حظي عام 2017 بالكثير من الأحداث التي ستجعله محفوراً في الذاكرة ليست الثقافية منها فقط بل في الذاكرة الجمعية للمجتمع السعودي.. فلم يغادرنا هذا العام إلا وهو يضع بين دفتي المشهد الثقافي أحداثاً تاريخية منها ما كان محل انتظار وتلهف وترقب المجتمع، ومنها ما كان موجعاً برحيل رموز وطنية كبرى. في جانب هذه الأحداث المشرق كان هناك مشهد ثقافي مترقب ومتطلع لكل ما يمكن أن يغير من مستقبل الثقافة والإبداع والأدب والشعر والمسرح لتلون عام 2017م بالكثير من المشاهد اللافتة، وفي الجانب الآخر منه فجع الوسط الإعلامي والثقافي برحيل عدد من رواد نصف قرن مضى في الصحافة والشعر والفن على وجه التحديد. من خلال هذا العام الذي مضى ولكنه بقي وسيبقى محفوراً في الذاكرة طويلاً، نتطلع إلى أن تكون تلك الأحداث التي مرت على المملكة ولامست الجانب الثقافي والفني والإعلامي أن تغرس أصابعها بعمق فيه لتخلق ثقافة جديدة تنعكس على الجوانب المهمة في حياة المجتمع وهي الرسائل التي حملتها بعض الأحداث في واقع المشهد الثقافي. ونترحم على من تخطفتهم أنياب المنون ورحلوا، بعد أن تركوا بصمة واضحة وباقية إلى الأبد في مجالات مختلفة. «الرياض» تسرد شيئاً من ذاكرة العام المنصرم 2017م وتقرأ الثقافة من منظورها. د. عواد العواد د. عواد العواد وزيراً للثقافة والإعلام يعد تعيين معالي د. عواد بن صالح العواد وزيراً للثقافة والإعلام حدثاً بارزاً في عام 2017 حيث لفت الوزير الجديد الأنظار إليه حينما صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على تقلده مهامه وزيراً للثقافة والإعلام وهو الرجل الحاصل على الدكتوراه في أنظمة الأسواق والمال، وتقلد عدة مناصب مهمة مؤثرة في التنمية والاقتصاد والسياسة. لقد غير د. العواد من مفهوم الإعلام إذ استطاع في فترة وجيزة أن يترك أثراً واضحاً وبصمة مؤثرة في طريقة إدارة وزراة بحجم الثقافة والإعلام، لاسيما إذا ما آمنا بمدى أهمية الإعلام وتأثيره سواء في الداخل أو الخارج، فصدرت له العديد من القرارات الحاسمة لعدد من القضايا المهمة على كل الأصعدة الإعلامية والثقافية. ومن المنتظر أن يشهد الإعلام السعودي نجاحات أكبر وتطورات في أوجه متعددة تحت مظلة وزير أنجز خلال أقل من عام واحد ما لا يمكن إنجازه في أعوام. تركي بن عبدالله السديري رحيل «الأستاذ».. تركي السديري أسدل عام 2017 الستار عن مسيرة شخصية كبيرة جداً في مشهدنا الإعلامي والثقافي والاجتماعي أيضاً. قامة كان لها الأثر الكبير على بناء وتأسيس مدرسة إعلامية مهمة، لتكون علامة فارقة أمام الرأي العام في مجالات الثقافة والصحافة والإبداع. أسدل هذا العام الستار عن قيمة وقامة لها وزنها في رسم خارطة طريق لجيل مبادر من المبدعين وجيل واع من المتلقين. لن ينسى تاريخ الإعلام السعودي يوم الرابع عشر من مارس للعام 2017م، وهو يوم وشهر وعام رحيل تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض. الأستاذ كما يطلق عليه تلاميذه ومجايلوه رمز الصحافة والإعلام السعودي، هو أحد مؤسسي الصحافة السعودية وأهم المحدثين في مسيرتها، والمعلم لجيل كامل تتلمذ على يديه ونهل من خبراته العريضة ورؤاه التي سبقت عصره وأفكاره التي تجاوزت زمنها، رحل وبقيت بصمته خالدة في جبين الزمن. كاتب "لقاء" الزاوية الأشهر في الأعمدة الصحافية على مستوى الوطن صاحب سيرة نبيلة امتدت لنصف قرن في بلاط صاحبة الجلالة. سوق عكاظ في دورته الأخيرة سوق عكاظ محط أنظار العالم في نسخته الحادية عشرة خطف سوق عكاظ أنظار العالم، حيث شاهده وتتبع أحداثة قرابة 25 مليون نسمة. توطين حفل الافتتاح في قلب الوطن بصورة جاذبة ومنظمة لتراثنا وأهازيجنا الوطنية وقصصنا وحكايات