ما إن اشتعلت الدول العربية بخريف الدمار حتى سارع "الباشا" بامتطاء جواده وارتداء بدلة جده المحتل وإطلاق صيحاته وشعاراته وفرقعاته الصوتية من على كل منبر عن حقوق حرية تعبير الشعوب وحقها في التغيير حتى أوهم تلك الجموع أنه وفرسانه موعدهم معهم في الغد لتحرير تلك الشعوب من اضطهادها في مشهد مضحك غلبت عليه العنتريات أكثر من الواقعية، فنجا من خداعه من نجى بفضل الله وتداركه للأمر في لحظاته الأخيرة وحافظ على وحدة بلاده ومقدراتها رغم أنه لازال جريحًا وينزف بسبب استهدافه من خفافيش الظلام والذين يأتمرون بأمر "الثالوث الشيطاني"، وهناك من انجرف خلف عنتريات "الباشا" وخاض المعارك الخاسرة والمدمرة ظنًا منه أنه صاحب أفعال وليس أقوال "تودي بستين داهية" سالت بسببها بحور من الدماء البريئة وانتشرت بها ثقافة الهلاك والقتل والتدمير، ليكتشف هؤلاء بعد فوات الأوان أنه كان مجرد "حكواتي" باعهم الوهم والدمار الذي طال كل زوايا قراهم ومدنهم وتاريخهم وإرثهم من التاريخ العريق وانتزاع جذورهم وتشريدهم في الأرض وليكتشف هؤلاء أنه ليس أكثر من شريك رئيسٍ في "الثالوث الشيطاني" الذي يدعم قاتلهم ويحاول القفز على كرسي حكمهم ونهب ثرواتهم ومقدراتهم وتحطيم كل ما يمكن تحطيمه من مكتسباتهم. فالموقف المتناقض الذي مارسه "الباشا" ما بين تشجيعه لمخطط الدمار العربي وبين المطالبة بوأد الانتفاضة الشعبية الإيرانية الحقيقية ضد الطغيان والإفساد والاضطهاد والتجويع والقهر على يد نظام ملالي الشيطان ممن عاثوا قتلًا وتنكيلًا في العراق وسورية واليمن ومن دعموا الخلايا الإرهابية في الخليج بمساعدة "دويلة الشر" لا يدع مجالًا للشك أنهم ثالوث التقى على نهج شيطاني واحد اجتمعت فيه أطماعهم بالسيطرة على عالمنا العربي لتحقيق أحلام قومية لا تخفيها الابتسامات الزائفة والخطب الكاذبة، لذلك على من لازالوا مخدوعين بأحلام الباشا المخادع أن ينظروا حولهم وإلى أين ذهب هذا الثالوث الشيطاني ببعض بلدان العرب حين جعل منها جحيمًا دمر كل شيء جميل حيث لم يعد هناك بعد اليوم أي عذر "لساذج" لازال يرى في تلك الأنظمة الديكتاتورية حمائم سلام تنشد الخير للأمة العربية والإسلامية، فرياح الأزمات المتلاحقة في المنطقة كشفت لنا أطماعهم وأسقطت جدران الكواليس لتتكشف لنا خوافي تلاقي مصالح "الثالوث الشيطاني" وحجم العلاقات الحميمة بين من يقتل ويرتكب المجازر في سورية والعراق وبين من يخطب بالمواقف الكاذبة الهشة لتسقط بهذا ورقة التوت التي كانت تستر ما تبقى لهذه الأنظمة من مصداقية أمام جمهورها قبل خصومها فالشعوب أصبحت ترى حقيقتهم كأعداء في العلن وعشاق في الخفاء.. Your browser does not support the video tag.