كم هي جراحي تنزف بصمت دون أن يضمدها أحد.. فطموح صغيري (الكبير بعقله الصغير بجسمه) قد ينهار شيئاً فشيئاً وأنا أتألم معه، لكن الصبر مع الإرادة يولد معه القوة والعزيمة لشق الطريق بإذن الله بنجاح. اخترت الصمت وسط ضجيج مزعج؛ لأنه وللأسف في فكر البعض أن الضعف يعني النهاية، والحاجة تعني الذل. أما الإعاقة وما يندرج تحت مسماها ففي كل يوم أسمع ألواناً وأشكالاً جديدة من الاستنقاص، أو عدم التقبل لحال هذه الفئة الغالية علينا، رغم جهود مملكة الإنسانية ومليكها الإنسان، الذي يحمل هم هؤلاء بشكل مستمر ومتأصل. فقط قد تكون نظرة شفقة من البعض يوجهونها لهم، ولكنها كنصل سهم يمزق كل جزء من مشاعرهم وأحاسيسهم البريئة والحالمة، ومهما بلغت بالمشفقين من حضارة ورقي فيبقى أن معدنهم ككهوف مهجورة غير قابلة للتغيير إلا النادر منهم. فيا "نادراً منهم" هل ما زال قلبك ينبض بالحياة ويسعك الاهتمام بهذه الفئة الغالية؟ هل ما زالت روحك تسمو إلى رسم البسمة على وجوههم المستبشرة؟ هل ستكون سبب خير بعد الله في إعانتهم؟ إيه مازلت أسمع صدى صوتي دون جوابك يا (نادراً منهم)، كلنا نبحث عنك لعلك تمسك بأيديهم ليقفوا من جديد، أعلم أنك قد لا تسمع صوتي بين أصوات المنادين، وقد لا تميز يده بين أيادي الطامحين لكن صوته وصوتهم قد نادى رب العالمين أولاً وآخراً بأن يمُنَّ عليهم بالقيام والقدرة على التحرك وممارسة حياتهم الطبيعية؛ ليكونوا لبنة من لبنات هذا الوطن الكبير المعطاء. Your browser does not support the video tag.