تعد المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي حاربت وتصدت للإرهاب والفكر الضال والتطرف وساهمت وسخرت جهودها بشكل فعال في مواجهته مما جعله تحبط الكثير من العمليات الإرهابية بما يسمى الضربات الاستباقية والتي أشادت بها دول العالم ودائما ما تذكر العالم في كل مناسبة محلية وإقليمية ودولية بخطورة هذه الظاهرة وأثرها في زعزعة أمن واستقرار أمن العالم. وقال د. زهير الحارثي- عضو مجلس الشورى- إن المملكة من الدول التي اكتوت بنار الارهاب وكانت من اوائل الدول التي نادت المجتمع الدولي بالتصدي للإرهاب واستئصاله من جذوره ودعت الى اهمية التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات بما يكفل القضاء على الإرهاب ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول أمنها واستقرارها واستشعرت المملكة خطورة التطرف والارهاب واتخذت التدابير الوقائية ضدهما محلياً وشاركت بإدانتهما في المحافل والملتقيات الدولية، وما يدلل على ذلك صدور قرارات مهمة في هذا السياق تمثلت بمواجهة داعش بالمشاركة في تحالف دولي وتشكيل تحالف عربي واسلامي يربو على 41 دولة لمكافحة الارهاب عسكريا وفكريا واعلاميا واقتصاديا وانشئت مركز عمليات مشتركة في الرياض ووضعت الاليات لترجمة تلك الخطط على الارض، وسنشهد نتائج هذا التحالف الكبير في القادم من الايام. ولفت الى أن السلطات الامنية السعودية نجحت في تحجيم الحركات المتطرفة عبر الضربات الاستباقية واحباط العشرات من الاعمال الارهابية والقضاء على جميع الخلايا الإرهابية بأدواتها ورموزها وعدم التسامح أو التساهل مع كل من يقوم باحتضانها أو تمويلها فضلا عن تحصين حدود المملكة وإحكام الرقابة عليها لمنع التسلل وتهريب الأسلحة والمتفجرات وعملت المملكة عل الشفافية والمكاشفة في التعاطي مع الأحداث الإرهابية والحث على الإبلاغ ناهيك عن إبقاء باب مراجعة النفس مفتوحاً لمن يبدي توبته ويؤخذ ذلك بعين الاعتبار أثناء المحاكمة وتم مكافأة المتعاونين والشهود والمتضررين من العمليات الإرهابية كما ان إنشاء غرفة عمليات مشتركة لجميع الأجهزة الأمنية ساهمت في سرعة تمرير المعلومات ولعل من اهم الادوات التي مارستها الحكومة هو توظيف وسائل الإعلام للتوعية بمخاطر الإرهاب وحث المجتمع على التعاون مع رجال الأمن مشيرا الى نجاحات مركز محمد بن نايف للمناصحة في دور التأهيل والدمج وتصحيح الآراء والافكار والمملكة تستغل كل مناسبة للتنويه بخطورة الإرهاب على الاستقرار والامن مستشهدا بقول خادم الحرمين: "إن الإرهاب لا يفرق بين الحق والباطل، ولا يراعي الذمم، ولا يقدر الحرمات، فقد تجاوز حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وأفسد ما بين المتحابين والمتسامحين، وفرق بين الأب وابنه، وباعد بين الأسر، وشرذم الجماعات" وأشار الى أن مدينة الرياض استضافت قمة استثنائية قبل فتره بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة وكان لافتا الاشارة الى "اتفاق الدول المشاركة على التصدي للجذور الفكرية للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، والإشادة بتبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات التنظيمات الارهابية" وهذا يعني وجود آليات وبرامج محددة لتحقيق هذه الأهداف كما تم تأسيس مركز عالمي مقره الرياض لمواجهة الفكر المتطرف (اعتدال) والمركز رائعا ومعبرا بجلاء عن قدرة الشباب السعودي والذي انجزه في فترة قياسية اذهلت الحاضرين من زعماء ومسؤولين فضلا عن المهمات المهولة التي يقوم بها المركز من اعمال تصب في مواجهة التطرف وتعزيز التسامح لتؤكد سياسة بلادنا ونهجها المتوازن والمعتدل. وأضاف أما فيما يتعلق بالتشريع والقضاء، فقد تم إصدار نظام لمكافحة الإرهاب في خطوة مهمة لمواجهة الارهاب وتطوير القوانين المتعلقة بالجرائم الإرهابية وكانت قد انشئت محكمة خاصة للنظر في قضايا الإرهاب تحت