منذ أن تقرر السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة مع بداية شهر شوال المقبل، والحديث لا ينقطع عن كيفية تفعيل هذا القرار، حيث بدأت الجامعات بتوفير مواقف للسيارات، وإنشاء مدارس لتعليم القيادة للمرأة، كما بدأت الكثير من وكالات السيارات بتوجيه دعاياتها للمرأة طمعاً في الحصول على نسبة مناسبة من السوق الذي سيزداد خلال الأشهر المقبلة وتكون المرأة السعودية هي الرائدة فيه. ومع هذا الاهتمام من قبل فئات كثيرة من المجتمع السعودي بصفة عامة، والمجتمع النسائي بصفة خاصة بهذه النقلة النوعية للمرأة السعودية، نشأ موضوع آخر وهو موضوع السلامة المروية وكيفية تفاعل رجل المرور مع قيادة المرأة للسيارة. وكان من الطبيعي أن يتزامن مع هذا القرار التاريخي استعدادات أخرى تتعلق بالتأمين على السيارة، وهل سيختلف التأمين ما بين الرجل و المرأة؟ خاصة وأن التأمين على السيارة شرط للحصول على رخصة القيادة. وفي زيارة ميدانية ل»الرياض» لعدد من شركات تأمين السيارات وجدنا أن عدداً من هذه الشركات قد قام بالفعل بافتتاح أقسام نسائية للإجابة على استفسارات السيدات ممن يرغبن في الحصول على تأمين للسيارة تمهيداً لحصولهن على رخصة القيادة، حيث تقول إحدى الزائرات إن شركة التأمين أكدت أن التأمين سيكون موحداً ولا اختلاف بين الرجل والمرأة في الأنظمة، حيث يعتمد على سن سائق السيارة وعمر ونوع السيارة وخيارات التأمين المختلفة. كما أكدت إحدى الموظفات في قطاع التأمين أن المرأة قد تستفيد من التخفيضات التي تطرحها شركات التأمين نظراً لكون سجلها خالياً من الحوادث، وحرصها على الالتزام بالأنظمة المرورية. وتؤكد أخرى أن المرأة ربما تفضل التأمين الشامل خاصة مع عروض لبعض الشركات في إمكانية تقسيط القيمة بسعر الكاش، كما يوفر «الشامل» بدوره لها خدمات إضافية كالمساعدة على الطريق من سحب السيارة أو إصلاحها في حالة حدوث توقف أو خلل بالمركبة، وهذا مما سيشجع على الإقبال على التأمين الشامل في ظل قلة خبرة المرأة في التعامل مع أعطال السيارة، وعدم رغبتها في الانتظار فترة طويلة عند حدوث أي عارض للسيارة سواء عطلاً أو حادثاً لا قدر الله. وتمنى عدد من السيدات أن تراعي شركات التأمين عند طلب المرأة التأمين على السيارة النظر بعين الاعتبار إلى الإحصاءات العالمية التي تؤكد أن المرأة أكثر سلامة على الطريق من الرجل خاصة إذا حددت قيادتها داخل المدن حيث ستقل نسبة المخاطرة أمام شركات التأمين. كما رأت عدد من السيدات أن فتح المجال لقيادة المرأة للسيارة لن يكون له تأثير في التقليل من عدد سائقي سيارات العائلة فقط، بل سيكون له تأثير إيجابي آخر يتمثل في توفير فرص عمل واستثمار جديد للمرأة السعودية في قطاع التأمين. تقليل الحوادث وكشفت السيدة نجوى كتبي - موظفة قطاع خاص - أن المرأة حققت انتصاراً عظيماً طال انتظاره في السماح لها بقيادة السيارة، وتوضح كتبي بالتأكيد سيرتفع عدد وحجم سوق السيارات في المملكة، ولكن أعتقد أن الكثير من الأسر لن تستغني عن العمالة - السائقين - في بداية تطبيق القرار في يونيو من العام المقبل، ولكن سيقل عددهم تدريجياً في السنوات اللاحقة، كما ستكون قيادة المرأة لها الأثر الكبير في تحسن القيادة وتقليل الحوادث المرورية نظراً لطبيعة المرأة وحرصها على اتباع القوانين والقواعد المرورية وهو ما يجعلها أقل تعرضاً لحوادث الطرق. وحول وجودها في شركة التأمين تبين كتبي: حضرت لفرع شركة التأمين لطلب معلومات أكثر عن كيفية الاشتراك بمنتجات التأمين على المركبات، وبينت لي الموظفة أن المنتجات هي نفسها المتبعة في السابق مع الرجل، ولكن بعد استيفاء المعلومات الخاصة بنوع المركبة وسنة الصنع وعمر السائق وجنسه والمنطقة التي سيقود بها السيارة كل هذه الشروط توضح قيمة التأمين على المركبة، كما يحصل السائق على خصم يصل 10 % بعد التأكد من خلو اسمه من سجل الحوادث. الرجل والمرأة سواء وأوضحت مها السيف - موظفة في قطاع التأمين - أن الشركة بدأت ومنذ إعلان الأمر السامي بالاستعداد والتدريب بالآلية المعمول بها وفق النظام. وقالت: أنظمة التأمين تطبق حالياً بكل شفافية وليس هناك أي فرق بين الرجل والمرأة في معاملات قطاع التأمين والأحكام النظامية التي نشرف عليها ونوضحها للعميلات. ونفت السيف أن تكون وثائق التأمين الخاصة بالمرأة مرتفعة مقارنة بالرجل، بل العكس، أعتقد مع الوقت ستستفيد المرأة من كونها بلا سجل للحوادث؛ لأنها بطبيعتها ملتزمة بالقواعد المرورية، كما لا يفوتنا أن أوقات استخدام المرأة للسيارة أقل من الرجل، مما يجعلها تستحق خصومات السجلات النظيفة والمطبقة حالياً بجميع شركات التأمين. المرأة أكثر سلامة وترى فاتن الحارثي - مشرفة اجتماعية - أنه من المؤكد أن المرأة ستتجه للتأمين الشامل الذي يوفر لها خدمات إضافية كالمساعدة على الطريق من سحب السيارة أو إصلاحها في حالة حدوث توقف أو خلل بالمركبة، وأتمنى أن توفر الشركة فرق صيانة خاصة بالمرأة، وأن تكون قيمة التأمين أدنى من الرجال لأن هناك حقيقة عالمية أرجو أن لا تغفل عنها شركات التأمين وهي أن المرأة كسائقة أكثر سلامة على الطريق من الرجل، خاصة إذا حددت قيادتها داخل المدن حيث ستقل نسبة المخاطرة أمام شركات التأمين. وخلال تصفحها لكتيب التأمين أوضحت بقولها: بالطبع عندما سأشتري سيارتي الخاصة سأتجه للسيارة ذات الفئة الأصغر حجماً والأقل استهلاكاً للوقود بدلاً من السيارة العائلية الحالية، مشيرة أن قيادة المرأة للسيارة ستوفر فرصاً وظيفية وفتح المجال للمستثمرات في قطاع التأمين. Your browser does not support the video tag.