لا يخرج إصرار النظام الإيراني على استهداف العاصمة السعودية بالصواريخ الباليستية عن طريق مليشياتها في اليمن عن دائرة السلوك العدواني وحالة الجنون التي انتابت هذا النظام الإرهابي بعد تلقيه خسائر سياسية وعسكرية كبيرة في مناطق متعددة في الشرق الأوسط. الصاروخ الإيراني الباليستي الذي اعترضته الدفاعات الجوية السعودية جنوبالرياض أمس رسالة خاطئة في التوقيت الخاطئ تثبت تخبط المرشد الأعلى للثورة الخمينية وابتعاده ونظامه الدموي عن الواقع الذي تشهد فيه بلاده إدانات دولية واسعة نتيجة سياستها الداعمة للإرهاب وإمعانها في نشر ثقافة التطرف والكراهية. يخطئ من يعتقد أن مجرم الحرب عبدالملك الحوثي قادر على اتخاذ قرار واحد يتعلق بتحريك مرتزقته بين جبال صعدة ناهيك عن إصدار أمر بإطلاق صاروخ باليستي، فالدور المطلوب منه فحسب هو قراءة خطاب مقيت كُتب في ضاحية بيروتالجنوبية وخلفه الشعار الإيراني الشهير (الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل). معطيات المعركة واضحة وهدفها معلن من جانب الشرعية اليمنية مدعومة بالتحالف العربي والإجماع الدولي، وكذلك الحال في الجانب الإيراني المعتدي الذي يتلاعب بأيدٍ مرتعشة بخيط مهترئ في دمية المرتزقة الحوثيين الذين يخشون انقطاعه في أي لحظة حتى لا يسقطون تحت أقدام أبناء الشعب اليمني. ومن هذه المعطيات يمكن التنبؤ بمستقبل إيران التي بنى الملالي فيها أحلامهم بالقدرة على التملص من جرائمهم في حق اليمنيين واستهداف المدنيين بصواريخ باليستية والمقذوفات العشوائية على المناطق الآهلة بالسكان في المدن السعودية، وهي مجتمعة تمثل جرائم حرب ومخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني تضاف إلى سلسلة طويلة من الممارسات الدموية لنظام عاث في الشرق الأوسط فساداً. انتحار نظام الملالي سياسياً وخسائره اقتصادياً وعسكرياً يبعث من جديد الأمل في عودة القوى السياسية المعارضة بصورة أقوى إلى المشهد لتخرج البلاد من نظام كهنوتي جثم على صدور الإيرانيين طويلاً وأوهام تصدير الثورة الخمينية التي عزلتها إقليمياً ودولياً. الحديث عن نهاية نظام الملالي قد يطغى على نهاية مرتزقة اليمن خاصة وأن تصريحات المسؤولين وبيانات الخارجية الإيرانية التي تتهرب من أي مسؤولية لها على أراضي اليمن فما يسمى بجماعة أنصار الله مجرد ورقة تم تمزيقها ويجري حالياً العمل على التخلص منها ولو بتصفية عبدالملك الحوثي شخصياً وإحضار بديل تكون مهمته الأولى تمزيق شعار (الموت لأميركا .. الموت لإسرائيل).