"هل تصدق؟.. قطر أصبحت ثالث أكبر مستورد للأسلحة في العالم!".. هذا ما أظهرته بيانات «وزارة العدل البريطانية»، غير أن خبراء أكدوا أن النظام القطري يشتري صفقات الأسلحة بأموال القطريين لشراء المواقف السياسية لكبار مصدري السلاح في العالم من أجل الخروج من أزمته مع الرباعي العربي والتملص من وصمة دعم الإرهاب التي تلاحقه دولياً، مشيرين إلى أن مصير هذه الأسلحة سينتهي إما ب«الصدأ» أو أيادي المرتزقة الأجانب أو دعم الإرهاب في دول المنطقة. بين الصدأ وفك العزلة وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية الدكتور جمال عبدالجواد ل"«الرياض»، إن صفقات السلاح القطرية المكثفة خطوة سياسية أكثر منها عسكرية، وليس لها علاقة بالعسكرية بشكل حقيقي، ومحاولة لكسب رضا مصدري الأسلحة من الدول المنتجة للسلاح، ودفعهم للوساطة بين قطر ودول الرباعي العربي. وفيما يخص تحذيرات «المعارضة القطرية» من وصول الأسلحة القطرية للحرس الثوري الإيراني، أكد الدكتور «عبدالجواد» أن هذه الخطوة إن حدثت، سيكون لها كلفة كبيرة جداً على علاقات الدوحة بالخليج والدول العربية من ناحية والدول الغربية من ناحية أخرى. واعتبر أن صفقات الأسلحة القطرية سيكون مصيرها «الصدأ»، بسبب عدم استخدامها، موضحاً أن هذا مصير سيئ بما فيه الكفاية حتى وإن لم تصل الأسلحة إلى إيران، ولم تقع في أيدي الجماعات المرتزقة. وأضاف الدكتور «عبدالجواد» أنه في حالة تعرض النظام القطري إلى أزمة كبيرة أو اجتياح من الجماعات الإرهابية؛ ستكون هذه الأسلحة في متناول هذه الجماعات رغم أن هذا الاتجاه غير وارد حالياً. عسكرة الأزمة من ناحيته، ذكر المحلل السياسي الأردني، الدكتور نبيل العتوم، إن السياسة القطرية مثيرة للجدل خاصة بعد التعاون القطريالإيراني غير المسبوق بعد إبرام الاتفاق الأمني والعسكري ما بين الدولتين في عام 2015م، والذي مازالت خفاياه غير واضحة، مشيراً إلى أن قطر تحاول «عسكرة الأزمة» مع دول مجلس التعاون الخليجي، ويواصل المسؤولون القطريون الجولات حول العالم، متناسين أن حل الأزمة يكمن في الرياض وأبوظبي، من خلال مصالحة مبنية على روح الأخوة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى، ومبنية أيضاً على الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي. وأضاف الدكتور «العتوم»: "هناك جوانب ينبغي على قطر الانتباه لها خاصة طبيعة التقارب مع الجانب الإيراني، ومحاولة بناء علاقات إستراتيجية على حساب دول الخليج، حيث سيؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، كما أن صفقات التسلح التي تبرمها قطر مع العديد من الدول مثل الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنساوألمانيا وروسيا، ومحاولة شراء صواريخ (إس 400) في هذا التوقيت، لها دلائل في ظل محاولات النظام الإيراني توظيف أزمة قطر مع جيرانها، وسط مخاوف من انتقال تقنيات الأسلحة التي تجلبها قطر إلى الجانب الإيراني". دعم الإرهاب أما الخبير الأمني اللواء محمد نور، فحذّر من وصول كميات الأسلحة التي تشتريها قطر إلى أيادي الجماعات الإرهابية في ليبيا وسورية والعراق واليمن، مشيراً إلى أن تاريخ النظام القطري يشهد بتورطه في دعم ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، والجناح المسلح لتنظيم الإخوان، وتنظيمي القاعدة وداعش، مطالباً بمراقبة دولية لصفقات السلاح التي تبرمها الدوحة. وأوضح اللواء «نور» أن جميع الأسلحة في العالم مهما بلغت من تكنولوجيات وتطور، فإنها تحتاج إلى العنصر البشري من أجل تشغيلها وتحقيق الاستفادة منها في المجالات العسكرية والأمنية، مشيراً إلى أن الدوحة تفتقر إلى هذا العنصر المهم وتلجأ إلى توظيف المرتزقة في الجيش القطري، وتجلب القواعد الأجنبية وأخرى تتبع دول معادية؛ بما يهدد أمن الخليج والمنطقة. وأضاف أن نظام تميم والحمدين يستخدم