يبدأ اليوم عاماً جديداً من الفخر والاعتزاز في ذكرى البيعة الثالثة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقرونة بأعظم معاني الولاء والإخلاص من أبناء الوطن لقائد أرسى بحنكته ركائز الأمن والاستقرار وفق منهاج رصين أساسه هدي القرآن وسنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ومن نعم الله على هذه البلاد أن جعلها مهوى أفئدة المسلمين خادمة للكتاب والسنة قائمة بأمر دينها، ويحظى أبناؤها برعاية كريمة من مليك نذر نفسه لتفقد أحوالهم ورعاية شؤونهم، موجها المسؤولين بالتأكيد على حفظ حقوقهم وما يكفل خدمتهم بما يليق بتطلعاتهم. إننا في هذا اليوم نستعيد بالإكبار السجل الحافل لإنجازات خادم الحرمين الشريفين، فقد اعتدنا منه -حفظه الله- إصدار قرارات غير مسبوقة كانت مثار إعجاب على الصعيدين الداخلي والخارجي، ونقلت المملكة إلى مرحلة جديدة عززت من ثقلها العالمي. كما أكدت سياساته -حفظه الله- بعد نظره وسداد رأيه حتى أصبحت المملكة مثار تلاق دولي للاعتدال والوسطية ومحركا رئيسا للتعاون البناء والمثمر في خدمة الإنسانية مع ما حققته من مرتبة مشرفة في جهود الإغاثة ضمن الدول الأوائل عالمياً. ولم تغفل المملكة دورها الذي تتشرف به في خدمة الدين، حيث شهد الحرمان الشريفان في عهده -حفظه الله- تطوراً ملحوظاً وتقدماً غير مسبوق في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن مع توفير التقنيات الحديثة التي تعينهم على أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة والتي كانت محل تقدير رؤساء الدول ووفود الحجيج في موسم الحج الماضي بشكل خاص. إن المحن التي تعصف بالدول والتحديات الجسام تبرز بجلاء مدى حنكة خادم الحرمين الشريفين في تجنيب شعبه ودولته الظروف العالمية غير المستقرة وقيادته نحو الاستقرار في وقت تشهد فيه المملكة حراكا اقتصاديا إيجابيا من خلال موازنة نامية تواصل تحقيق كفاءة الإنفاق، والدعم الحكومي المتزن، وتنويع مصادر الدخل، وتنمية الإيرادات غير النفطية، فعلى الصعيد المحلي لقي القطاع الحكومي اهتماما خاصا من خلال إعادة هيكلته وتعزيز تشريعاته لضمان تحول اقتصادي يسترشد برؤية مستقبلية شاملة لها حتى العام 2030 بأدواتها الرقابية والقياسية التي تحفز الأداء، وتضمن تحقيق الأهداف التنموية، كما حظي القطاع الخاص بتطوير خدماته التي تنسجم مع جهود القطاع الحكومي وتمكينه من التفاعل الأمثل مع توجهات الاقتصاد الكلي، وتعزيز شراكته للقيام بدوره المحفز في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولم يأل -حفظه الله- جهداً في إقرار وافتتاح العديد من المشاريع العملاقة التي تستهدف رفع الناتج المحلي، والاستفادة من ميز الاقتصاد النسبية في مجال البتروكيماويات والطاقة المتجددة مع توفير آلاف الفرص الوظيفية ذات التأهيل العالي أمام الكوادر الوطنية المهنية. وبهذه المناسبة الغالية يشرفني أن أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- ولكل أبناء الوطن الكريم بأجمل التبريكات مقرونة بالوفاء والولاء، سائلا الله تعالى أن يسدد على دروب الخير خطانا، وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا ويمدنا بعونه وتوفيقه. *رجل الأعمال رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة المهيلب للمنتجات الإسمنتية.