من ماضينا المتجذر في عمق التاريخ، التي نفتخر به وبها، وبأيد سعودية من شبان وشابات الوطن الذين أدوا رسالتهم على أكمل وجه لتبهر العالم من حولنا وتنقل رسالتنا الخالدة التي تؤمن بالمواكبة والتجدد ولا تنزع جذر الماضي بل تنطلق من أرضه الصلبة التي انبثقت منها حضارات على مر الأزمان والأمم وحملت مشعل النور في أصقاع الأرض. تحويل «الإخبارية» إلى شركة وإطلاق قناة "إنجليزية" لم ينته العام 2017 إلا ويصدر معالي وزير الثقافة والإعلام د. عواد بن صالح العواد قراراً مهماً يقضي بتحويل قناة الإخبارية إلى شركة شبكة الإخبارية "شركة ذات مسؤولية محدودة"، تكون ملكيتها مناصفة بين كل من هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة وكالة الأنباء السعودية، في أحدث خطوة باتجاه مواكبة التطورات المتسارعة في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي. ويستهدف القرار تطوير قناة الإخبارية الناطقة باللغة العربية، وإطلاق قناة إخبارية باللغة الإنجليزية، وتكون الشركة قادرة على تطوير الخبرات المتعلقة بالأحداث، وتحسين تغطية ومتابعة الأخبار المحلية والعالمية والتفاعل مع المتغيرات بما يقدم إعلاماً سعودياً مواكباً، كما تسعى الشركة إلى التميز في نشر المحتوى الحصري وفق معايير الصدق والدقة والموضوعية، وتحقيق عائد مالي للاستثمار في قطاع الإعلام، وإنشاء منصات جديدة للتوزيع الرقمي للوصول لصناعة محتوى منافس. حصاد التراث: اكتشافات جديدة وآثار مستعادة حققت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عام 2017، عدداً من الإنجازات من أبرزها المشاركة بعدة معارض دولية، لنقل صورة وثقافة وتاريخ وحضارة المملكة للعالم، وكذلك إقامة ملتقى الآثار الأول بالرياض وقبل ذلك معرض روائع أثار المملكة الذي تنقل بين عدة عواصم قبل أن يحط رحاله في الرياض من خلال ملتقى الآثار الذي احتضنه مركز الملك عبدالعزيز التاريخي. ولم تتوقف النجاحات عند هذا الحد بل تم تسجيل عدد من المواقع في سجل التراث الوطني، واكتشفت مواقع أثرية جديدة في ربوع الوطن، كما عملت الهيئة على إعادة ترميم عدد من المساجد التاريخية واستعادت الكثير من القطع الأثرية النادرة. المتحف الوطني يساهم بالتعريف بتراثنا إقامة ملتقى الآثار الأول بالرياض نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث ملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول) في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمدينة الرياض. للانطلاق بالآثار من مواقع البحث والتنقيب إلى دائرة الثقافة والتنمية والاقتصاد، وعزز ذلك حضور نخبة من علماء الآثار المحليين والعالميين، للتعريف بآثار بلادنا وإبرازها للعالم، وربط المواطنين بهذا الإرث التاريخي لوطنهم وتعريفهم بالبعد الحضاري له. المعرض خلال جولته الآسيوية معرض الآثار يجول آسيا تنقل معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" خلال عام 2017 بين عاصمتين كبيرتين في قارة آسيا، حيث حل في المتحف الوطني في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، وفِي المتحف الوطني في بكين الصينية، وشهد إقبالا كبيرا من الزوار في الدولتين؛ قبل أن يحضر إلى المملكة ليعرض محتواه على أنظار السعوديين في ملتقى الآثار بمدينة الرياض. ويحوي المعرض (466) قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وإرثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة. 15 اكتشافاً أثرياً حديثاً كشفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، النقاب عن 15 اكتشافاً أثرياً حديثاً على هامش ملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول)، وتمثلت