ووري قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف الشيخ محمد الجيراني الثرى في مسقط رأسه بجزيرة تاروت عصر الخميس، لتنتهي بذلك فصول جريمة قتله على يد الإرهابيين على مدى عام كامل. وصلى على الجنازة الشيخ حسن الصفار، الذي أكد ل"الرياض" بأن الناس قد عبروا عن موقفهم الواضح، في شجب واستنكار هذه الجريمة البشعة، والمتمثلة في اعتداء على حياة إنسان، ومن المنتمين للعلوم الدينية، وهو يقوم بمهمة رسمية قاضيًا بدائرة الأوقاف والمواريث، لكل هذه الأمور فإن الناس يعبرون عن شجبهم واستنكارهم لما حصل وكلنا ثقة بأن الأجهزة الأمنية عين ساهرة للوطن تردع كل المعتدين وتضع حدا لكل الأعمال والممارسات الإرهابية. وأضاف: "من المؤلم أن تنتهي حياة الشيخ الجيراني -رحمه الله- بهذه الطريقة المأساوية البشعة، إنه لعمل إرهابي جبان لا يقوم به إلا من باع نفسه للشيطان"، وتابع: "نسأل الله أن يكفي مجتمعنا وبلادنا شرور الأشرار، وأن يوفق العلماء والخطباء والدعاة للقيام بواجبهم لتوعية المجتمع وتحصين الشباب من أفكار التطرف والعنف والإرهاب"، داعياً الله تعالى أن يتغمد الجيراني بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أبناءه وعائلته وذويه الصبر والسلوان. بدوره، قال الشيخ منصور السلمان في كلمة له، بان هذا العدد الكبير من الحضور جاء ليعبر عن رفضه لهذا الحادث، والمجتمع لم يهدأ عاما كاملا منذ أن خطف الشهيد، مضيفا: "ربما لايعرف البعض عن جهود الشيخ في الدفاع عن أبناء الوطن ونقل كثير من القضايا التي تمس مجتمعنا، ونحن بحاجة إلى أن لا نستمع للكلمات الغوغائية التي تفتت المجتمع، فالجميع يد واحدة للحفاظ على تراب هذا الوطن غير قابلين بأي صوت نشاز من الداخل أو الخارج لتفتيت ترابط هذا المجتمع. وأضاف: "رغم ما ألمنا هذا المصاب إلا انه هذه رسالة لجميع أبناء المجتمع ولشبابنا الذي نطمح فيه أن يكون حاملا للشهادات العليا حاملا للرقي في جميع مناطق هذا الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ليعود لما كان عليه من رقي وتفوق وتميز". وشاركت الجموع التي تدفقت منذ ظهر الخميس من داخل وخارج القطيف في تشييع ودفن الشيخ الجيراني، انطلاقا من مغتسل المصلى الساعة الثالثة عصرا باتجاه جبانة تاروت، فيما يبدأ العزاء في مخيم مركزي نصب على طريق الرياض في جزيرة تاروت لاستقبال المعزين بعد مراسم الدفن. إلى ذلك، لا تزال دائرة الاستنكار تتسع وردود الأفعال تتوالى، منذ اللحظة الأولى التي أعلن العثور فيها على الشهيد الجيراني، وعبرت شخصيات دينية واجتماعية حضرت التشييع ل"الرياض"، عن حزنها الشديد جراء ما حصل للشهيد الجيراني. وقال القاضي الأسبق بدائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف الشيخ عبدالله الخنيزي: "إنَّ من أعظم الحرمات في الإسلام وفي كافة الشرائع الإلهية هي حرمة الدماء حتى جاء في الحديث الشريف " لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"، وكنت أول من استنكر وأدان خطف الشيخ محمد الجيراني، واليوم ندين وبشدة هذا العمل الإجرامي الوحشي باغتياله بهذه الصورة البشعة التي تنسلخ من الإنسانية والقيم والمبادئ التي تعد غريبةً وفي غاية الشذوذ على هذا المجتمع المؤمن المسالم". وتابع: "أدعو في الوقت ذاته أبنائي وبناتي من أبناء هذه البلدة الطيبة إلى إشاعة الثقافة الإسلامية الأصيلة التي تجسد سماحة الإسلام وتحقق مقاصد الشريعة وتصون الحرمات وتحفظ الحقوق، وتنبذ العنف بكافة صوره وأشكاله وأساليبه"، داعيا الله الحفظ والسلامة للوطن الآمن في ظل قيادته الرشيدة التي لا تألوا جهداً في بسط الأمن في كل أرجاء الوطن العزيز. من ناحيته، قال القاضي السابق في دائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف الشيخ محمد العبيدان: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى وفاة الأخ الشيخ محمد الجيراني -رحمه الله- في جريمة نكراء بغيضة غريبة على مجتمعنا وقيمه الاجتماعية، وقد عرفته منذ مدة زمنية تزيد على تسع سنين وقد كان يتحلى بالطيب ودماثة الخلق، وحب العمل الصالح والسعي لمساعدة الناس". وتابع: "كان لخبر رحيله من الدنيا وقعاً مؤلماً عليّ وعلى الوسط الاجتماعي في القطيف، بل في الوطن، خصوصاً وانه فارق الدنيا ضحية جريمة بشعة بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والرحمة، وهذا يشير إلى أن مرتكبيها لم يكونوا بشراً بل كانوا وحوشاً بأقنعة بشرية". وأضاف: "إننا إذ نستنكر هذا العمل المروع نؤكد على ضرورة لحمة أبناء الوطن جميعا للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب بكل صوره وألوانه"، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشيخ الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. شخصيات دينية واجتماعية تحضر العزاء الشيخ منصور السمان محتضناً أبناء الشهيد