إنَّ حلول الذكرى الثالثة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بالتزامن مع الإعلان عن ميزانية المملكة التي تحمل في طياتها توجهات توسعية لمشروعات تنموية قادمة "إن شاء الله،" تُعدُّ مناسبة عزيزة وذكرى يتجدد فيها الولاء والبيعة لقائد المسيرة الذي وهب جهده من أجل النهوض بالوطن به وإعزازه فهو يقود سفينة الوطن في هذه الحقبة المهمة من تاريخ المملكة التي تشهد تطورات عالمية مضطربة وأحداث سياسية ساخنة وتحولات اقتصادية متغيرة إلى بر الأمان. إنَّ سياسة العدالة والإصلاح والشفافية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين ويوجه بها -حفظه الله- دومًا الجهات المسؤولة لتطوير وتحسين الأنظمة والخدمات بشكلٍ تنمويٍ متوازن في كل مناطق المملكة بما ينعكس إيجابيًا على تنمية الوطن وقدرات المجتمع، أسهمت في تحقيق التقدم المنشود لمواكبة عصر الحضارة والتطور وأصبحت ملاحظة ومشهودة في كل القطاعات الاقتصادية والخدمية. إنَّ مما يُطمئن ويُشعر بسلامة النهج التنموي للمملكة هو استمرار عجلة التنمية والتطوير في مشروعات الخدمات التي تُقدَّم للمواطنين مع إرساء نهج العدالة والشمولية والتكامل واتباع سياسة الشفافية والمصداقية ومحاربة الفساد التي غرستها قيادة هذا البلد المعطاء، حيث سيتم إنفاق 60 مليار ريال على الإسكان في ميزانية العام القادم، كما سيتم إنفاق 53 مليار ريال على الخدمات والمشروعات البلدية، وسيتم انفاق 54 مليار ريال على قطاه التجهيزات الأساسية والنقل، فيما سيتم إنفاق 83 مليار ريال من قبل صندوق الاستثمارات العامة على مشاريع تنموية متنوعة، كما حملت الميزانية مشروعات تنموية في القطاعات التنموية والخدمية الأخرى كالتعليم والصحة. وهذا الضخ التنموي والمالي سيعطي بلاشك أثراً إيجابياً لدورة الاقتصاد القادمة مما يضمن كفاءته وسلامته وحيويته، وسيحفز القطاع الخاص للمشاركة في التنمية القادمة. إنَّ المملكة بخططها وسياستها ومشروعاتها المستقبلية التي ترتكز على رؤية ثاقبة تعزز من كفاءة الانفاق والاستثمار من الموارد المكانية والميزات النسبية التي تهيئ للنهوض بقطاعات التنمية المختلفة الاقتصادية والصناعية والتعدينية، وتُمكِّن من تحقيق إنتاج تنموي يزيد من تنوع الاقتصاد، ويقلل من الاعتماد على النفط سيجعل المملكة "بمشيئة الله تعالى" في موقع متميز ضمن قائمة الدول الكبرى من حيث كفاءة اقتصادها وجذبها للاستثمارات العالمية. ختاماً.. نسأل الله تعالى أن يحفظ لهذا البلد نعمة الأمن، والرخاء، والعطاء، والتطور، وتوالي المنجزات التنموية، التي تعود بالنفع على كل مواطن في هذه الأرض المباركة.