(يوسف): حرب، حرب، لا أستطيع التحدث، لا ترجع. يكاد الخوف يقتلني، حرب ماذا على من؟ كل الأسئلة الممكنة وغير الممكنة تقتحم رأسي. بسرعة أقفز إلى التلفاز... الأخبار! فاسيليو تتعرض للهجوم، المدن فيها شبه مدمرة، المنازل كأنها أعجاز نخلٍ خاوية، تدمر وطني، ماتت سديم، كيف سينجو صديقي من هذا الدمار؟ ماذا سأفعل الآن، وكيف أتدبر أمري وأنا هنا في عاصمة فونّا، حتى صفقة العمل التي أنا هنا من أجلها تلاشت. من حسن حظّي أن فونّا ليست الدولة المعادية إنها بولو لطالما لمّحت وصرحت أنا فاسيليو إحدى ولاياتها، وستعيدها إليها يومًا، لكني لم أكن أتوقع أن تكون الحرب مباغتة هكذا وبهذه السرعة. لقد فقدت كل أحد وخسرت كل شيء. على شريط الأخبار (خبر عاجل): أعلن جيش بولو أن فاسيليو سقطت بالكامل، وأنها أصبحت جميعها تحت سيطرة الجيش. هنا رأيت النهاية، وعلمت أنه يجب عليّ أن أمضي قُدمًا، وأبحث عما يمكنني فعله لأنجو بحياتي. أحلامي، أمنياتي، سديم، كل شيء انتهى، لقد عدتُ إلى الصفر، بعد أن ينتهي المبلغ الموجود بحوزتي... يا الله هل سأكون مشردًا بعد ذلك!؟ قررت البحث عن عمل، لأسد به حاجتي. حيث قابلتْ مالك مقهى، رجلٌ عجوز، ظاهرة عليه آثار المرض والتعب، قرر أن يسمح لي بالعمل مقابل مبلغ زهيد عملت مقدم طعام لزبائن المقهى، حيث إن من أدبيات هذه الوظيفة أن تبتسم أثناء تقديم الطلب، وهذا ما كنت أصارعه طيلة ساعات الدوام، إلا أن الحزن يبدو جليًا، وكثيراً ما أتعرض للسؤال والذي دائمًا إجابته عندي واحدة: أي خدمة أخرى سيدي؟ ولسان حزني يقول: ليتني رفضت صفقة العمل تلك، على الأقل كنًا سنموت معًا يا سديم. Your browser does not support the video tag.