في تغريدة لأحد الأطباء في "تويتر" ألا تعولوا على كلام "الممرضة" ولا تأخذوا منها عن حالة المريض الصحية.. ولعل له أسبابه في ذلك.. أثارت هذه التغريدة ردود فعل واسعة من قبل المغردين وأصحاب المهنة.. حينها تذكرت مقولة أحد المراسلين في تغطيته الميدانية لعاصفة الحزم: نحن هنا.. أين أنتم؟ وينطبق هذا على الأطباء، فالتمريض حاضر فأين أنتم أيها الأطباء؟ لاشك أن الطب من أهم المهن وأسماها ولا يقل التمريض عن ذلك أهمية وقيمة وعطاء وتفانياً في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والمصابين فهم السباقون بكل شيء وفي كل شيء، استقبال الحالات ومعرفتها وتقديم الإسعافات والرعاية الطبية المناسبة سواء في المستشفيات أو مراكز الرعاية والزيارات المنزلية. لا أفهم لماذا التمريض في بلادنا ما يزال دون الممارسة المتقدمة بالرغم من ابتعاث المئات من الممرضين والممرضات الذين تلقوا علومهم في أرقى المعاهد والجامعات؟ ولكن العقلية الطبية التي ما تزال تسيطر على مفاصل القرار عقلية "طبيب" والتي من أهم مهامها تحجيم التمريض ودوره والتقليل من أهميته بالرغم من أن القرار التمريضي أمر لا علاقة له بالطبيب إلا من خلال علاقة تكاملية لدائرة الرعاية الصحية. يذكر تقرير غالوب العالمي مؤخراً مؤشر الثقة لدى الأميركيين أن مهنة التمريض حلت في المركز الأول فيما حل الأطباء في المركز الرابع، وهذا مؤشر على ما يمتلكه التمريض من كفاءة عالية حيث حاز على الثقة لدى معظم الأميركيين مع ما يقدم له هناك من مميزات ورواتب وممارسة متقدمة. مستقبل تطور الرعاية الصحية لدينا مرهون بتطوير الكوادر الوطنية بشكل عام وتأهيلها والثقة بها وتمكينها من خدمة وطنها، فأحد مراكز الخلل في الرعاية الصحية التركيز على الطبيب، وهذا يتسبب في اختلال المعادلة، فوجود أطباء أكفاء مع كوادر طبية مساعدة ضعيفة بيدها أو بيد غيرها خلل، وكوادر صحية مساعدة قوية مع أطباء غير أكفاء يجعل الرعاية الصحية في وضع غير صحي. المشكلة الكبرى التي نعاني منها سيطرة عقلية الطبيب على القرار وانفراديته به في منظومة الرعاية الصحية دون النظر للتخصصّات الأخرى المساعدة والمساندة. Your browser does not support the video tag.