اقترحت تركيا على الولاياتالمتحدة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى شرقي نهر الفرات في سورية وأن تتمركز قوات تركية وأميركية في منطقة منبج. وقد يمثل الاقتراح نجاحاً لجهود تهدف للتغلب على الخلافات الحادة بين البلدين بشأن السياسات في سورية، وذلك بعد أن تدهورت العلاقات بينهما بشدة في الآونة الأخيرة بسبب الدعم الأميركي لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وقال مسؤول تركي -طلب عدم نشر اسمه-، الجمعة، إن الولاياتالمتحدة تدرس الاقتراح الذي قدمته أنقرة إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال زيارته لها والتي تستغرق يومين. ولم ترد واشنطن بعد على طلب للتعليق على الاقتراح التركي. في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي عن تحييد ما مجموعه 1551 من عناصر حزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم داعش الإرهابي منذ بدء عملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين شمال غربي سورية. ويستخدم الجيش التركي "تحييد" للإشارة إلى المسلحين الذين قتلوا أو أسروا أو أصيبوا. وفي 20 يناير أطلقت تركيا مع الجيش السوري الحر المعارض عملية "غصن الزيتون" مستهدفة مدينة عفرين التي يسيطر عليها أكراد سورية. إلى ذلك، أفادت ثلاثة مصادر مطلعة بأن نحو 300 رجل يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين إما قتلوا أو أصيبوا في سورية الأسبوع الماضي. وذكر طبيب عسكري روسي أن نحو 100 قتلوا بينما قال مصدر يعرف العديد من المقاتلين إن عدد القتلى يتجاوز 80. ويتزامن توقيت سقوط الضحايا مع معركة في السابع من فبراير قرب مدينة دير الزور السورية، حيث قال مسؤولون أميركيون وزملاء مقاتلون شاركوا في العملية إن قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة هاجمت قوات متحالفة مع بشار الأسد. وتظهر الاشتباكات أن مشاركة روسيا عسكرياً في سورية أكبر مما تقول، وتجازف باستدراجها إلى مواجهة مباشرة مع الولاياتالمتحدة هناك. وهذا أكبر عدد من الضحايا الروس يسقط في معركة واحدة منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا عام 2014 عندما قتل أكثر من 100 مقاتل. وفي محافظ الرقة (غرب)، عُثر على مقبرة جماعية تضم جثث 34 شخصاً قتلهم تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يسيطر على المنطقة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" الجمعة. وفي نهاية ديسمبر، جرى العثور على مقبرتين جماعيتين في منطقة تسيطر عليها قوات النظام أيضاً في ريف الرقة الغربي، وتم انتشال أكثر من 150 جثة من المقبرتين. وفي الرقة أيضاً، يعاني الأهالي من الألغام التي زرعها تنظيم داعش، حيث لم تنته عمليات إزالة الألغام بعد سيطرة قوات سورية الديموقراطية في أكتوبر. ويجد السكان أنفسهم مضطرين أحياناً لدفع الأموال لقاء تنظيف منازلهم خوفاً من الألغام. يقول محمد قراجي إنه عندما كان يتفقد بحماس منزله استعداداً للعودة إليه انفجر لغم زرعه التنظيم تحت نسخة من القرآن الكريم ليودي بحياة والده العجوز ويصاب هو بكسور عميقة، في مأساة تتكرر في مدينة الرقة بعد أشهر من طرد الإرهابيين منها. Your browser does not support the video tag.