لا يمكن أن أتعاطف مع أولئك الذين يقومون بإعادة نشر وإرسال المحتوى، دون معرفة فحواه، والتأكد منه بشكل كامل، قبل تعميمه في المنصات المختلفة، وتحديداً «واتساب».. ويتعاظم الأمر لدي عندما تكون أخطاء عدم التحقق ناتجة عن العاملين في الحقل الصحفي أو الإعلامي، وكذلك يزداد رفض المشكلة عندما يكون مصدرها النخب. إن المهمة الأصعب اليوم تتمثل في فرز دقة وصحة ما يصلنا من معلومات، إلا أنه في الوقت نفسه هناك طرائق مختلفة يمكنها أن تساهم في ذلك. خاصة إذا ما علمنا أن هناك كيانات ومؤسسات وتنظيمات ودول، تعمل على خلق محتويات مضللة، تهدف لهدم وتدمير الدول والأشخاص والمنظمات. يستغلون حسن النوايا لتحقيق أهدافهم تارة.. والسخرية و»الطقطقة» تارات أكثر! لم يعد أمراً خافياً أن الإعلام هو أحد أهم أساليب الحرب الحديثة، ويزداد توهجاً وتأثيراً إذا ما اقترن مع التقنية، واستغل الشبكات الاجتماعية، التي يمكن اختراقها بأشكال متنوعة، ومن مناطق جغرافية عديدة. تقوم غالباً - هذه الطرق - على العزف على اهتمامات واحتياجات الناس، مستخدمة الدين في كثير من المرات، والقضايا اليومية التقليدية أيضاً. وهذه ليست دعوة للتخويف، أو حمل فزاعات تأطير النقد والرأي، بل على العكس تماماً، تدعمه بشكل كلي، ولكن أن يكون وفق المعطيات الصحيحة، والمعلومات الدقيقة، ومنهجيات التحليل المتعارف عليها. التي تهدف للتطوير، وتراعي السياقات، وتحفظ حقوق كل الأطراف. متسلحة بالبراهين والأدلة، وتطرق في مساحاتها الصحيحة. الإعلام والحسابات الشخصية والمحاكم، الأمر يعود للقضية، وتفاصيلها. هذا الأمر، محاربة المعلومات المغلوطة ومكافحة الشائعات، حدا بالشركات الكبيرة لاتخاذ التدابير الحديثة، للتعاطي معها.. وهو أمر متجدد، اضطر الشركات عن الإعلان أكثر من مرة على الإجراءات المتطورة. مؤخراً، أعلنت «فيس بوك» عن نيتها التحقق من مصادر الأخبار الموثوقة للتأكد من عدم انخداع المستخدمين بغيرها. وذكر مؤسس الموقع «مارك زوكربيرغ»، عبر حسابه في «فيس بوك» نية الشركة توزيع استبيانات على المستخدمين لتقييم المنظمات الإخبارية وتحديد تصنيفات للثقة بمصادر معلوماتها، وستستخدم الشركة هذه التصنيفات، بالإضافة إلى عوامل أخرى، لتحديد مدى ظهور تعليق من هذه المنظمات على صفحات الأخبار التابعة لحسابات المستخدمين. وقال «زوكربيرغ»: «هنالك الكثير من الإثارة والمعلومات المغلوطة والاستقطاب أحادي الجانب في عالمنا اليوم». مضيفاً: «وسائل التواصل الاجتماعي تسمح للناس بتوزيع المعلومات بسرعة غير مسبوقة، وإن لم نتعامل مع هذه المشاكل سينتهي بنا المطاف بتضخيم حجمها». باختصار، كل شخص قادر على إيقاف تدفق الشائعات، والمعلومات المضللة.. أو الإسهام بترويجها، وأفضل أن أردد دائماً: حسن النيات، لا يكفي. والسلام. Your browser does not support the video tag.