الاكتشافات "بناب فيل عمره 1500 سنة في تل الغضاة في تيماء واكتشاف سفينة غارقة قبالة ساحل مدينة أملج - البحر الأحمر عبرت الجزيرة خلال القرن الخامس عشر، وكنز الأخدود في منطقة نجران إلى جانب مسجد اليمامة في محافظة الخرج والذي بني في بداية عصر الإسلام، ولؤلؤ موقع الدوسرية بالمنطقة الشرقية ومستوطنة شرما الرعوية بمنطقة تبوك، مرورا بآثار التعدين في موقع العبلاء بمحافظة بيشة والتي يتجاوز عمرها ألف سنة، والقنوات المائية بدومة الجندل، واكتشاف نقوش قبيلة طسم ونقش يتحدث عن زيارة شخصية من مملكة عمان، ونقوش بالخط العربي المبكر مؤرخة 470م ، ورسم صخري لفيلة جميعها بمنطقة نجران، وفخار يعود ل 2800 ق.م بمحافظة تيماء، وانتهاء باكتشاف مقبرة نبطية لم تفتح من قبل من موقع مدائن صالح في محافظة العلا". المصمك تسجيل 15 موقعاً في سجل التراث العمراني الوطني اعتمدت الهيئة تسجيل المجموعة الأولى من مواقع التراث العمراني في (سجل التراث العمراني الوطني) الذي يتضمن تسجيل وحماية مواقع التراث العمرانية وتأهيلها وتوثيق المعلومات والدراسات المتعلقة بها. واحتوت هذه المجموعة 15 موقعاً من مواقع التراث العمراني هي: قصر المصمك، وقصر المربع، والقصر الأحمر، وقصر الملك عبدالعزيز بالبديعة، (في مدينة الرياض)، بيت السبيعي في شقراء، قصر السقاف في مكةالمكرمة، محطة سكة حديد بالمدينة المنورة، قصر خزام في جدة، قصر شبرا في الطائف، قصر شذا في أبها، مباني ميناء العقير التاريخي، وقصر إبراهيم، وقصر خزام في الأحساء، بيوت الرفاعي في جزيرة فرسان، قصر كاف في الجوف. استعادة 52 ألف قطعة أثرية عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على التسجيل الرقمي لحوالي 52 ألف قطعة أثرية تم استعادتها من الداخل والخارج، وذلك بخريطة رقمية وفق المعايير العالمية الخاصة بتسجيل وأرشفة البيانات المتعلقة بالمواقع والقطع الأثرية والتراثية. بهدف توثيق وتسجيل جميع المواقع والقطع الأثرية والتراثية والمعالم التاريخية ومباني التراث العمراني في سجل وطني رقمي شامل يرتبط بخريطة رقمية متعددة المقاسات، ومتوافقة مع التقنيات الحديثة لنظم المعلومات الجغرافية، وقواعد البيانات الرقمية، والخرائط، والصور، والرسومات. أبو بكر سالم إبراهيم خفاجي حسين عبدالرضا شادية حسن السبع رفيق السبيعي عام رحيل الكبار يمكن وصف العام 2017 بأنه عام رحيل الكبار حيث توفي فيه نخبة من رموز الفن العربي، منذ أول أيامه وحتى آخر لحظاته، وبدأ العام بإعلان وفاة الفنان السوري القدير رفيق سبيعي، واختتم بوفاة هرم الأغنية الخليجية المطرب الكبير أبو بكر سالم بلفقيه. وهذه قائمة بأهم الراحلين في 2017: أبو بكر سالم: توفي "فقيه الفن" في 10 ديسمبر الماضي في منزله بالرياض بعد صراع طويل مع المرض، مختتماً رحلة فنية حافلة كان خلالها أحد رموز الغناء في الوطن العربي، بأعمال ستبقى خالدة في وجدان الجمهور من أهمها الأغنية الوطنية الشهيرة "يا بلادي وأصلي". إبراهيم خفاجي: رمز كبير فقدته الساحة الإبداعية السعودية، مؤلف النشيد الوطني "سارعي للمجد والعلياء" وكاتب أهم الأغاني السعودية، والذي وافته المنية يوم 24 نوفمبر الماضي في مدينة جدة عن عمر ناهز التسعين عاماً. حسين عبدالرضا: عملاق الكوميديا الخليجية كان أهم الراحلين في 2017، حيث توفي يوم 11 أغسطس في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن متأثراً بأزمة قلبية مفاجئة. ويعد رحيله خسارة كبيرة للدراما الخليجية التي حققت أهم نجاحاتها بفضل أعمال حسين عبدالرضا التلفزيونية والمسرحية مثل "درب الزلق" و"فرسان المناخ" و"على هامان يا فرعون" و"سوق المقاصيص". شادية: شغلت الفنانة الكبيرة شادية