يشغل الممرضون والممرضات مكانة مساوية تقريباً للمكانات التي يشغلها الاخصائيون الاجتماعيون، او اخصائيو التغذية، او العاملون في الصيدلية. ولكن في الواقع فإن الممرضين والممرضات هم الذين يديرون العمل اليومي لرعاية المرضى ويتخذون الكثير من القرارات اليومية في هذا الشأن، ويشكلون الصورة العامة للمؤسسة الصحية التي يعملون بها. ويعتقد عدد من الناس بان دور مهنة التمريض سواء في المستشفيات او المراكز الصحية هي ادوار هامشية وغير مهمة بالنسبة للاعمال الاخرى التي يقوم بها الاطباء والصيادلة وفنيو المختبر. وقد ادى هذا الاعتقاد الى تهميش دورهم وعدم الاهتمام بهم من حيث تطوير مستواهم وايجاد الدورات التدريبية لهم او السماح لهم باكمال دراستهم، الامر الذي يمكن ان يؤدي الى خلل في النسق الطبي. وهناك بعض المشكلات التي يمكن ان يواجهها العاملون في مهنة التمريض، نذكر منها النظرة الاستعلائية، وعدم الثقة بجهودهم ومعرفتهم الفنية، وعدم اعتراف عدد من الاطباء بالمستوى العلمي والثقافي للممرضين، وتصورهم ان طبيعة عمل الممرضين تقتصر على تضميد الجروح وحقن الابر وتقديم الطعام والدواء للمريض وقد لانوفي التمريض حقهم في اداء واجبهم فهم المعين والمساعد للمريض بعد الله سواء كان كبيراً او صغيراً رئيساً او موظفاً ذكراً او انثى. هذا من جهة ومن الجهة الاخرى احببنا ان نتحدث عن المستوى التعليمي للتمريض. فكان لنا بعض اللقاءات مع بعض الكوادر التمريضية التي اجتمعت لتناشد الجهات المسؤولة بالنظر في اوضاعهم، حيث تحدث حزام المالكي ومحمد علي الوادعي من خريجي المعهد الصحي الثانوي. وذكروا في حديث لهم ل«الرياض» بأن المستوى التعليمي غير كاف حيث ان الدراسة في المعهد باللغة العربية ولاننكر اهمية لغتنا ولكن لغة (الواقع) الطبية هي اللغة الانجليزية، كما اننا نعاني من التجاهل في تطوير مستوانا التمريضي فلانرشح للدورات إلا نادراً والتمريض بحاجة لمعرفة كل ماهو جديد في مجال الطب فالطبيب يكتب تعليماته ويبقى كل شيء علينا كتمريض، ايضاً لم يسمح لنا المجال باكمال دراستنا لا في الكلية الصحية ولا في الابتعاث الخارجي وعند مطالبتنا بشيء من ذلك تمت الموافقة بشروط تعجيزية منها ان لايقل التقدير عن ممتاز ولاتتجاوز الخدمة عن اربع سنوات واختبار التوفل واحضار القبول من جميع الاوراق والمراجعات والمكاتب حتى ينتهي الموعد او يقفل البند. ويشير علي سعيد الشبرمي (ممرض) خريج كلية صحية ويرغب في اكمال دراسته والحصول على البكالوريوس الى اهمية تطوير المستوى العلمي للممرض واشار الى انه لايوجد كلية او جامعة في المملكة العربية السعودية تعطي بكالوريوس تمريض للبنين سوى جامعة الملك سعود هذه السنة لاول مرة واشار الى انه يحاول ان يحصل على ابتعاث خارجي لاكمال دراسته اما في الادرن او استراليا. ويقول علي عبدالله ال عوير بان اكمال التعليم هاجس يراود طلبة المعهد الصحي الثانوي وكذلك الرغبة في الحصول على بكالوريوس في المجالات الفنية كالتخدير والعمليات والمختبرات وغيرها من التخصصات الفنية التي يحتاجها العمل الصحي فالوقت الحالي هناك تطورات عدة يشهدها هذا المجال وهناك الاجهزة الحديثة والمتطورة التي تحتاج الى دراية وعلم واهتمام وهذه لن تتم الا بفتح المجال للدورات التدريبية المتخصصة وافساح المجال لطلبة المعهد الصحي لاكمال دراستهم صحيح انه سيتم الحسم من المرتب ماقيمته 20٪ طيلة فترة الدراسة ولكن ستعود بالفائدة على مجال العمل فسيكون هناك المتخصصون والمدربون السعوديون والاساتذة السعوديون الذين سيتخرج على ايديهم كفاءات وطنية لسد حاجة العمل. ويرى محمد علي سمحة (مشارك تمريض عام) انه يجب تطوير مفهوم التمريض باعتباره عملية يتداخل فيها الجانب العلاجي مع الجانب النفسي والانساني وضرورة اعداد الكوادر الحالية والكوادر الشابة على النحو الذي يسمح لها باداء دورها في كافة جوانبه وعلى الوجه الاكمل. وذلك بالاعداد العلمي السليم لاعضاء هيئة التمريض بما يتطلبه ذلك من تحديث المناهج في الكليات واقسام التدريب التعليمية داخل المستشفيات وتخصيص الدورات التدريبية اللازمة لتمكين الكوادر من التعامل بكفاءة مع الاجهزة المتطورة. وفتح المجال لخريجي المعهد الثانوي لاكمال الدراسة ليلتحقوا بطلبة الكلية الصحية. واضاف الممرض ضيف الله محمد آل عبدالله ان حرصنا على اكمال دراستنا ماهو الا اعتراف باهمية الدور الانساني النبيل الذي نقوم به، وتقديراً للجهود المستمرة للمسؤولين عن العملية الصحية في وزارة الصحة للارتقاء بمهنة التمريض والسمو بها، والعلو من شأنها ولقد اكدنا طوال السنوات السابقة ان الصحة قيمة عليا تستحق ان نبذل كافة الجهود لصونها وحمايتها فهي حق انساني اساسي لكل فرد في المجتمع ولكل مواطن بدون تفرقة ويتضح لنا بجلاء ان التمريض عنصر اساسي لنجاح اية سياسة صحية طموحة.