول، وجميعهم فشلوا في الفوز بالدوري أو تطويع اللقب الآسيوي وهما الطموح الطبيعي لنادي بقيمة الهلال، فلماذا فشل الفريق في صنع كل هؤلاء ؟ الحقيقة أن الهلال لم يجد ضالته في مدرب من بعد ايريك غريتس كما وجدها في رامون دياز، المدرب الذي قاد الهلال ل52 فوزاً من أصل 65 مباراة وجمع بين ثنائية الدوري وكأس الملك ووصل إلى النهائي القاري من أول موسم بسجل خالي من الهزائم. هذا النجاح الكبير رقمياً وبطولياً صاحبه نجاح كبير في إحتواء المجموعة وتطوير لاعبين مثل سالم وعطيف ومحمد البريك والأهم الفلسفة والأفكار الهجومية التي أضافها للمجموعة والتي تتناسب مع شخصية الهلال. ولكي تكون الصورة كاملة دياز كان له أخطاؤه الواضحة على مستوى الاختيارات أو التدخلات في بعض المباريات ولكن هذه الأخطاء نسبة للإيجابيات وللظروف التي واجهته فهي أقل من أن تطيح برأسه، ولو كانت مثل هذه الأخطاء ثمنها إقالة لما حصد يوفنتوس ثمار صبره على أليغري ومن قبله كونتي بالسيطرة على الدوري الإيطالي ستة أعوام متتالية والفوز بآخر ثلاث نسخ للكأس المحلية ولعب نهائيين قاريين في آخر ثلاثة أعوام وقس عليه. السطر الأخير على مستوى غرب آسيا ، خصوم الهلال الحقيقيون العين الإماراتي وبيروزي الإيراني والدحيل والسد القطريان جميعهم مستقرون تدريبياً وهذه نقطة تفوّق مهمة لهم على حساب الفريق الأزرق، لذلك لعب النهائي القاري هذا الموسم مع مدربين للتو يكتشفون طبيعة المنافسة هنا هو أمر معقد جدًا وأشبه بالمستحيل، وبدم بارد إدارة الهلال فرطت في الأداة التي جعلت آسيا أقرب من أي وقت مضى. Your browser does not support the video tag.