كشف طبيب استشاري في تخصص النساء والولادة مفارقات يشهدها الطبيب مع بعض الحوامل و(طلباتهن الغريبة). وقال: بعضهن يطلب إجراء عملية قيصرية لتطابق الولادة تاريخ ميلادها أو ميلاد الزوج، وعندما يحاول الطبيب افهامها بتضاد طلبها مع الأعراف الطبية تغضب وتتحول إلى مستشفى آخر. وقال الدكتور هاني محمد خليفة، استشاري النساء والولادة، والتخصص الدقيق في أمراض العقم والمناظير النسائية بمستشفى المملكة، إن معدل العمليات القيصرية في المملكة في حالات الطوارئ 25 – 30 %، وهذه النسبة أعلى 5% من المعدل العالمي. وأجاب د. خليفة عن أسئلة (الرياض). * ما التطور المهم الذي شهده تخصص النساء والولادة؟ * قديماً كان الاهتمام ينصب على تسريع الولادة وتسهيلها من خلال الطلق الصناعي وإبرة الظهر، وحالياً هناك تحول باتجاه أن يكون شيئاً طبيعياً. ولكن للأسف بعض الناس يتلقون معلومات ويصرون عليها ويتحجرون عندها على الرغم من أنها تكون غير موثوقة. فكل حمل يختلف عن سابقه، ونحن نركز على النتيجة، وهي سلامة الأم والمولود.الآن الحمد لله هناك تقدم في النتائج فقد قلت الحالات التي تحدث فيها إعاقة للمولود، وحالات الاختناق، وهذا انعكاس لتحسن الرعاية الطبية التي تتلقاها الأم الحامل. فنسبة الحالات التي كانت يحدث فيها اختناق كانت بين 15 – 20% والآن انخفض إلى نحو 5%. * الولادة من القابلة التقليدية إلى الطبيب المتخصص، ما الفرق؟ * في حال أن تكون الأمور على ما يرام فلا فرق بين القابلة والطبيب. ولكن لو كانت الحالة فيها إشكالات (ضرورة القيصرية، توأم، تليف في الرحم، أطفال الأنابيب) تظهر أهمية الطبيب المتخصص. ولذلك نؤكد أهمية المتابعة الدورية خلال الحمل، خاصة لو كانت هنالك أمراض ليتم معالجتها والعمل على تفادي تأثيراتها، فمعظم الحالات التي تم الاضطرار فيها إلى القيصرية ربما كانت لديهم مشاكل ولم يتابعوها كما يجب لتتم تسويتها مبكراً. وهنالك عوائق طبيعية أو أمور حادة تحدث في وقتها ولا يمكن معرفتها. * متى يلجأ الطبيب للعملية القيصرية؟ * هنالك حالات مثل: نقص الأوكسجين للطفل، تليف في الرحم، وضع الجنين، النزيف، القيصريات السابقة، عيوب الحوض، عدم إمكان أخذ وضعية الولادة لوجود إشكالات في الظهر، التوأم، أطفال الأنابيب. وليست جميع حالات أطفال الأنابيب تحتاج القيصرية، ففي بعض الحالات تكون الولادة طبيعية. * بعض الأطباء يجرون القيصرية من أول وهلة، هل هو استسهال أم قلة خبرة؟ * في بعض الحالات يكون الطبيب ملماً بالإشكالات والعوارض، ويعلم أن الولادة الطبيعية غير ممكنة ولذلك مباشرة يجري القيصرية. وأحياناً قد يتسرع الطبيب لأخذ قرار القيصرية، مثلاً في حال المرأة القصيرة قد يقرر بدون إجراء بعض الاختبارات للتأكد من عدم امكانية الولادة الطبيعية. * هل للمريضة أن تطلب القيصرية، هل هو حق مشروع أم مخالف للأعراف الطبية؟ * الأعراف الطبية توصي بضرورة أخذ موافقة المريضة بعد اطلاعها على كل المعلومات. ولكن أحياناً قد يواجه الطبيب مريضة لديها الخوف من الولادة الطبيعية وقد تصاب نفسياً بطريقة تضرها وتضر الطفل، في هذه الحالة يوصي العرف الطبي بمراعاتها بشرط عدم التأثير عليها وعلى المولود. ومن الضرورة بمكان أن يوجه الطبيب أسئلة مهمة للمريضة، قبل إجراء القيصرية: كم حالة ولادة قيصرية أجريت لها، وما عدد الولادات التي تخطط لها؟ لأن عدد القيصريات يحدد متى تتوقف عن الولادة، و متوسط العدد المسموح به هو 4 ولادات قيصرية بعدها تتوقف. وهناك عوامل تحدد القيصريات اللاحقة مثل: وضع الحوض، ووضع الرحم ونسبة الالتصاق. * إلى أي مدى تنتشر القيصرية في الولادات بالمجتمع السعودي؟ * معدل العمليات القيصرية في المملكة في حالات الطوارئ 25 – 30%، وهذه النسبة أعلى 5% من المعدل العالمي، لأن لدينا قيصريات متكررة، وكثير من الحوامل يطلبن القيصرية ويحددن تاريخاً معيناً للولادة. فمن المفارقات التي تحدث كثيراً أن تطلب المرأة اتمام الولادة ليكون ميلاد الطفل مطابقاً لتاريخ ميلادها، أو تاريخ ميلاد الزوج، وبعضهن يطلب الولادة في رأس السنة، وهناك من لديها تفكير عجيب، فقد تجد من تطلب تأخير الولادة أو تقديمها لتكون مع بداية السنة الهجرية لضرورات التسجيل في المدرسة. وبعضهن يؤخرن المراجعة لتناسب الولادة تاريخاً في ذهنها. ليس دائماً يوافق الطبيب على هذه المطالب، فالعرف الطبي لا يسمح بإخراج الطفل في غير وقته. ولذلك بعض الحوامل يغضبن ويتحولن إلى مستشفى آخر على أمل أن يقبل الطبيب هناك مبرراتها، فقد تطلب الطلق الصناعي لتسريع الولادة (قبل وقتها)، وبعضهن يأخذن أدوية شعبية للتحريض على الولادة. لقد استخدمنا أساليب عديدة لوقف مثل هذه المطالب وعلى الرغم من ذلك ما تزال هذه الحالات مستمرة. * كيف ترون حضور الزوج جميع مراحل مخاض الزوجة؟ * هذا سلوك جيد نشجعه، لأن الدراسات أثبتت أن وجود الزوج مع زوجته أثناء الولادة له تأثير إيجابي كبير في حالتها النفسية، وهو أيضا يعزز العلاقة الأسرية والزوجية، وقد يكون له انعكاس جيد على حالة الطفل عندما يستقبله الأب والأم معاً فور خروجه إلى الدنيا. والملاحظ في الآونة الأخيرة أن الأجيال الجديدة، لدينا، ميالون لمساندة زوجاتهم والدخول معها إلى غرفة الولادة، ولو قارنا هذا التحول مع ما كان سائداً، الزوج الذي قد لا يعود إلى زوجته التي وضعت، إلا بعد يوم أو يومين، نرى أن المجتمع يمضي باتجاه جيد . Your browser does not support the video tag.