هناك نوعان لزراعة الكبد، وهما زراعة كبد كاملة من متوفى دماغياً حيث يتم نقل الكبد من المتوفى دماغياً بعد إعلان وإثبات حالة الوفاة الدماغية، ويتم استئصالها من المتبرع المتوفى دماغياً في أسرع وقت ممكن، وخلال هذه الفترة توضع الكبد في محلول خاص داخل الثلج للمحافظة عليها، ومن أهم الأمور المطلوبة أن تكون فصيلة دم المتبرع مطابقة لفصيلة دم المريض وأن يكون حجم الكبد مناسباً للمريض. والنوع الثاني زراعة جزء من كبد متبرع حي، وتعتبر زراعة جزء من الكبد من متبرع حي عملية جديدة من نوعها في العالم، وقد أصبحت هذه العملية الحل الأفضل لكثير من مرضى الكبد بسبب قلة الأعضاء وازدياد عدد المرضى الذين هم في حاجة ماسة لزراعة كبد، ومنعاً لحدوث المضاعفات التي قد تؤدي إلى الوفاة الناتجة عن طول الانتظار للحصول على كبد من متوفى دماغياً. مما لا شك فيه أن التبرع بجزء من الكبد هو قرار مهم لأنه يعني موافقة المتبرع على إجراء عملية جراحية له، ومن جهة أخرى يعتبر التبرع بجزء من الكبد إلى شخص قريب من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المتبرع وفاء لصلة الرحم، ليس هذا فقط بل إنه من أكرم ما يمكن أن يقدمه المرء لقريبه المريض لأنه سوف يساعده بعد الله على استعادة صحته التي فقدها بعدما أصيب بالفشل الكبدي، ولا ريب أن قرار التبرع هو قرار مشرّف يستحق الثناء والتقدير من مجتمعنا ولا يجزي عليه إلا الله عز وجل. من أهم الشروط الواجب توافرها في المتبرع أن يكون بصحة جيدة وخالياً من أي مرض، وأن يكون راغباً بالتبرع بدون أي ضغط أو دوافع أخرى تعود إليه، وأن يكون بالغاً راشداً عاقلاً وعمره بين 20 – 50 سنة، وكذلك أن تكون فصيلة دم المتبرع متوافقة مع فصيلة دم المتلقي أو أن تكون فصيلة دم المتبرع «O» وأن يكون نحيفاً. بعدها يتم إعطاء المتبرع رقم سجل طبي مؤقت مرفق مع رقم السجل الطبي للمريض المتبرع له، هذا وننصح بأن يتم التشاور مع العائلة وكل من لديه رغبة في التبرع عليه أن يتقدم بعد إجراء فحص فصيلة الدم كي يتم اختيار الأفضل صحياً للتبرع، بعد ذلك يتم إجراء تحاليل طبية مفصلة ودقيقة للمتبرع منها تحاليل الدم والأشعة التفصيلية وتخطيط القلب وتصوير شرايين وأوردة الكبد، وكذلك القنوات المرارية، وفحص عينة من الكبد حتى يتم التأكد من أن المتبرع بصحة جيدة، ولا يشكو من أي مرض ومن أن كبده سليمة ولا يوجد ما يمنع عملية التبرع. بعد العملية سوف يقضي المتبرع يوماً واحداً في غرفة الإفاقة وبضعة أيام في جناح التنويم، يخرج بعدها ليمارس حياته اليومية بشكل طبيعي إن شاء الله تعالى، كما ستتم متابعة المتبرع لفترات طويلة للاطمئنان على صحته، وللعلم يتم إغلاق الجرح بطريقة تجميلية لكي لا يترك أي أثر في المستقبل. أما بالنسبة للمريض فسوف يتم إجراء تحاليل طبية ومخبرية كاملة، يخضع بعدها لعملية الزراعة ويمضي تقريباً 3 أيام في العناية المركزة، ومن ثم ينتقل إلى جناح التنويم لمدة 7 - 10 أيام، وبعد خروجه من المستشفى سوف يتابع مع عيادة زراعة الكبد بشكل أسبوعي لمدة 3 أشهر على أن يلتزم بكافة التعليمات الخاصة للمحافظة على صحته حسب إرشادات الطبيب. قسم زراعة الكبد لأسئلتكم واستفساراتكم وللتواصل:KfshHealthEdu@Kfsh HealthEdu Your browser does not support the video tag.