أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على ضرورة حشد وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لإنجاح مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المقرر عقده في 17 يناير الجاري، من أجل التوصل إلى نتائج وتوصيات عملية تعكس خطورة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية بشكل عام، ومدينة القدسالمحتلة بشكل خاص. ووجه الطيب بتوسيع دائرة المشاركين في المؤتمر بحيث تضم تمثيلاً لكافة المعنيين بهذه القضية من علماء ورجال دين وساسة ومثقفين وشخصيات دولية لديها تأثير وحضور واسع، فضلاً عن دعوة أكبر شريحة ممكنة من ممثلي الفلسطينيين والمقدسيين باعتبارهم أصحاب القضية والأقدر على شرح تفاصيلها وتحديد أوجه الدعم المطلوبة. وتأتي دعوة الأزهر لعقد هذا المؤتمر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، في إطار سلسلة القرارات التي اتخذها شيخ الأزهر للرد على قرار نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدسالمحتلة وزعم أنها عاصمة لإسرائيل. ومن المنتظر أن يسفر هذا المؤتمر عن عدد من التوصيات المهمة التي من شأنها دعم القضية الفلسطينية والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، إضافة إلى الإعلان عن المقرر الدراسي الذي دعا شيخ الأزهر لإعداده لتوعية النشء بقضية القدس وتاريخها ومقدساتها. كما يأتي عقد المؤتمر ضمن سلسلة طويلة من القرارات والمواقف التي اتخذها الأزهر لنصرة القضية الفلسطينية خلال عام 2017، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، وقد تعددت محاور هذا الاهتمام، حيث عقدت هيئة كبار العلماء اجتماعاً طارئاً في يونيو الماضي، رفضت خلاله إقدام قوات الاحتلال الصهيوني على وضع كاميرات مراقبة على بوابات المسجد الأقصى المبارك، وشددت على أن كل الإجراءات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال في الحرم القدسي باطلةٌ شرعًا وقانونًا. وتوالت بيانات الأزهر التي تدين وترفض أي مساس بالحرم القدسي الشريف، وتؤكد دعمها لصمود الشعب الفلسطيني، وتشدد على أن ولاية الشعب الفلسطيني على أرضه ومقدساته، لا تقبل أي منازعة أو تقسيم زماني أو مكاني، وأن كافة المواثيق والقوانين الدولية تلزم سلطات الاحتلال بالحفاظ على الأوضاع القائمة، وتجرم أي تغيير أو عبث بها أو أي اعتداء على دور العبادة. وشددت هيئة كبار العلماء على أن القرارات المتغطرسة والمزيفة للتاريخ، لن تغير على أرض الواقع شيئاً، فالقدس فلسطينية عربية إسلامية، وهذه حقائق لا تمحوها القرارات المتهورة ولا تضيعها التحيزات الظالمة. Your browser does not support the video tag.