تستقبل ملاعب الرياضوجدة والدمام نهاية الأسبوع الحالي العوائل لحضور المباريات في الدوري السعودي لأول مرة في المملكة، وهذه التجربة التي يتوجس منها البعض ليست ببعيدة عن تجربة تعليم المرأة الذي كان من المحظورات سابقاً، ورفض التلفزيون و"الدشوش"، إلى جانب استخراج الهوية بمفردها وأمور أخرى كان القلة يعترضون عليها لأسباب أغلبها يتعلق ببعض العادات والتقاليد بعيداً عن الدين، ولكن حسب تأكيدات الهيئة العامة للرياضة فالملاعب المعنية باستقبال العوائل في المرحلة الأولى تم تجهيزها بجميع الخدمات والمقاعد التي تمكنها من متابعة المباريات بعيداً عن أي مضايقات، والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن قرار السماح للعوائل في حضور المباريات لا يعني مشاهدة المنافسات الرياضية فقط لمدة 90 دقيقة أو أكثر وخوض تجربة جديدة بمتابعتها على الطبيعة بدلاً من الشاشة، ولكنها تتيح توظيف المرأة في الملاعب من خلال بعض الشركات التي تعني بالأمن والتنظيم، واستئجار المحلات المحيطة بحرم الملاعب وتمكينها من البيع والشراء لكل ما يتعلق بمباريات كرة القدم وزيادة دخلها من الأكل والشرب على الجماهير من فئة العوائل وبعض أدوات التشجيع المصرح بها، وهذا مؤشر إيجابي وفيه فوائد عدة، ومع مرور الوقت سيكون الأمر طبيعياً وستخف عدة النقد لهذه التجربة الأولى من نوعها، والتي تعد فرصة أيضاً للإعلام النسائي الرياضي تفجير مواهبه وطاقاته في النقد والتحليل بدلاً من حصر ذلك على الرجال، وتغطية المناسبات من خلال حضور هذا الإعلام إلى الملاعب ووقوفه على الأحداث. نحن أمام تجربة يجب أن لا تكلف البعض التضجر والامتعاض، ومثل ما العائلة تذهب إلى الأسواق والأماكن العامة من دون خوف وتنغيص من أحد فالملاعب والصالات الرياضية هي الأخرى جديرة باحتضان الأسر وسط راحة تامة وتسلية كبيرة واعتبارها كمتنفس، ومن يحاول "الشوشرة" بالاعتراض فحتماً سيدرك لاحقاً أن ظنونه ليس في محلها وأن العوائل السعودية تستحق أن تمارس حياتها في كل مكان بكل حرية وارتياح والتزام. Your browser does not support the video tag.