أكد الرئيس التنفيذي لشركة "مجموعة الطيار للسفر القابضة" إحدى أكبر شركات السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبدالله بن ناصر الداود، أن احتياجات المسافرين هي محور اهتمام الشركة الأول، مستعرضا سعيهم لتقديم أفضل الخدمات إليهم بشكل تنافسي ملموس، ملمحا إلى أن متطلبات العملاء بشكل عام في تطور مستمر ونمو متواصل، وأنه مواجهة ذلك تتطلب تغييرا في أساليب العمل في قطاع السفر والسياحة على المستويين العالمي والمحلي. وكشف في حواره ل"الرياض" عن تحول العديد من شركات السفر العالمية من مجرد مصدر ومزود لتذاكر الطيران إلى منظمي واستشاريي برامج سياحية متكاملة مع تأمين خدمات الحجز عبر الإنترنت "أون لاين"، مشيرا إلى أن الشركة تعمل على تأسيس قطاع "أون لاين" بشكل متكامل بما يخدم العملاء وييسر لهم الوصول إلى الخدمة بعيدا عن التعامل اليدوي. فإلى الحوار: *مجموعة الطيار للسفر القابضة، إحدى الشركات الرائدة في قطاع السفر والسياحة، حدثنا عن مرئياتها في الفترة الحالية والمقبلة؟ -تتبنى المجموعة في الوقت الحاضر خطة تحول استراتيجي تهدف إلى الارتقاء بكفاءة أعمالها وتعزيز قيمة حقوق مساهميها على المدى البعيد، إذ تشهد البيئة التشغيلية لها تغيرات نوعية ستمكّنها من إعادة تنظيم قطاعات أعمالها بما يتيح لها تعزيز إيراداتها وتوسيع نطاق أنشطتها ليشمل مصادر جديدة مدرّة للعوائد.ونحن نتطلع إلى إضافة فصل جديد إلى سجل نجاحات الشركة وتعزيز ريادتها في قطاع السياحة والسفر في وقت تشهد فيه تغيرات مهمة لمواكبة مستجدات السوق على جبهتين، الأولى تتضمن التطورات الجديدة التي تشهدها صناعة السفر العالمية، والنقلة النوعية لوكالات السفر من مجرد مزودة لتذاكر الطيران إلى منظمة واستشاريي عطلات وخدمات الحجز عبر الإنترنت، والثانية تتمثل في ما تشهده المملكة من تحولات اقتصادية واجتماعية نوعية سيكون قطاع السفر والسياحة أحد المستفيدين الرئيسيين منها، ولهذا نعكف على إجراء تغييرات استراتيجية تتيح للشركة التأقلم مع تلك المتغيرات، ومواكبة الفرص الجديدة وتوسيع نطاق أعمالها ليشمل أسواق نمو أخرى. * ماذا عن مجالات التمويل لشركة الطيار للسفر القابضة في هذة المرحلة التحويلية الكبيرة؟ يؤدي التمويل دورا مهما في تنويع أنشطتنا وانتشار خدماتنا، وجميع مجالات التمويل ومصادره متاحة لنا، في الوقت نفسه، وأوكد أن ميزانية الشركة "قوية جدا"، وحجم الأصول أيضا "كبير جدا" وأن مستوى الانقراض خلال الفترة الماضية منخفض جدا مقارنة بحجم الميزانية، كما أن السيولة لدينا "عالية جدا" وتم الإعلان عن ذلك في الربع الثالث للسنة المالية الحالية، وقمنا بالإعلان عن صناديق عقارية وصندوق تطوير الفنادق الذي سيوفر مصادر تمويلية للشركة تساعدها في تنفيذ خططها التوسعية. * شهد سهم الشركة في الأسابيع الماضية حركة بيع كبيرة، بعد اعلان الدولة حملة مواجهة الفساد.. فهل يهدف هذا التغير لتحقيق الاستقرار للسهم؟ * ليس هناك علاقة نهائيا، نحن في مجموعة الطيار نعمل وفق استراتيجية واضحة جدا وتعلن للجميع، ومرحلة التغير الحالية التي أعلنت الأسبوع الماضي بدء التحضير والتخطيط لها قبل أكثر من عام. *نود التعرف على مسارات التطوير التي تطبقونها حاليا؟ أود التأكيد على أن العالم يشهد تغيرات كبيرة في جميع الأصعدة، والمملكة ليست معزولة عن العالم، هناك شركات كثيرة تحولت من "مصدرة" لتذاكر السفر إلى "مزودة" لباقات السياحة ورحلات بشكل كامل، كما تحولت عملية الحجز البسيط للتذاكر إلى عملية إلكترونية تتم عبر الإنترنت "أون لاين"، وتوسعنا في هذه الخدمة الإلكترونية منذ نحو عام ونصف تقريبا من خلال منصتي "المسافر" و"تجوّل" الإلكترونيتين، ففي 2015 كانت حجوزاتنا "أون لاين" تقريبا صفر، وفي 2016 كسرنا حاجز النصف مليارريال وفي الأشهر التسعة من 2017 تجاوزت نسبة االحجوزات عبر المنصات الإلكترونية المليار ريال. وتركيزنا على هذا التوجه الإلكتروني دليل على وعي الشركة بأهمية المتغيرات وقدرة الفريق الداخلي على تطبيق الخطط الاستراتيجية في هذا المجال ونتطلع إلى زيادة الاستفادة من متغيرات السوق في المملكة حيث نمت الحجوزات فيها "أون لاين" بنسبة 30 % سنويا منذ 2012، لتصبح المملكة ثاني أكبر سوق نمو في مجال ال "أون لاين" عالميا بذلك على دول كثيرة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا. * بشكل أكثر تفصيلا، كيف تخططون للاستفادة القصوى من نشاط خدمات السفر الإلكتروني؟ * كون نشاط خدمات السفر الإلكترونية يتمتع بعوامل نمو عديدة، فإن الشركة تعتزم زيادة الإنفاق الرأسمالي من أجل تعزيز كفاءة منصاتها ورفدها بحلول عالمية المستوى تلبي مختلف متطلبات عملائها، وتسعى الشركة إلى رفع إجمالي قيمة حجوزاتها ليصل إلى 3.7 مليارات ريال بحلول 2020 بدعم من منصتيها الإلكترونيتين "المسافر" و"تجوّل". ومنذ 2015، شهدت المنصتان نمواً استثنائياً وأصبحتا تتمتعان بمكانة رائدة في طليعة قطاع خدمات السفر الإلكترونية في المملكة. وعلاوة على ذلك، تخطط الشركة لزيادة عدد منتجاتها الجديدة المتاحة حصرياً من خلال المنصتين مثل التأمين وأنشطة العطلات، وتوسيع نشاطها ليشمل أسواق نمو أخرى. ونحن سعداء بالنمو الهائل الذي حققه قطاع الحجوزات الإلكترونية في أقل من سنتين، الأمر الذي يعكس قدرتنا على التوسع في أسواق مزدهرة، لتعزيز حصتنا السوقية في قطاع خدمات السفر الإلكترونية وترسيخ مكانتنا الرائدة في صناعة السفر والسياحة في المنطقة. وبالنظر إلى الآفاق الواعدة لهذا القطاع التي تبشر بمستقبل مشرق، تحرص الشركة على تخصيص موارد كبيرة له. الثانية عالميا. * ما رؤية الشركة للنهوض بقطاع السفر والسياحة في المملكة؟ * تعد المملكة ثاني أكبر سوق في العالم من ناحية الإنفاق لكل عملية، إذ يبلغ متوسط حجوزات المسافر السعودي عبر المنصات الألكترونية نحو 900 دولار وهذا يضع المملكة العربية السعودية في الترتيب الثاني عالميا، لا يزال سوق السفر والسياحة في المملكة رغم النمو الكبير الذي شهده من أقل الأسواق استخداما للحجوزات "أون لاين". وتمثل وحدتا "خدمات السفر" و"منصات السفر الإلكترونية" المحرك الرئيس لنمو قطاع السفر لدينا. وتهدف وحدة "خدمات السفر" إلى توفير خدمات أكثر كفاءة لعملائها في ثلاثة أنشطة محورية هي: السياحة وخدمات الحكومة والمؤسسات، وخدمات الحج والعمرة. وعلى صعيد السياحة، تتبنى الشركة استراتيجية مبيعات متعددة القنوات لتتحول بذلك من مجرد وكالة تتولى تنفيذ معاملات الحجوزات لعملائها إلى مزود لاستشارات السفر والعطلات، ووفقا لهذه المنهجية، ستقوم الشركة في عام 2018 بتجديد سلسلة من الفروع التي تتنوع بين مكاتب سفر موزعة في مختلف مناطق المملكة ومكاتب مُصغّرة في المجمعات التجارية، بهدف إثراء تجربة سفر العملاء. * ما استعداداتكم لمواكبة النمو في السياحة الداخلية؟ * "مجموعة الطيار للسفر القابضة" من أهم الشركات المتمركزة التي تستطيع تقديم خدمات السياحة الداخلية للمسافرين السعوديين وذلك انسجاما مع سياسة المملكة العامة في دعم هذه السياحة، وقمنا بتوقيع عقد شراكة مع ثاني أكبر شركة عالمية في قطاع الفنادق "Choice" التي تدير علامات تجارية عالمية مشهورة بما في ذلك "كومفورت Comfort وكواليتي Quality وكلاريون Clarion" لتطوير وتشغيل فنادق ذات فئة "3و4" نجوم تستهدف الفئة المتوسطة وتلبي احتياجات قطاع عريض من أفراد المجتمع، خصوصا العوائل ورجال الأعمال وذلك في العديد من مدن المملكة والخليج بما يخدم السياحة الداخلية بشكل كبير جدا، باعتبارها رافد مهما من روافد التنمية. وتمتلك الشركة حالياً خمسة فنادق تم تشغيلها تجارياً وتشمل "شيراتون مكة" و"موفنبيك سيتي ستار جدة"، وتوفر هذه الأصول تدفقات نقدية ثابتة لتمويل الاستثمار في قطاعات أعمال الشركة الأخرى، مع العلم أننا استثمرنا أربعة مليارات ريال في قطاع الفنادق من خلال التطوير والتشغيل. * ما تأثير الخدمات الإلكترونية في جانب التوظيف والسعودة؟ * يرتكز برنامج خطة التحوّل الجديد على رؤية استراتيجية تدعم نمو الشركة، بما يعزز مكانتها في القطاعات التي تنشط بها ويضمن خلق مزيد من فرص العمل المتميّزة التي تدر دخلاً أكبر في مجالات التكنولوجيا والصناعات التحويلية والعمليات التجارية. ويأتي تطوير الموظفين في صميم أولوياتنا، حيث نوفر مجموعة من البرامج التدريبية الرامية إلى صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم، كما بدأنا إعداد برامج تدريبية وتعليمية خاصة بالشباب السعودي من أجل تعزيز إمكاناته حتى يكون مؤهلاً وقادراً على دخول معترك العمل. وتبلغ نسبة المواطنين السعوديين العاملين في الشركة حالياً نحو 40 %، وإننا نخطط زيادتها بشكل كبير حيث نعتمد خطة تهدف إلى سعودة غالبية الوظائف لاسيّما في فروع الشركة خلال السنوات الثلاثة القادمة. * وماذا بشأن قطاع المؤسسات الحكومية؟ * بالنسبة إلى قطاع المؤسسات الحكومية، تقوم الشركة بتطوير مجموعة منتجاتها الموجهة لموظفي القطاع الحكومي بما يوفر لهم خيارات أوسع من حلول السفر بتكلفة معقولة، كما ستعمل في الوقت نفسه على تسريع عجلة نمو أعمالها في قطاع خدمات السفر متوسطة التكلفة للشركات وتوفير حلول سفر تعزز راحتهم، وفضلاً عن ذلك، تسعى الشركة لتطوير أفضل حلول السفر لزوار بيت الله الحرام بما يدعم خطة حكومة خادم الحرمين الشريفين لزيادة عدد المعتمرين والحجاج والزوار إلى 30 مليون حاج ومعتمر وزائر بحلول 2030. * ما دور قطاع الأعمال المساندة بالشركة بشكل أكثر تحديدا؟ * من القطاعات المهمة بالشركة قطاع الأعمال المساندة ونوليه أهمية كبرى أسوة ببقية القطاعات، وبناء على ذلك، ستعزز الشركة تركيزها على نشاط تأجير السيارات للشركات مع استهداف شريحة المسافرين بغرض الأعمال. وتتمتع الشركة بميزة تنافسية كونها إحدى الشركات القليلة التي تمتلك موطئ قدم في جميع المطارات الرئيسة في المملكة العربية السعودية بما في ذلك "مطار الملك خالد الدولي" في الرياض و"مطار الملك عبدالعزيز الدولي" بجدة، وسيواصل قطاع الاستثمار إدارة محفظة من الشركات التي تمتلك إمكانيات توسع عالمياً وتحقيق نمو كبير. ومن أبرز استثمارات الشركة في هذا المجال تطبيق طلب السيارات "كريم" الرائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشركة "بورتمان" التي تعد تاسع أكبر شركة لإدارة خدمات السفر في المملكة المتحدة. وتبذل الشركة كافة الجهودة التي تضمن أن تسهم خطة التحول في رسم ملامح مستقبل أكثر إشراقاً للشركة، وتعظيم قيمة استثمارات مساهميها إلى أقصى حد، والمحافظة على الثقة الغالية التي وضعها عملاؤنا في مختلف علاماتنا التجارية منذ ما يزيد على 35 سنة.