يشهد الإعلام السعودي وقفات تميز مع معالي وزير الإعلام الدكتور عواد العواد. ولعل الأبرز هو التحرك نحو استعادة التليفزيون السعودي لجمهوره الذي استقطبه التليفزيون التجاري فعزز قيم الاستهلاك في المحتوى على حساب القيم والانتماء الوطني. وها نحن نشهد حجم الصراع والمعاناة الاقتصادية التي تعاني منها مؤسساتنا الصحفية. فبروز الصحف الإليكترونية والإعلام الجديد يفترض ألا يبعدنا عن مساندة مؤسساتنا الصحفية. فهي مؤسسات تتمتع بالمهنية والمصداقية والقيادات الصحفية. ودعم هذه المؤسسات هو استثمار وطني تنقصه المظلة التي تؤسس لصناعة صحفية تتماشى مع روح التقنية وشراكات تساعدها على البقاء. ومن واقع تجربة طويلة في العمل الميداني والأكاديمي في مجال المؤسسات الصحفية استطيع القول إن بعض الدول فقدت تأثير مؤسساتها الإعلامية يعني ترك الساحة للإعلام الخارجي. ولعلي أستعير مقولة الزميل المبدع علي الهويرني التي يقول فيها "ويل لأمة يصنع إعلامها الغرباء". ولو تأملنا مشهدنا في هيئة الإذاعة والتليفزيون نجد أن النظام يدعم تأسيس شركات قد تعيده إلى الواجهة كما تم الأسبوع الماضي عند تأسيس شركة لقناة الإخبارية. بينما مؤسساتنا الصحفية تحتاج إلى مظلة حكومية تضع الشمعة في نهاية هذا النفق الاقتصادي الذي تسير فيه معظم المؤسسات الصحفية عالمياً. ولكن بعض الدول وجهت ذراعها في التخطيط والمساندة لدعم المؤسسات الصحفية لإعادة بناء الكيان الإعلامي. فعلى سبيل المثال شكلت مصر حالياً لجنة من مجلس الوزراء لوضع خطة لتطوير المؤسسات الصحفية القومية.. من الصعب أن تموت في القاهرة صحف الأهرام والأخبار والجمهورية. فهي القاهرية للباعة على مر العقود الماضية. بل إن الرصيف المصري لا يخلو من بائع لتلك الصحف والمجلات القومية. وهناك الكثير من الشراكات والاندماج حول العالم في هذا التوجه. ولعل صناعة الأخبار تكتمل بشركة بين مؤسساتنا الصحفية ووكالة الأنباء السعودية التي يتيح لها النظام ذلك. فتتعزز القيمة السوقية لأسهم المؤسسات عند طرحها لاكتتاب عام. أتحدث هنا بحرقة مؤسسية لاستشرافي هذا المأزق الاقتصادي وأنا أشرف حالياً على طالب دراسات عليا وجهته لدراسة التحولات في ايكولوجيا المؤسسات الصحفية الخليجية وقدرتها على البقاء في ساحة المنافسة الاقتصادية. وهذا يعني أيضاً فرصة لتأسيس شركات صحفية إعلامية خليجية تتكون في البداية من صحف المملكة والإمارات والبحرين. وعندها تستفيد تلك الصحف الخليجية من السوق السعودية وتستفيد صحفنا من التوسع والانتشار الإعلامي. هي مجرد أفكار حتى لا نقع في المأزق الذي حذر منه الهويرني ويصبح إعلامنا بيد الغرباء.