إذا أخترت أن تعيش طليقاً فوق رمال الصحراء فعليك أن تتولى أمر نفسك بنفسك " قالها أبي ودفع حياته ثمناً لها . هذه الحكمة ينقلها الأديب العالمي إبراهيم الكوني عن ابيه ويسوقها لنا وهو الذي شكلت الصحراء ملامح وجهه ولون بشرته واسقته الرمال ينبوع الحكمة وزرعت فيه الصحراء احساساً قاسياً بالضياع والغربة والخوف والاقتراب من الموت. ولكن تلك هي المعجزة بنظره لأننا نقترب من الموت ونعود إلى ديارنا سالمين .. حاولَ ملياً أن يستنطق الصحراء التي لم تكتب كما يجب وكما يسميها " البعد المفقود " و في الحقيقة أن الكوني هو اكثر من استنطق الصحراء وكتب عنها واخذها من غياهب النسيان والتجاهل .. إن الهروب الى الصحراء يعني الهروب تجاه الذات في مواجهة الطبيعة الهروب تجاه " الأنا " بكل ابعادها ويكون التأمل هو جوهر ذلك الهروب وهذا ما حاولت فعله في الفلم القصير " هروبي إلى الصحراء " وحاولت ان أبين علاقة الانسان الجوهرية بالطبيعة الصحراوية وموجوداتها أي أن الصحراء تسوق لك الحكمة بأعلى تجلياتها وكأنها تقول لك : (لا تودع قلبك في مكان غير السماء) لأن عينيك لا تسقط إلا على مصارع الرمال وأشعة الشمس الذهبية القادمة من قلب السماء ... Your browser does not support the video tag.