تناولت د. مها السنان الباحثة في تاريخ فنون الجزيرة العربية القديمة والفن السعودي الحديث، وأستاذ تاريخ الفن المشارك في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؛ تذوق المجتمع السعودي الحديث والمعاصر ومجتمع الجزيرة العربية القديم للفنون عبر ثلاث محطات ثقافية تاريخية، كان للعلاقة بين مجتمعنا والمجتمعات الغربية فيها دور في التأثير على ذائقتنا الفنية، المحطة الأولى هي (الألف الاول قبل الميلاد) والثانية مقارنة بين الغرب الأوروبي (ما بين 1850-1960م) والسعودية مع دخول الفن بوصفه الحديث منتصف القرن العشرين، بينما المحطة الثالثة مقارنة بين الغرب الأميركي في فترة ما بعد الحداثة والسعودية في الألفية الجديدة، وذلك من خلال البرنامج الثقافي: ملتقى "ذائقة الفني" الذي تقيمه الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الرياض، وبإشراف د. فهد الجبرين وبحضور بندر الجريان مدير فرع الجمعية بالرياض وعدد من المهتمين بالثقافة البصرية. الوقفة الأولى وذكرت السنان أن المحطة التاريخية الأولى كانت في بداية المحاضرة مع قرية الفاو، التي تعد أحد أهم المواقع الأثرية في الجزيرة العربية، ويعود الاستيطان البشري فيها للفترة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد للقرن الرابع الميلادي، وتعبر أحد أهم المشروعات التي عملت وتعمل عليها كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث زخر الموقع بإرث فني كبير تمكنا من خلاله من وضع الجزيرة العربية ضمن تاريخ الفن العالمي بسبب تأكيد الصلات الحضارية للجزيرة العربية فنياً منذ ذلك الوقت. الوقفة الثانية هذا وشملت المحطة الثانية بدايات دخول الفن الحديث بوصفه الغربي للسعودية، والعلاقة المتأخرة لمدارس الفن الحديث في أوروبا وظلها على فناني الجيل الأول والثاني، إضافة لريادة اتجاه كل من محمد السليم وعبدالحليم رضوى الذي أوقفه المد الصحوي في الثمانينات بسبب انصراف المجتمع حينها عن الفنون، رغم دعم عدد من الجهات والقطاعات الحكومية والخاص والمؤثرين والمقتنين للفن السعودي. الوقفة الثالثة أما المحطة الثالثة والتي ارتبطت بالانفتاح الفكري والتواصل العالمي في الألفية الجديدة، ودخول محركين للثقافة المحلية وعارضين لها في المحافل الدولية، إضافة إلى الحال الاجتماعي من تدني الثقافة البصرية، مما أوجد اتجاهاً شعبوياً لدى البعض تمثل في ما يسمى ب(البوب آرت) مقابل الفن ذي العمق الفكري الذي ظهر مع عدد من الفنانين الذين لمعت أسماؤهم عالمياً اليوم في المحافل الإقليمية والدولية". وانتهت المحاضرة بعدد من الأسئلة والحوارات بين الحضور، الذي أظهر نمو الوعي الثقافي البصري وتزايد الاهتمام بتاريخ الصورة، وأهمية دور النخب في التأثير على صانع القرار لتدريس تاريخ الفن بهدف رفع الذائقة الفنية لدى المجتمع. هذا وتأتي سلسلة الملتقيات المتنوعة للجمعية بالتوافق مع رؤية 2030 في ظل التوجه السامي لرعاية الفنون البصرية ضمن مفهوم الثقافة الشامل التي جعلت الثقافة والفنون هدفاً استراتيجياً، يرتبط بمبدئها القائم على الاستثمار في هذا المجال. د. مها السنان