تواصل صالات السينما في مملكة البحرين إطلاق العرض الرسمي الأول للفيلم البحريني (الشجرة النائمة) الذي أطلقته في أول أيام عيد الأضحى المبارك. ويجسد الفيلم - الذي استغرق العمل فيه نحو سبعة أعوام - قصة العائلة البحرينية وعلاقاتها مع محيطها وبيئتها الثقافية وترمز للعلاقات الأسرية التي تتسم بالتناقض والازدواجية، ويلعب بطولته مجموعة من فناني البحرين والخليج العربي، يتصدرهم الفنانون: جمعان الرويعي، هيفاء حسين، مريم زيمان، إبراهيم خلفان، إبراهيم الحساوي، والطفلة حوراء تلفت، ووضع الموسيقى التصويرية الموسيقار محمد حداد، ومدير التصوير محمد مغرواي، ومونتاج صالح ناس، ومن إخراج محمد راشد بوعلي، والسيناريو من تأليف الكاتب فريد رمضان. ويحكي الفيلم قصة زوجين على وشك الانهيار بسبب ابنتهما النائمة، إلا أن حياتهما تتغير حين تقرر الشجرة إيقاظها، فبينما يواصل جاسم ونورة رحلتهما الحياتية ويواجهان التحدي الذي تفرضه حالة ابنتهما الصحية يظل إحساسهما بالهدف غير واضح، وإدراكهما للواقع تشوبه الشكوك. وتدور أحداث الفيلم حول الطفلة أمينة التي تعاني من شلل دماغي، وعلى والديها جاسم ونورة أن يحرصا على رعايتها، وهكذا تلازم نورة البيت متفرغة للعناية بابنتها، بينما ينأى جاسم عن حياته العائلية، ويغرق في عزلته، ما يشحن الأجواء بالتوتر. مدفوعاً بيأسه، ووجوده الذي يتلاعب به الأسى. لا يجد جاسم نفسه، إلا وهو يمضى رحلة في رحلة الأمل نحو الشجرة النائمة الأسطورية، وكل قاصديها مأخوذون بها، وما يحيط بها جارف لا يعترف بالزمن والفناء، فتستعيد الحياة معناها، وتصحو السعادة التي تسربت من بين أصابع جاسم ونورة ويعيشان زواجهما من جديد. وتجسد هيفاء حسين دور «نورة»، فيما يجسد جمعان الرويعي دور «جاسم»، ومريم زمان بدور «فردوس»، وإبراهيم خلفان بدور «سعود»، وحوراء شريف بدور «أمينة». وأوضح محمد بوعلي مخرج الفيلم أن «الشجرة النائمة» مشروع مشترك مع الكاتب فريد رمضان بدأ في عام 2008. موضحاً أن "الفيلم لا ينتهي مع نهاية تصويره فنحن لا نزال نصرف عليه مبالغ وهناك جمهور ومهرجانات سيعرض بها، وأن الفيلم استغرق تصويره حوالي شهر كامل حيث تم تصويره بالكامل في البحرين". وأضاف: إن "صناعة السينما البحرينية صعبة لأنه توجد منافسات لها كالهندية والأجنبية بينما الخليجية مرة كل عشر سنوات وكلها بناء على تجارب وإبداعات فردية". مشيراً إلى أن هناك الدراما التلفزيونية في البحرين والكويت والسعودية وغيرها، لكن الفيلم السينمائي مختلف عن الأسلوب التلفزيوني من ناحية السرد أو الأدوات وكذلك الآلية والتمثيل فهو مختلف تماماً ويوجد صعوبة في صناعة السينما". وأشار بوعلي إلى أن الصعوبة أيضاً في البحث عن طاقات تفهم في السينما وتعمل بها من ممثلين ومنتجين ومصورين وغيره، حيث إن "السينما مكلفة جداً، وصناعة فيلم تأخذ وقتاً طويلاً، وتحدي صناعة فيلم هو تحد صعب، ونحن عملنا على الأفلام القصيرة، لكن الأفلام الطويلة شبه مستحيلة، لكن الفكرة التي خرجت بيني وبين الكاتب لامستنا بشكل شخصي وشعرنا بأن هذه الفكرة من الممكن أن نجتهد ونحاول أن نصنعها كفيلم روائي طويل. وتمنى أن يصل الفيلم لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع، "فنحن لدينا الثقة من وصوله إلى خارج البحرين وفي الخليج، لكن نتمنى أن يصل داخل البحرين، حيث إن الخليجي لا يتقبل فكرة فيلم خليجي وهذه إحدى أكبر الصعوبات فهو يذهب للسينما لمشاهدة المصري والأجنبي والهندي، لكن الخليجي صعب، نحن هدفنا صناعة فيلم يمثل البحرين ويقدم فكرة جديدة كما نخطو خطوة السابقين". من جهته، قال الكاتب فريد رمضان: إن "الفكرة بدأت من مشروع فيلم قصير، حيث أعجب المخرج بالقصة، وكنا نحاول أن نطورها من أجل أن نعمل على فيلم قصير، لكن لظروف تعلق المشروع وتوقفنا عن كتابة هذا الفيلم، لكن بعد الفترة رجعنا مرة ثانية وعملنا عليه كروائي طويل وتغيرت الكثير من التفاصيل وبنية الفيلم أيضاً وتمت إعادة كتابته ليتناسب مع الروائي". بوستر الفيلم