المال السياسي من أجل الخروج من أزمته مع دول المنطقة، بعد ثبوت دعمه للجماعات الإرهابية، فلجأ لتقديم الرشاوى للدول الكبرى من أجل دفعهم للتوسط لدى دول الرباعي العربي، وإنهاء مقاطعتهم للدوحة، والتي سببت انهيارا اقتصاديا لنظام تميم. صفقات تسليح مليارية وكشف تقرير ل«معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي » عن أن الدوحة قد ضاعفت من معدل استيراد الأسلحة بنسبة 282 بالمئة في الفترة بين عامي 2012 و2016م. ومنذ صدور قرار الرباعي العربي بمقاطعة النظام القطري على خلفية توثيق دعمه للإرهاب، أبرمت الدوحة 6 صفقات تسليح مليارية موزعة على الدول الكبرى، بدأتها في يونيو 2017، بصفقة مع الولاياتالمتحدة لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز (إف 15)، بقيمة 12 مليار دولار. كما أبرمت في أغسطس من العام الماضي صفقة مع إيطاليا لشراء 7 سفن بينها 4 سفن حربية وسفينتان للدعم ومنصة لهبوط الطائرات البرمائية، بقيمة تقارب 6 مليارات دولار. ومن إيطاليا إلى ألمانيا، أبرمت قطر اتفاقية تسليح لجلب 62 دبابة من نوع (ليوبارد-2) الهجومية، و24 عربة حربية من نوع (بي زيد أتش 2000)، بقيمة بلغت 2 مليار يورو. وحظيت بريطانيا بكسب صفقة مع الدوحة لتزويدها ب 24 طائرة مقاتلة من طراز (تايفون)، بقيمة بلغت 8 مليارات دولار. أما فرنسا فقد نالت نصيب الأسد من الأموال القطرية بتوقيع صفقات لإمداد الدوحة بأسلحة وطائرات بقيمة 14 مليار دولار. كما منحت الدوحةتركيا قاعدة عسكرية على أرض قطر، وصفقة تسليح بقيمة 2 مليار دولار، شملت مدرعات وطائرات بدون طيار ومدرعات. تجنيد المرتزقة بيد أن صفقات التسليح القطرية المكثفة، تفتقر للكفاءات العسكرية التي من المفترض أن تشغل هذه الآلات والأسلحة، التي لا تتناسب بدورها مع قدرات قطر وحجم جيشها الذي لا يضم سوى 12 ألف عنصر، بينهم 8500 فرد ضمن المشاة، و1800 فرد بالقوات البحرية و1500 آخرين بالقوات الجوية -وفقاً لموقع «جلوبال فاير باور» المتخصص بالشؤون العسكرية. كما كشف تقرير لشبكة «إى بى سى نيوز» الأميركية عن أن جيش قطر قائم على المرتزقة الأجانب، وفرقة «بلاك ووتر»، إضافة مستشارين عسكريين غربيين ومن إيران ودول عربية. وفي الوقت الذي لم تحقق الدوحة تميزا إقليميا أو دوليا في المجالات العسكرية؛ توجه نظام تميم والحمدين لتجنيد المرتزقة من أفريقيا وآسيا، وهذا ما أظهره تقرير ل «معهد ستكهولم»، مؤكداً أن كمية التسليح القطري الضخمة؛ ستجعل من قطر واحدة من أكثر دول العالم تجنيداً للعسكريين الأجانب والمرتزقة. في غضون ذلك كشف موقع «جاروي أون لاين» الصومالي الناطق بالإنجليزية عن تورط قطر بتجنيد الشباب الصومالي من مختلف مناطق البلاد، وأبرزها مقديشيو، وإقليم «بنط لاند»، وإقليم «صومالي لاند»؛ من أجل السفر إلى قطر، والانضمام لقواتها مقابل الحصول على 6 آلاف دولار كمنحة للفرد الواحد، بعد الخضوع لدورات تدريبية عسكرية، ثم راتبه المعتاد طوال خدمته. كما تشير تقارير أمنية عن ضلوع الإرهابي الصومالي المتواجد بالدوحة محمد سعيد أتم في تسهيل تجنيد الشباب الصومالي ضمن القوات القطرية، إضافة إلى نشاطه الإرهابي في تجنيدهم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دول المنطقة، والتي كان آخرها ما كشفت عنها السلطات السعودية من مخطط للإرهابي آتم لتنفيذ عمليات إرهابية بالمملكة والإمارات، بتمويل قطري بلغ 75 مليون ريال. وحذرت «المعارضة القطرية» من أن الأسلحة القطرية قد تنتهي بأيدي الحرس الثوري الإيراني، موضحة أن الاتفاقية الأمنية التي أبرمها نظام تميم مع نظام الملالي، في مارس عام 2013م، تسمح للأخير بالتدخل في الأرض القطرية، وهو ما تجسد فعلياً بتولي الحرس الثوري حراسة القصور الأميرية في الدوحة، لحماية تميم والحمدين من غضب الشعب القطري. Your browser does not support the video tag.