الرأي العام العربي في آخر أسبوعين من حياتها وذلك بعد دخولها العناية المركزة في أحد المستشفيات المصرية بعد إصابتها بجلطة دماغية أفضت في نهاية الأمر إلى وفاتها يوم 28 نوفمبر الماضي عن عمر 86 عاماً. وقد حظي جثمانها بتشييع شعبي كبير في مصر يليق بقيمتها كأحد رموز الفن المصري في عصره الذهبي. كريمة مختار: توفيت الفنانة القديرة في بداية العام يوم 12 يناير بعد صراع طويل مع المرض. اشتهرت كريمة مختار بأدوارها لشخصية الأم الطيبة في السينما والمسرح والتلفزيون ومن أشهر أعمالها مسرحية "العيال كبرت" مع سعيد صالح وحسن مصطفى. كما شهد العام رحيل فنانين آخرين من بينهم الشاعر حسن السبع، والمذيع خالد اليوسف، والمطرب الكويتي القدير حسين جاسم، والممثل المصري مظهر أبو النجا، وسفير الأغنية العمانية سالم بن علي، والممثل السعودي سعد الصالح. نشاط استثنائي للحفلات الغنائية شهد عام 2017 نشاطاً كبيراً للأغنية السعودية تمثل في الحفلات الغنائية التي جابت مناطق المملكة، بأكثر من عشرين حفلة لكبار النجوم السعوديين والخليجيين والعرب والعالميين، تنقلت من جدة إلى الدمام، مروراً بالرياضوأبها ودومة الجندل في شمال المملكة، في حراك غير مسبوق يأتي متسقاً مع رؤية المملكة 2030. وبدأت الحفلات في جدة يوم 30 يناير الماضي مع فنان العرب محمد عبده وماجد المهندس ورابح صقر، فيما تعد حفلة خالد عبدالرحمن وجابر الكاسر في الرياض يوم 28 ديسمبر آخر حفلة غنائية شهدها عام 2017. كما شهد العام حفلتان عامتان من العيار الثقيل نظمتهما الهيئة العامة للرياض بالتعاون مع هيئة الترفيه، الأولى جاءت في جدة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني يوم 23 سبتمبر وشارك فيها نخبة نجوم الغناء في المملكة كما ظهر فيها الفنان أبو بكر سالم بلفقيه في آخر ظهور له قبل وفاته. والحفلة الثانية أقيمت في الرياض للاحتفال بتأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 2018 وغنى فيها كل من محمد عبده وعبادي الجوهر ورابح صقر وراشد الماجد. عودة صالات السينما للمملكة.. الحدث الأهم في 2017 يعد قرار السماح بإصدار تراخيص صالات السينما في المملكة الحدث الفني الأهم في المملكة خلال عام 2017 وذلك لأنه أنهى سنوات من الجدل حول أهمية صناعة السينما. هذا القرار أهم الأحداث البارزة إذا لم نقل الأهم على الإطلاق في المشهد الثقافي لعام 2017م، باعتباره حدثاً مؤثراً ومثيراً لجميع شرائح المجتمع، فهذا الشريط الذي سيدور ليلف معه أحداث الأفلام العالمية التي لطالما حلم السعوديون أن يشاهدوها بطريقة منظمة عبر شاشة السينما في وطنهم، تتحقق اليوم، حتى يمكن لنا أن نجزم بأن 2017 من الأعوام التي ستبقى عالقة في أذهان السعوديين طويلاً. إن وجود السينما في المملكة بعد السماح بترخيصها لن يكون مجرد حدث عادي يكمن في صالات عرض وقليل من الفشار والمشاهدات الجمعية للأفلام المختلفة، إنما يتوقع المحللون الثقافيون بأنها خطوة كبيرة ستسهم في تغير الخارطة الثقافية والفنية وستؤثر كثيراً ليس فقط على الحراك الثقافي الفني إنما سيطال ذلك التغير المخرجات الاجتماعية والثقافة العامة لأفراد المجتمع وتطلعاتهم، ثم تحريك عجلة الاقتصاد وتفعيل دور الشباب من كلا الجنسين، ومن ثم الخروج من منصة المشاهدة والتلقي للإنسان السعودي إلى مسرح المشاركة في الداخل والخارج وتداول الثقافات العربية والسعودية خاصة لتقف على بوابات السينما. وللنساء نصيبهن من الحفلات الغنائية شهدت المملكة خلال 2017 حضوراً لافتاً للمطربات في حفلات غنائية مخصصة للجمهور النسائي، حيث استهلت الحفلات النسائية نشاطها بحفلتين في جدةوالرياض للفنانة بلقيس والفنانة هبة طوجي في