فرحة عامة ويوم من أيامنا المشهودة، ونحن نعيش الذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين.. أجواء وطنية تعبق بالفخر والاعتزاز وبفيض من مشاعر الغبطة والسرور. الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك أحبه شعبه، لأنه أحبهم، فكان مكانه في سويداء القلوب.. قصة حب وطن بين ملك وشعبه لم تسفر الأيام في اعتقادي عن أصدق منها.. عاشها ويعيشها كل السعوديين على هذه الأرض المباركة، رفعوا لها الراية عالياً.. غنت لها الخيل بصهيل الفرح، فأصبح الوفاء لوناً بديعاً على صدر الوطن الحبيب، يزدان معه صادق الولاء الذي أصبح رباطاً تضرب به الأمثال، لا يزيده تعاقب الأيام والسنين إلا وثوقاً في العرى وقوة في الدعائم. اليوم لبس الوطن ثياب سندس، وانطلق مفاخراً بشعبه ومليكه نحو غايات المجد، إنه ليس يوم وفاء وولاء فحسب، إنما هو يوم لتلاقي الأفراح، وتواصل جيل بجيل، وماضٍ بمستقبل، إذ يقف الحاضر، مزهواً بوفاء شعب لوطنه ولقيادته، توجت فيه الإرادة الوطنية ملكاً وحكومةً وشعباً لحماية هذا الوطن من كيد الأعداء وشرور الأشرار، تحت راية التوحيد الخالدة، ليجتمع أهله من أقصى الجنوب إلى الشمال ومن أقصى الشرق إلى الغرب على أنبل معاني الوفاء. ليس ثمة شك في أن هذا ديدن الشعب الذي جبلت سجاياه على صدق الوعد والالتزام بالعهد لملك عاهد نفسه، ووعد شعبه على العمل بإخلاص وجد، وبذل جهداً مخلصاً لبناء بلاده، والأخذ بيد شعبه إلى جميع الميادين الحضارية والعلمية المتقدمة، وهذا ما نراه اليوم متحققاً ولله الحمد. سلمان بن عبدالعزيز.. من مثلك جميل الفعال، عصي الإباء، بعيد الهمم، وإذا افتخرت الأمم بالأفذاذ من رجالها حق لنا أن نفخر بك، وبحضورك القوي وحكمتك وشجاعتك في الحفاظ على المصالح الوطنية والدفاع عن القضايا الوطنية والعربية والإسلامية. ما أجمل الوفاء لك أيها الوطن العزيز، فإن كان جميلاً أن نموت من أجلك، فإن الأجمل أن نحيا لك لمواصلة مسيرة الخير والبناء والنماء، وأن يستمر العمل والتفاني من أجل ازدهارك ورخاؤك. وفق الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده وأمدهم بعونه، ورفع بهم شأن هذا الوطن ومواطنيه، وأعز بهم الإسلام والمسلمين.