برحيل الفنان الموسيقار السعودي سراج عمر "رحمه الله" انطفأت شمعة مضيئة من تاريخ الفن السعودي الأصيل، كان الراحل مبدعاً في مجال التلحين وصاحب حنجرة ذهبية وعبقرية موسيقية تمكن بفضلها من إيصال الأغنية السعودية إلى مساحة شاسعة في الوطن العربي. أعماله الرائدة عكست ولعه بالفن، لا سيما الأغاني الوطنية المدهشة ومنها أهمها "بلادي.. بلادي" التي احتلت مكاناً راسخاً في وجدان الجمهور السعودي بموسيقاها المفعمة بحب الوطن. سراج عمر كان مدرسة فنية ويسجل له الريادة في التأليف الموسيقي، فهو صاحب الروائع الفنية التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الفن السعودي لما يملك الراحل من موهبة فنية طاغية ربما لا تتكرر، جعلته في مصاف الملحنين العرب الكبار، بل تفوق على الكثير منهم في خبرته الفنية ومهارته الموسيقية وابتكاراته اللحنية المتفردة، ولعل أغاني طلال مداح الوطنية والعاطفية شاهد حي على إبداع هذا الموسيقار العملاق. كان لهذا "السراج" المضيء الفضل في وصول أغنية "مقادير" إلى كل بيت عربي، لقوة وشجن وعذوبة لحنها، فحين تتوفر الكلمة المؤثرة والصوت العذب واللحن الجميل، تكتمل الأغنية وتنتشر وتسمع ويرددها المعجبون ويطربون لها، وهذا بفضل خبرة وموهبة وبراعة الموسيقار السعودي الذي ودعنا راحلاً إلى الأبد، بعد أن أبدع بألحانه العذبة التي منحها لكبار المطربين ومنهم فنان العرب محمد عبده وصوت الأرض طلال مداح. ورحيله بلا شك يعد خسارة فنية كبيرة يصعب تعويضها، وأعماله الموسيقية لن تتكرر على الأقل في المدى المنظور. Your browser does not support the video tag.