نوفمبر وديسمبر الماضيين، وكان لهما فضل تدشين هذا النوع من الحفلات حيث ينتظر أن تغني الفنانتين داليا مبارك وشمة حمدان في حفلة ستقام في الرياض، إلى جانب إحياء المطربة القديرة ماجدة الرومي لثلاث حفلات في جدةوالرياض والظهران. جانب من الحضور الكثيف للعروض السينمائية السينما السعودية.. عروض وإنتاج كثيف عاشت السينما السعودية حراكاً مميزاً في عام 2017 بفضل أربع جهات رعت هذا الحراك ووفرت له منصات مهمة للعرض أمام جمهور سعودي متعطش، ويأتي مركز الملك فهد الثقافي بالرياض على رأس هذه الجهات بتنظيمه لعروض ليالي الأفلام القصيرة ضمن مسابقة الأفلام القصيرة التي ينظمها وعرض خلالها أكثر من 10 أفلام سعودية في أمسيات سينمائية شهدت تفاعلاً جماهيرياً كبيراً. وبنفس القدر يأتي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بالظهران "إثراء" كأكبر الداعمين للسينما السعودية من حيث الإنتاج بعد دعمه للمخرجين السعوديين عبر مسابقة نظمها لهذا الهدف وأثمرت عن تكفل المركز بإنتاج وتمويل فيلمين سعوديين طويلين وسبعة أفلام قصيرة. وكان لجمعية الثقافة والفنون حضورها المميز في هذا المضمار عبر فرعيها في الدماموجدة حيث نظما عروضاً مستمرة للأفلام السعودية، كما تم تأسيس بيت السينما في جمعية الدمام برئاسة الفنان القدير إبراهيم الحساوي. حضور مؤثر لهيئة الترفيه يمثل عام 2017 نقطة مفصلية في تاريخ الهيئة العامة للترفيه، وذلك لأن هذه الهيئة الوليدة التي لم تكن قد بلغت عامها الأول أدهشت السعوديين بكم كبير من الفعاليات المتنوعة في جميع مناطق المملكة منذ أول أيام العام وحتى نهاية ديسمبر الجاري، واستطاعت خلال عام فقط من تعزيز صناعة الترفيه في المملكة وغيرت من وجه صناعات مرتبطة مثل صناعة الأغنية، والمهرجانات إلى آفاق أوسع، وشملت الفعاليات التي رعتها الحفلات الغنائية والمهرجانات الثقافية والسياحية والمسرحيات وغيرها الكثير من الفعاليات. داوود الشريان خالد مدخلي عودة الطيور المهاجرة حدث لم يكن أقل أهمية عن غيره من الأحداث الأهم في مشهدنا الإعلامي، والتي تطلع إليها الكثير من النخبة والعامة بفضول وتفاؤل في ذات الوقت. عودة الطيور المهاجرة -إن صح التعبير وجازت التسمية- إلى أحضان هيئة الإذاعة والتلفزيون وبين أروقة قنواتنا الإذاعية والتلفزيونية بمهام مختلفة، أهمها تقلد الإعلامي الكبير والقدير داوود الشريان رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، وإدارة الإعلامي الشاب خالد مدخلي لدفة القناة السعودية الأولى، وهما بلا شك اسمان لديهما القدرة على إحداث التغيير وإقحام فكر جديد ورؤية جديدة ومهنية مختلفة عن السائد. من لقاء ترافولتا بالسينمائيين السعوديين في الرياض لحظة وصول ياني إلى جدة #نجوم العالم يزورون المملكة تأكيداً لحالة النشاط الفني التي عاشتها المملكة في 2017، شهدت المدن السعودية زيارات مهمة لكبار نجوم الفن العالميين وعلى رأسهم الموسيقار ياني الذي قدم ثلاث حفلات موسيقية كبيرة في جدةوالرياض والظهران، إلى جانب نجم هوليود الممثل الأميركي جون ترافولتا الذي زار مدينة الرياض والتقى بالسينمائيين الشباب في جلسة حوارية امتدت لثلاث ساعات. كما حظيت الرياض أيضاً بزيارة الممثل الأميركي جيسون موموا نجم مسلسل "لعبة العروش" وذلك خلال إقامة فعالية "كوميك كون" في نوفمبر الماضي. وقد انعكست زيارات النجوم العالميين إيجاباً على صورة المملكة في الإعلام العالمي، وكان للثناء الكبير الذي أغدقه هؤلاء النجوم على الضيافة السعودية والتطور الذي تشهده المملكة في جميع المجالات دور في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي روجها الإعلام العالمي في أوقات سابقة.