مسمى المحكمة الجزائية المتخصصة، وكذلك انشاء جهاز رئاسة امن الدولة الذي يتولى التحقيق في قضايا الارهاب الى حين الانتهاء من ترتيبات استحداث دائرة مختصة بالنيابة العامة تحت مسمى «دائرة قضايا أمن الدولة» لتتولى هذه القضايا الى جانب الضمانات التي توفر للمتهمين وتطبيق عدد من الآليات لمكافحة عمليات تمويل الإرهاب مؤكدا على أن المملكة خطت خطوات ملموسة في مكافحة التطرف ومواجهة الإرهاب وساهمت بفعالية في التصدي لهذه الظاهرة ومن نتائجها المروعة من خلال المؤتمرات واللقاءات والمشاركات العربية والدولية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول الاخرى كما حدث مع بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية. وأشار ظن كثيرون ان التطرف قد انحسر في السنوات الماضية الا انه لم يلبث ان فاجئنا بعودة قوية وموحشة آخذا في التشكل إلى صور أكثر تدميراً للمقومات الحضارية والإنسانية والمادية، بدليل ما شهده العالم من ازدياد مريع للأعمال الإرهابية، لا سيما أن معطيات العصر الراهن من جريمة منظمة وتوظيف التكنولوجيا ونقل المعلومة قد ساهمت فعلا في سهولة وقوعها ومعها سقطت داعش الى قبرها الذي حفرته بيدها وبأفعالها الدموية البشعة، لكن المسالة هنا أكبر من ذلك لان الصراع مع التطرف هو فكري في المقام الأول ما يعني انه قد يتعرض للمرض والضعف والوهن أحيانا ولكن ليس الموت او التلاشي بعبارة أخرى ما بعد داعش قد لا نتفاجأ ان ظهرت لنا بعد شهور او بضعة سنوات جماعة أخرى باسم اخر ولكنها تحمل ذات الفكر الداعشي ونفس أيديولوجيا القاعدة وهنا تكمن المعضلة الحقيقية. وأشار د. أحمد الأنصاري المستشار الأمني والباحث في العلاقات الدولية ان عهد الملك سلمان هو عهد الحزم في مواجهة جميع ما يكدر الحياة وأحد جوانبها هو الجانب الأمني فمع توليه مقاليد الحكم حفظه الله استمرت المملكة في الاستقرار الأمني الذي تنعم به حتى أن جميع الدول يغبطوننا على هذه النعمة وهذا أكبر دليل على النجاحات الأمنية المتلاحقة والممثلة في جميع القطاعات الأمنية ومع بداية هذا العام تم تأسيس جهاز امن الدولة وهو جهاز احترافي وتم فصل أجهزة مكافحة الإرهاب وتشكيلها مع جهاز امن الدولة مع باقي القوات الأخرى المساندة وهذا بالطبع لمصلحة الدولة والمواطن. وذكر بأن المملكة مشهود لها في عمليات كثيرة والمساعدة في احباط العمليات الإرهابية والحكومة البريطانية والأميركية وأكثر من حكومة أشادت بالتعاون الثنائي مع المملكة وجزء من رسالة المملكة ودورها الدولي المساهمة في استقرار الأمن العالمي سواء على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي وهذه المرتكزات أخذتها المملكة على عاتقها كدور هام ونجد انها ساهمت مساهمة مباشرة في إنشاء مركز مكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة ومولته بما يفوق أكثر من 150 مليون دولار وخلال العام الحالي أنشئت مركز مكافحة الفكر الإرهابي وافتتحه خادم الحرمين خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر مايو 2017 اضافة الى ذلك مانتج عن تكوين التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب من آليات لتمويل الإرهاب والإرهاب الفكري وغرفة العمليات المشتركة وما الى ذلك من الآليات الأخرى التي تنظم عمل مكافحة الإرهاب في العالم الإسلامي، لافتا الى أن المملكة سخرت كافة جهودها سواء بالمال او بالرجال في مكافحة الإرهاب ودعم جميع الجهود الإقليمية والدولية وحتى على مستوى العالم العربي حيث نجد أن هناك اهتماما وثيقا بين المملكة وشقيقاتها في دول الخليج او العالم العربي وهذا يؤدي لاستقرار المنطقة والجهود الأمنية لها دور كبير في الاستقرار الداخلي والإقليمي ولو تابعنا وسائل الإعلام الدولية سنجد ان هناك اشادة عالمية لدور المملكة واجهزتها الاستخباراتية في استقرار الأمن العالمي. زهير الحارثي د. أحمد الأنصاري